نظرية كرسي القذف
الأربعاء - 30 سبتمبر 2020
Wed - 30 Sep 2020
في مجال الطيران العسكري للطائرات المقاتلة توجد آلية للنجاة، يعرفها الطيارون الحربيون، ويطبقونها فعليا في حالتين، خلل تقني في الطائرة يعوق نشاطها وطيرانها، وقد يعرضها للتحطم والانفجار، أو تخطيط تكتيكي من العدو يؤدي إلى انكشاف وضع الطائرة، وضربها وسقوطها، وفي كلتا الحالتين قد يتعرض قائد الطائرة إلى خطر الأسر والمساءلة والاحتجاز أو الإصابة والوفاة جراء تحطم طائرته. وللبعد عما ينال الطيار ويطاله من الخطر وفي الوقت المناسب، يلجأ بتصرفه الاحترافي السريع إلى كرسي القذف Ejection Seat، حيث يرفع مقبض الطوارئ فيندفع كرسيه بقوة شديدة وسرعة عالية مع انكشاف الغطاء العلوي وقذف الطيار خارج قمرة القيادة مع كرسيه، وتنفتح المظلة الخاصة به ليهبط بأمان وسلام ويبتعد عن الإشكالات التي قد تواجهه.
وفي هذا العصر الذي يطلق عليه «العصر المعرفي»، من المفترض أن يعي كل موظف، في كل منظمة ربحية كانت أم خدمية، ما له وما عليه، ويفهم ويدرك المستويات التنظيمية الثلاثة، العليا والوسطى والدنيا، وجميع الأنشطة الروتينية التي تتطلب العمل والإنجاز اليومي، أو الأعمال التكتيكية التي تستلزم التخطيط المرحلي المستقبلي من خلال الخطط الموضوعة قصيرة المدى والمتوسطة والبعيدة، فالوضع الحاضر يتطلب من الموظف أن يعرف ما تمليه عليه منظمته التي يعمل في نطاقها، وذلك بالوعي والمعرفة التامة بالأنظمة والقوانين وأخلاقيات العمل والوصف الوظيفي والمسار المهني، وحدود صلاحياته وقدراته وإمكاناته وحقوقه ووجباته.
وإذا تحدثنا عن الجانب الإداري في المنظمات وتحديدا لبعض التنفيذيين وكبار المديرين والمسؤولين ومن يتولون العملية الإشرافية المباشرة وغير المباشرة، يعمد المسؤول إلى تفعيل الفكر الإداري والقيادة التأثيرية في إدارته للمنصب الأعلى بالصلاحية الممنوحة له، والتي أرى أنها مسألة تكليف وليست تشريفا، بإدارة دفة المنظمة أو القسم أو الوحدة التنظيمية المكلف بإدارتها سلوكيا وعلميا. فالأمر في هذه الحالة يتطلب الأمانة والوعي المعرفي العام والثقافة والكاريزما المؤهلة للقيادة، للعمل على تحويل جانب الروح المعنوية للموظفين من منحنى الانخفاض النفسي، جراء التأثر والتأرجح بالمشكلات والقرارات، وصولا إلى أقصى درجاته الإيجابية التي يطمح إليها الجميع بمختلف المستويات بصفة عامة، من خلال الإدارة الذكية التي تعتمد على النمط القيادي التأثيري، وهذا هو الدور الرئيس والأول للقائد المحنك.
وفي حال حدوث خلاف ذلك المخطط، وجرت الرياح بما لا تشتهي السفن وحصل غير ما هو متوقع من حيث الإخفاق والتذبذب المتوالي، جراء ضعف القرارات التي يصدرها هذا التنفيذي وذلك المسؤول، والتي تنعكس آثارها السلبية على المنظمة إداريا وتشغيليا وتنظيميا؛ تبدأ الدفة بالانحراف يمنة ويسرة، ويؤول الأمر إلى ما قد يؤدي إلى كارثة حتمية.
يقول المثل الدارج «الاعتراف بالحق فضيلة»، بل هو أساس كل الفضائل، وإذا أيقن المسؤول عدم ملاءمته للمكان وأن كرسي المنصب لا يتناسب معه، هنا تأتي شجاعة الاعتراف، خاصة أن في ذمته وأمانته مسؤولية عظيمة يحاسب عليها أمام الخالق المعبود قبل العابد المخلوق، ويستخدم في هذه الأثناء نظرية «كرسي القذف» ليتدارك الموقف الإداري والوضع التنظيمي، ويخرج فورا قبل فوات الأوان، ويعترف أمام مجلس إدارة المنظمة أو من رشحه للمنصب بإخفاقه في قيادة المنظمة أو الإدارة أو القسم الذي تولى الإشراف عليه، ويشرح الخطر المحدق الذي سيؤول إليه الموظفون والعمل والمنظمة والخلل المستقبلي الذي سيهددهم ويؤدي بهم إلى الانحدار والانهيار النفسي والمالي والتنافسي.
