فهد المرسال

عينك حمراء!

السبت - 09 يوليو 2016

Sat - 09 Jul 2016

فكرة البقاء في مدينتك خلال فترة العيد تستحق الاحتفاء، فأسعد خلق الله وأكثرهم رحابة صدر هم أولئك الموجودون بشكل مبهر في كل مناسباتهم الاجتماعية في أفراحها وأتراحها. حقيقة أصفق بقلبي لهم قبل كلتا يدي، لأنها مزية أتمنى أن تدرجها اليونيسيف ضمن أكثر الأعمال مشقة، ولشغف تلك الفئة الصابرة المتسابقة للوجود وخبرة العمر ستجعلك تحتاج لأن تكون مستعدا دائما لهجوم مباغت! لذلك قد يفاجئك أحدهم وأنت تمد عنقك لإرسال قبلتك المهنئة له بالعيد ليقول «عينك حمرا» هنا يصمت المكان وتهدأ اللحظة ويخيل إليك بأن العالم أصابع حمراء تؤشر إليك.

بالطبع ستتجاوز الموقف وتمضي لتحايا البقية تنحني لقبلة شماغ وعقال اتضح فيما بعد بأنه طفل لعوب تم تقييده بلباسنا وزينا الأصيل، يسقط عقالك وأنت منكب لتقبيل رجل مسن فيصبح وكأنه عقال يمتلك عجلات فيهرب ولا يقف إلا بعد عشرة أمتار، تهدأ بعد سباق ماراثوني للقبلات وترديد «كيف حالك» عشر مرات بالثانية.

تأخذ مكانك من القاعة، تلقي نظرة عامة على الجميع بنفس عميق، يأتي «القهوجي» حفظه الله يصب الفنجال من الدلة بطريقه لا يشبهها إلا عودة مياه نافورة جدة لمبخرتها من جديد، تعمدت أن أرتشف فنجالي بسرعة ليعيد حركة صب القهوة لكي أوثقها بالفيديو فهي حركة لا يتقنها إلا عظماء المهنة، هنأته بالتأكيد على براعته وشكرته، ارتشفت فنجالي وغادر. رممت الترسيمة من جديد، أخرجت جوالي «وسبحتي» حبيبات القلق كما سماها أحد الأصدقاء ذات مناسبة، كحال الآخرين أرسلت مقطع «القهوجي» في قروب واتس اب أتواجد به باستمرار، فوجئت بنغمة رسالتي تصل بشكل متتابع حددته سرعة الانترنت ويعج بكل القاعة صداها، ضحكت سرا غير مكترث لنظرات ذلك المسن الغامضة الذي أشعرني بأنني المسؤول عن كبر عمره وكهولة ملامحه، اكتشفت بأن أكثر الموجودين أعضاء معي في القروب، عدا ذلك الصادم المكتشف الذي اكتشف احمرار عيني كما اكتشف كولومبس أمريكا وقرر تنبيهي، وأحمد الله على أنه لم يجمعني معه قروب، لأنني أشعر بأنه من أولئك المناضلين المناقشين كل ما يرسل، غادرت بعد أن كتبت في القروب «كرمكم الله» وردوا بالواتس جميعا وين بدري.