مطالب دولية بالتحقيق في تغرير إردوغان بالمرتزقة

فاينانشال تايمز: الرئيس التركي يجمع بين البراجماتية والولع بالمعارك
فاينانشال تايمز: الرئيس التركي يجمع بين البراجماتية والولع بالمعارك

السبت - 03 أكتوبر 2020

Sat - 03 Oct 2020

دعت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان (ماعت)، المقرر الخاص للأمم المتحدة والمجتمع الدولي والجهات المعنية، إلى التحقيق في نقل 4000 شخص من المرتزقة في سوريا واستخدامهم للقتال مع الجيش الأذربيجاني ضد أرمينيا.

ونددت باستفزازات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وتغريره بالمرتزقة، والأفعال التركية التي تستمر في ممارستها في مناطق مختلفة بخلاف منطقة النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، وتطالب المجتمع الدولي بالضغط على تركيا لوقف التدخل في شؤون الدول الأخرى واستخدام المرتزقة لتحقيق أغراض سياسية.

وأكد رئيس مؤسسة ماعت أيمن عقيل، أن تركيا تستغل الشعب السوري للقتال من أجل تحقيق أهدافها السياسية، وهذا ما يستدعي اتخاذ مواقف جادة من قبل المجتمع الدولي لردع التدخلات التركية في سوريا وليبيا وأذربيجان.

ولفت إلى أن القرار 3/2000 للجنة حقوق الإنسان، يدين أي دولة سمحت أو تساهلت إزاء تجنيد المرتزقة وتمويلهم وتدريبهم وحشدهم ونقلهم، مؤكدا على التقيد الصارم بمبادئ المساواة في السيادة، والاستقلال السياسي، والسلامة الإقليمية للدول وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية، وعدم التدخل في الشؤون التي تدخل في نطاق الولاية الداخلية للدول.

ورأت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، أن الرئيس التركي يجمع بين البراجماتية والولع بالمعارك، وقالت «على ضوء هاتين الصفتين يمكن تفسير قرار تركيا المفاجئ سحب سفينة التنقيب «عروج ريس» من مهمتها الاستكشافية في المياه الاقتصادية الخالصة اليونانية، وموافقتها على إعادة فتح المحادثات مع اليونان، في ذروة توتر بين الدولتين حول ترسيم حدودهما البحرية في بحري إيجه والمتوسط».

وأوضحت أن تلك الخطوة التركية إلى الوراء تواكبت مع قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، والتي اعتبرها مستشار كبير لإردوغان إنها فرصة لإعادة ضبط العلاقات التركية مع أوروبا، مشيرة إلى أن إردوغان يقفز في الوقت نفسه إلى صراع آخر ينطوي على تصعيد مميت للنزاع المحتدم بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناجورنو كاراباخ الانفصالي، وفي هذه المرة ترقى خطورة المغامرة إلى الاصطدام بروسيا.

ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا وروسيا تقفان على طرفي نقيض في الحربين الأهليتين في سوريا وليبيا، وتحاولان بشق الأنفس إيجاد صيغة للتفاهم تحفظ مصالحهما معا في هاتين الساحتين دون نجاح كبير، وفي خضم هذا التعثر في التفاهم بين البلدين تأتي المغامرة التركية الجديدة في القوقاز، متمثلة في دعم مطالب أذربيجان بالسيادة على إقليم ناجورنو كاراباخ الموالي لأرمينيا التي تتمتع بدورها بالدعم الروسي، لتعقد المشهد أكثر بين موسكو وأنقرة.

وتتهم أرمينيا تركيا بنقل مرتزقة من الفصائل السورية الموالية لأنقرة إلى أذربيجان للزج بهم في الصراع حول إقليم ناجورنو كاراباخ، تماما على غرار ما قامت به في ليبيا، وفي وقت سابق من هذا العام أجرت تركيا وأذربيجان مناورات عسكرية مشتركة.

ونبهت الصحيفة إلى أن غياب التوافق بين تركيا وروسيا في الملفين السوري والليبي يختلف تماما عن الاحتكاك بينهما في الصراع حول إقليم ناجورنو كاراباخ، فالصراع الأرمني الأذري يتاخم الحدود الروسية مباشرة، وروسيا في هذه الصورة ليست لاعبا صاحب مصلحة كما هو الحال في سوريا وليبيا، وإنما توشك أن تكون طرفا أساسيا أمنه معرض للتهديد.

وختمت الصحيفة بالقول إنه إذا ما خسر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، فسيفقد إردوغان آخر غطاء دولي يحتمي به، وسيصبح مكشوفا لكل من يعتزم محاسبته على مغامراته الدولية الطائشة.

وحذر الرئيس الأرميني، أرمين سركيسيان، من إمكانية أن تصبح القوقاز «سوريا أخرى»، إذا استمر الوضع على ما هو عليه في إقليم ناجورنو كاراباخ.