لغويون: مهد اللغة العربية أنسب مكان لإنشاء مجمع الملك سلمان العالمي

الثلاثاء - 29 سبتمبر 2020

Tue - 29 Sep 2020

استبشر لغويون بقرار إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية لما يتضمنه من أدوار ترمي إلى إعلاء مكانة اللغة العربية عالمياً وتكثيف مساهماتها التقنية لتنمية المجالين العلمي والثقافي، وإيجاد طرق ومسالك وخطط تخدمها وتساعد على تنفيذها وتعجل نتائجها المرجوة، إلى جانب تعزيز حضور اللغة العربية في شتى المجالات المعرفية والتنموية.

"لهجة هجينة"

في هذا السياق قدم عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة د. عايض الردادي مقترحات لخدمة هذا القرار والمساهمة في نجاح مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في تحقيق الأهداف المنوطة به، ومنها أن تتم الاستفادة من خبرات اللغويين المختصين إدارياً، والاستفادة أيضاً من المتخصصين في صناعة المصطلحات العلمية وغيرها مما جد بعد الثروة الرقمية "وعمل خطوة لتوظيف التقنية في خدمة اللغة العربية، انتشاراً وتعليماً، وحفظاً وتخزيناً، وتيسير الوصول إليها في أقصر وقت وأي مكان".

وأكد د. الردادي بأن اللغة العربية تمتلك مرونة في التعامل مع التقنية، وأن وجود بعض السلبيات يعود أكثره للمستخدم لا إلى التقنية، مستشهداً بتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث. مشدداً على ضرورة إيجاد آلية للتعاون بين مختصين من اللغة العربية والتقنية.

ويرى د. الردادي بأن أهم مهدد للغة العربية هو الهجمة من وسائل الإعلام والترويج للغات الأجنبية والعامية ومحاولة خلق لهجة هجينة تسمى "العربيزي". معتقداً بأنه جاء الوقت للوقوف أمام هذا المهدد الصلب باستخدام اللغة العربية والمشاركة بها في المنظمات والمؤتمرات والمناسبات، وبرامج الإذاعة والتلفاز والتدريس في كل مراحل التعليم، لنشرها وحفظها كلغة

حية ذات ثراء ثقافي وحضاري، وواحدة من اللغات الست المعتمدة في الأمم المتحدة، ولغة فكر وتراث تزخر رفوف المكتبات بالملايين منه، خصوصاً وأن المجمع العالمي سيعزز الروح المعنوية لدى الناطقين بها.

" أم اللغات"

من جانبه قال د. علي الخضيري -عضو مجلس الشورى سابقاً- إن المملكة هي الموقع الأنسب لإنشاء مجمع لغوي كبير بحجم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية "لأنها مهبط الوحي ومهد اللغة العربية، وحينما يحمل المجمع اسم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- فإن أهميته ومكانته ستكون في مقام الاسم الذي حمله، مما سيشكل مرجعية عالمية لهذه اللغة العظيمة ويعلي مكانتها، ويسهم في زيادة شيوعها، وعدد المتحدثين بها ومواكبتها للتقنيات الحديثة، وتنمية الثقافة العلمية والفكرية، وتأثيرها في اللغات الأخرى".

د علي الخضيري
د علي الخضيري



وطمأن الخضيري الناطقين بالعربية على مستقبل لغتهم وقال: "لغتنا العربية هي إحدى اللغات الحية التي يتكلم بها مئات الملايين من سكان العالم وقد أصبحت إحدى اللغات الرسمية في الأمم المتحدة والمنظمات العالمية، وهي قبل ذلك لغة القرآن وأم اللغات السامية في أرجح التقديرات، فلا خوف عليها ولا حزن في ظل إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية والذي سيعمل على تعزيز مكانتها وفنونها في العالم، بما تملكه من ثراء لغوي، ومفردات واشتقاقات يمكن الاستفادة منها في المصطلحات والتسميات والتوصيف، لمتطلبات الصناعة والتقنيات الحديثة، مما يُهيئها لتكون لغة علم وعمل واختراع وابتكار، ولا شك أن التنظيم الذي سيعمل من خلاله هذا المجمع سيكون عاملاً مهماً في تحقيق الأهداف المرجوة التي أنشئ من أجلها".

"لغة عصية"

واتفق د. عبدالله السلمي -أستاذ اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز- مع ما ذكره د. الخضيري، حول موقع المجمع ومسماه قائلاً: "يُشكل مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بادرة ريادية وإحيائية في زمن خفتت فيه المجامع العربية، ويكسب هذا المولود حياته القادمة من مجموعة عوامل في طليعتها كونه ينطلق من المملكة وهي وطن درج الحرف العربي على ثراها منذ آلاف السنين، حتى بلغ الأصقاع وأطرب الأسماع، ويحمل اسم ملك عرف بشغفه بالعلم والتاريخ والمعرفة، ويحمل السمة العالمية". معتداً بالكيان الثابت الذي تملكه اللغة العربية ولا يمكن اقتلاعه أو ابتلاعه من قبل اللغات الأخرى "لأنها لغة تاريخ وحضارة ودين وأمم، وأصبحت لغة عالمية تدرس في جامعات العالم، بل هي لغة إعلام، فكل دول العالم بدأت تُنشئ قنوات بالعربية إيماناً منها بأهمية المنطقة التي تتحدث العربية".

د عبدالله السلمي
د عبدالله السلمي



وأكد د. السلمي على قدرة اللغة العربية على تجاوز كل العوائق "وعمرها التاريخي يشهد لها بالقوة والقدرة على التعايش والتعاطي مع كل معطى حضاري جديد، وتملك مقومات أقوى من المنتج الصناعي". مُؤمناً بأن هذا المجمع الذي ينطلق من بلادنا يحمل مقومات متعددة للنجاح، وسيكون مؤسسة مرجعية كبرى في اللغة العربية على مستوى العالم "إذا وضعت له الخطط السليمة والمعالم الواضحة، وسيحقق الأهداف التي أنشئ للنهوض بها إن شاء الله".