عبدالله العلمي

الشباب أمل المستقبل

الأربعاء - 30 سبتمبر 2020

Wed - 30 Sep 2020

من التطورات الاقتصادية الهامة، إرسال شركة أرامكو السعودية أولى شحناتها من مصفاتها الجديدة في جازان إلى سنغافورة. مصفاة جازان ليست فقط الأكبر حجما في المنطقة خلال السنوات العشرين الماضية، بل تبرهن على قدرة السعودية على الاحتفاظ بمخزون فائض لتصدير النفط في الظروف الحالية.

السعودية قادرة على زيادة أو خفض الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميا في غضون أيام بمرونة لوجستية لا تتوفر لمعظم منتجي النفط الكبار الآخرين. إلى جانب مصفاة جازان، يتم تشييد أعمال ضخمة في مشاريع صناعة السفن والأعمال المرافقة لها من إصلاح وصيانة لمنشآت الحوض الجاف ومنشآت التصنيع والخدمات. تستثمر السعودية في هذه المشاريع ثمانية مليارات ريال، إضافة لتوفير حوالي 2000 وظيفة مباشرة.

ومع الإصرار على دعم المجالات الصناعية، وقعت السعودية مذكرة تفاهم مبدئية مع إحدى أكبر الشركات الأمريكية على مستوى العالم، في مجال تكنولوجيا صناعة مكونات الصواريخ، والصناعات الفضائية، وبعض مكونات الدبابات القتالية والمدرعات. الهدف هو نقل الخبرات والتقنيات وتدريب الشباب السعودي عليها وتوطين هذه التجارب محليا.

كذلك وقعت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، اتفاقية تعاون مشترك لتطوير واحة للذكاء الاصطناعي؛ لتكون مركزا حيويا ينمي الإبداع الرقمي والفني والتعليمي في السعودية. هذا التطور ثمرة جهد دؤوب وتراكم خبرات تدعمها رؤية تدعو للفخر.

الملاءة المالية السعودية لبناء هذه الصناعات متوفرة والحمد لله. الأدلة واضحة، فقد ارتفع مركز الأصول الخارجية السعودية، كما أن الاحتياطات بالعملات الأجنبية تغطي 17 شهرا من مدفوعات الحساب الجاري. بمعنى آخر، القطاع المصرفي السعودي استفاد من تراكم الخبرات وسيبقى مربحا على المدى المتوسط.

أما المحور الهام والأساسي في مسيرة التنمية السعودية فهم شباب الوطن. من الأمثلة الناجحة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة». تختزن هذه المؤسسة العريقة خبرة عقدين من النجاحات النوعية اللافتة في تشجيع المواهب وإعداد البيئة الحاضنة اللازمة لرعايتها.

رسالة السعودية للعالم واضحة؛ الشباب استشراف المستقبل. من هذا المنطلق، تعزز السعودية مبدأ تنمية القدرات الشابة الموهوبة والمبدعة لتشكيل آفاق مستقبلية جديدة. هذا بحد ذاته تأكيد على حرص المملكة على تنمية الإبداع والابتكار لدى شباب وشابات الوطن.

السعودية عازمة على المضي قدما لتصبح منصة لتشجيع الجيل الجديد على المشاركة الفاعلة في التنمية المستدامة. هذه المؤشرات الناجحة، مع الثقة والعزم والإرادة، دليل على انتعاش الاقتصاد السعودي مع تحسن الظروف العالمية. الإنجازات التي تشهدها المملكة ليست نجاحات عادية، بل تؤكد أن الحضور النوعي للمملكة ثمرة جهد دؤوب من مصدرين هامين؛ حكمة الرؤية السعودية وطموح الشباب السعودي.

AbdullaAlami1@