فأر!
السبت - 09 يوليو 2016
Sat - 09 Jul 2016
تتبع الأخبار والتقط الأحداث، حضر الموائد والمناسبات، التزم بالعبادات والعادات، وما زال ذكره مفقودا. عاتب وخاصم وتطاول، حمل الأسفار، تنقل في وظائف وأعمال وتجارة، وما زال ذكره مفقودا. آمن أنه بطل ينبغي أن يهز المشاعر ويذيع بأسه ويظهر سطوته، لكن أفعاله وأقواله لا تلفت الرقاب، ولا تحرك الألسن. اتخذ هيئة متميزة، أمعن في الأسفار للتجارة وطلب العلوم ولزيارة الأعلام ولخدمة أصدقاء بعيدين ولتجارب في طباعة الكتب، فتحركت نحوه بعض الأعين، لكن قدراته التي يعلم أنها لا تقصر عمن لمعوا في التاريخ الغابر والحاضر، ما زالت دون الظهور الذي ينتظره. مكانه صدور المجالس والمحافل، وعناوين الصحف وأمهات الكتب. هو أجدر بالشهرة والقدوة والتأثير من أبطال القصص الأمريكية الذين تابعهم سرا شهورا حتى سكنت لبه مواقفهم المثيرة وحركاتهم المتقنة المدهشة، وحفظها وقلدها، فلم يبق له إلا التنفيذ!
هرب من المشاهد والمساجد والمجالس والأهل ووجد نفسه في أمثاله، ضالتهم اختلاس البطولة! قالوا له اختر مما أمامك وافعل به ما شئت. فرح فرحا عظيما أيقظه أياما فخورا، متخيلا أفعاله محاطة بالمراسلين، واسمه وأخباره في كل مجتمع وقناة وجوال، هذه هي الحياة الحقة!
أخيرا أمسك المأفون بيده مسدسا ورشاشا وقنبلة وحزاما ناسفا ليلهو ويصنع لنفسه ذكرى، وبئست الذكرى وتعس كل إرهابي أدنى من القذارة!
مولانا يا رحمن يا مهيمن، أعز الإسلام وانصر المسلمين المتحابين الواعين، وآمنا في أوطاننا، وأظهر دين السلام والخير الذي قلت عنه وقولك الحق «ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى»، واكفنا بحولك وقوتك كل جاهل عابث أرعن حاقد فأر جبان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
هرب من المشاهد والمساجد والمجالس والأهل ووجد نفسه في أمثاله، ضالتهم اختلاس البطولة! قالوا له اختر مما أمامك وافعل به ما شئت. فرح فرحا عظيما أيقظه أياما فخورا، متخيلا أفعاله محاطة بالمراسلين، واسمه وأخباره في كل مجتمع وقناة وجوال، هذه هي الحياة الحقة!
أخيرا أمسك المأفون بيده مسدسا ورشاشا وقنبلة وحزاما ناسفا ليلهو ويصنع لنفسه ذكرى، وبئست الذكرى وتعس كل إرهابي أدنى من القذارة!
مولانا يا رحمن يا مهيمن، أعز الإسلام وانصر المسلمين المتحابين الواعين، وآمنا في أوطاننا، وأظهر دين السلام والخير الذي قلت عنه وقولك الحق «ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى»، واكفنا بحولك وقوتك كل جاهل عابث أرعن حاقد فأر جبان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.