منصور الشلاقي

الفساد تعطيل للتنمية

السبت - 26 سبتمبر 2020

Sat - 26 Sep 2020

• ما إن تسافر عبر الطرق البرية بين مناطق ومدن الوطن حتى تلفت انتباهك لوحة بيضاء متوسطة الحجم، ترتكز على يمين الطريق قبل دخول المدينة أو المحافظة ببضعة كيلو مترات، تسبق اللوحة الترحيبية للمدينة، كُتب على تلك اللوحة عبارة «الفساد تعطيل للتنمية».. كلمات ثلاث نقرؤها كغيرها من العبارات الأخرى، وربما نتجاوز تلك العبارة ذات الكلمات الثلاث دون أن نعرف أو ندرك معناها الذي كتبت من أجله.

• إنها تعني مستقبل وطن، إن أدى المسؤول أمانته وقام بواجبه في تحقيق تطلعات القيادة بضمير حي ازدهر الوطن وتطور، وشملت المشاريع الخدمية أرجاء الوطن دون استثناء.

• وكلما اقتربت من دخول مدينة تشاهد مثل تلك اللوحة البيضاء بنفس العبارة، وكأنها وضعت لتخاطب وتنبه كل مسؤول في المدينة بأن الفساد المالي والإداري، وتبديد المال العام، والتلاعب بالمشاريع الحيوية؛ ما هي إلا تعطيل لعجلة التنمية والتطور والازدهار في المدن السعودية، وحرمان سكانها من مشاريع ضخمة وعملاقة كلفت الميزانية العامة للدولة مئات الملايين من الريالات التي صُرفت لتنفيذ مشاريع خدمية وحيوية لخدمة المواطن والمقيم.

• لكنها تذهب لمشاريع وهمية وأخرى متعثرة بسبب «الفساد» الذي استشرى وعطل عجلة التطور والنمو خلال عقود مضت من الزمن، غابت فيها عين الرقيب، وغاب الرقيب الذاتي.

• لقد تابعنا خلال السنوات الثلاث الأخيرة صدور أوامر ملكية بإحالة مسؤولين للتحقيق بعد إعفائهم من مناصبهم أو إحالتهم إلى التقاعد، بسبب ملفات فساد تورطوا فيها، وهي جهود جبارة نحو استئصال ورم «الفساد» بعد أن عاث الفاسدون بالمال العام، دون أن يتوقعوا يوما أن يد العدالة ستطالهم دون استثناء، ويحالون إلى التحقيق والمحاسبة لفسادهم وتجاوزاتهم، وخيانة الأمانة.

• مئات الملايين من الريالات كانت تصرفها الدولة - أعزها الله - للمشاريع الحيوية، لكنها تُنهب وتُسرق، ولو نُفذت كما يريد ويطمح ولاة الأمر - حفظهم الله - لرأينا المستشفيات العامة في كل مدينة، وشبكات الطرق بأفضل المواصفات، والخدمات الحكومية المتكاملة تخدم المواطن أينما كان.

• ونحمد الله أننا في عهد زاهر يحارب «الفساد»، عهد الملك سلمان، وأمير الشباب الطموح محمد بن سلمان الذي أكد حرفيا في لقاء متلفز أنه «لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد أيا كان، لن ينجو، سواء كان وزيرا أو أميرا، أيا كان، أي أحد تتوفر عليه الأدلة الكافية سوف يحاسب».

• في هذا العهد، انتهى زمن تبديد المال العام، وانتهى زمن التلاعب بالمشاريع الحكومية الهامة، وسيقضى على «الفساد» وينتهي إلى الأبد، والمسؤول أيا كان موقعه إما أن يكون نزيها ومحافظا على أمانة المسؤولية، محترما منصبه وعمله، أو سيكون الحزم وصرامة النظام له بالمرصاد، ولن ينجو كائنا من كان. حفظ الله الوطن قيادة وشعبا بأمانٍ، والسلام.