فآلية كرسي القذف تنتظر الشجعان من المسؤولين والتنفيذيين، ليسحبوا مقبض الانطلاق للخروج من قمرة الإدارة وغرفة القيادة التي تتحكم بمصير المنظمة، فالكرسي الإداري يتطلب الجدارة والتمكن والإتقان أو التخلي والترك بأمان لمن هم أجدر وأقدر ممن يحسنون التصرف للوصول إلى الهدف، فالأمانة والقوة والمعرفة أسس القيادة العصرية.
@Yos123Omar
وفي هذا العصر الذي يطلق عليه «العصر المعرفي»، من المفترض أن يعي كل موظف، في كل منظمة ربحية كانت أم خدمية، ما له وما عليه، ويفهم ويدرك المستويات التنظيمية الثلاثة، العليا والوسطى والدنيا، وجميع الأنشطة الروتينية التي تتطلب العمل والإنجاز اليومي، أو الأعمال التكتيكية التي تستلزم التخطيط المرحلي المستقبلي من خلال الخطط الموضوعة قصيرة المدى والمتوسطة والبعيدة، فالوضع الحاضر يتطلب من الموظف أن يعرف ما تمليه عليه منظمته التي يعمل في نطاقها، وذلك بالوعي والمعرفة التامة بالأنظمة والقوانين وأخلاقيات العمل والوصف الوظيفي والمسار المهني، وحدود صلاحياته وقدراته وإمكاناته وحقوقه ووجباته.
وإذا تحدثنا عن الجانب الإداري في المنظمات وتحديدا لبعض التنفيذيين وكبار المديرين والمسؤولين ومن يتولون العملية الإشرافية المباشرة وغير المباشرة، يعمد المسؤول إلى تفعيل الفكر الإداري والقيادة التأثيرية في إدارته للمنصب الأعلى بالصلاحية الممنوحة له، والتي أرى أنها مسألة تكليف وليست تشريفا، بإدارة دفة المنظمة أو القسم أو الوحدة التنظيمية المكلف بإدارتها سلوكيا وعلميا. فالأمر في هذه الحالة يتطلب الأمانة والوعي المعرفي العام والثقافة والكاريزما المؤهلة للقيادة، للعمل على تحويل جانب الروح المعنوية للموظفين من منحنى الانخفاض النفسي، جراء التأثر والتأرجح بالمشكلات والقرارات، وصولا إلى أقصى درجاته الإيجابية التي يطمح إليها الجميع بمختلف المستويات بصفة عامة، من خلال الإدارة الذكية التي تعتمد على النمط القيادي التأثيري، وهذا هو الدور الرئيس والأول للقائد المحنك.
وفي حال حدوث خلاف ذلك المخطط، وجرت الرياح بما لا تشتهي السفن وحصل غير ما هو متوقع من حيث الإخفاق والتذبذب المتوالي، جراء ضعف القرارات التي يصدرها هذا التنفيذي وذلك المسؤول، والتي تنعكس آثارها السلبية على المنظمة إداريا وتشغيليا وتنظيميا؛ تبدأ الدفة بالانحراف يمنة ويسرة، ويؤول الأمر إلى ما قد يؤدي إلى كارثة حتمية.
يقول المثل الدارج «الاعتراف بالحق فضيلة»، بل هو أساس كل الفضائل، وإذا أيقن المسؤول عدم ملاءمته للمكان وأن كرسي المنصب لا يتناسب معه، هنا تأتي شجاعة الاعتراف، خاصة أن في ذمته وأمانته مسؤولية عظيمة يحاسب عليها أمام الخالق المعبود قبل العابد المخلوق، ويستخدم في هذه الأثناء نظرية «كرسي القذف» ليتدارك الموقف الإداري والوضع التنظيمي، ويخرج فورا قبل فوات الأوان، ويعترف أمام مجلس إدارة المنظمة أو من رشحه للمنصب بإخفاقه في قيادة المنظمة أو الإدارة أو القسم الذي تولى الإشراف عليه، ويشرح الخطر المحدق الذي سيؤول إليه الموظفون والعمل والمنظمة والخلل المستقبلي الذي سيهددهم ويؤدي بهم إلى الانحدار والانهيار النفسي والمالي والتنافسي.
فآلية كرسي القذف تنتظر الشجعان من المسؤولين والتنفيذيين، ليسحبوا مقبض الانطلاق للخروج من قمرة الإدارة وغرفة القيادة التي تتحكم بمصير المنظمة، فالكرسي الإداري يتطلب الجدارة والتمكن والإتقان أو التخلي والترك بأمان لمن هم أجدر وأقدر ممن يحسنون التصرف للوصول إلى الهدف، فالأمانة والقوة والمعرفة أسس القيادة العصرية.
@Yos123Omar