عبدالله العلمي

نخلة رخاء وحكمة سيفينْ

الأربعاء - 23 سبتمبر 2020

Wed - 23 Sep 2020

أحبك يا وطني.. بجبالك ووديانك وبحارك وأراضيك، أحبك يا وطني في مكة المسجد الحرام، فقال الكون لبيك.

أحب فيكِ يا مكة المعلاة والمسفلة والشبيكة وكل بقعة نور بيضاء الجبينْ، أحبك يا وطني في المدينة المنورة والمسجد يحتضن قبر النبي محمد الأمينْ، أحب فيكِ يا يثرب الجبال والوديان والحرار وتاريخ مدائن صالح، ونسيم قباء والعُلا.. تحكي تاريخ العابرين.

أحبك يا وطني في الرياض قلب الجزيرة الحصن الحصينْ، حاضرة اليمامة هيفاء البطين والمصمك تروي ملاحم المحاربينْ، تاريخنا هنا، في الدرعية وحي عرقة وقصور سلوى، والأسوار والقلعتينْ

هنا سطر المؤسس عبدالعزيز ملحمة توحيد الجزيرة، فحقق بفضل الله النصر المبينْ.

أحبك يا وطني في الشرقية في الدمام والخبر والقطيف، وكل شبر على رمال الخليج والخفجي ويبرينْ

أحبك يا قارة الأحساء، بنخيلكِ المملودة، وبيوتكِ المزخرفة بالطينْ، أحبكِ يا الجبيل المستلقية على الخليج، من الدار لقصر دارينْ، أحبك يا وطني في الظهران وراس تنورة وبقيق حيث تكد سواعد الرجال وعقول النساء لضخ الخير، من كل بئر ومصنع وعينْ.

أحب فيك يا وطني واحة القطيف، هنا لعبة النطة والمحاذف وسبع الحجر، تحكي ثقافات العصر الرصينْ، أحب فيكِ سوق الخميس والعوامية وتاروت، وقفت حجر عثرة، أمام البرتغالي والعثمانيينْ

ولي في الدوحة والدانة في الشرقية عشقٌ، لا توازيه محبة أو حنينْ.

أحبك يا وطني في عسير ولم تكوني يوما عسيرة، بل يسيرة المهدِ، حلوة القوامِ، كريمة الأصل، ناعمة الخدينْ، أستنشق في ربوع الجنوب نسيم قحطان وضيافة شهران وشهامة حطينْ، وبني عمر وبللحمر وبللسمر وآل عائض وشمران وأهلكِ الطيبينْ.

أحبك يا وطني في نجران واحة المسافر العطشان، هنا أشجاركِ الشامخة، وفي صخور القابل والسودا والأخدود نُقِشَتْ كتب المؤرخينْ، وقفتِ يا الجنوب شامخا رابط الجأش أمام الغزاة والمحتلينْ وحتى الروم وجيوشهم ما لمسوا خديكِ الطاهرتين، وما نال منكِ يا نجران غزو الحوثي، كما لم ينلْ منك هجوم معينْ.

أحبك يا وطني في الجوف وتبوك نبض المحبينْ، يا عمقنا الحبيب في الشمال، يا بوابة الوطن درب الشام والرافدينْ، أحب فيكِ يا تبوك كرم رجالك وعبق الزيتون، أحب فيكِ زهور قطافك ووردكِ الجوري وقرنفل العاشقينْ، أحب فيكِ يا تبوك ولاء بني عطيه والحويطات وشمر والشرارات، فصمودك - يروي التاريخ – لا يلينْ.

أحبك يا وطني في حائل مفتاح الصحراء يا شموس البر، دروبك الطويلة احتوت قوافل المسافرينْ، أحبكِ يا عروس الشمال غيداء الأنسِ يامن شكلتِ حائلا أمام الغزاة، هنا قامت مدينة جبة وهناك صحراء النفود، تشهد لها الأيام والسنينْ.

أحبك يا وطني في ينبع البحر يا مدينة الألفين عام، مشى في دربك التجار يحملون البهارات والبخور

كأنك حسناء دعجاء هجينْ، أحب فيكِ يا ينبع العيصِ القوافل والهوادج في رحلتي الشتاء والصيف

تحمل التجار الآمنين.

أحبك يا وطني في الطائف اللدانة طافت على الماء كأصحاب الصريم، بنوا حائطا حولكِ كعروس وضيئة، تختال زهوا وفخرا فوق جبال الساحلينْ، أحب فيك يا وطني أبها البهية، أعشق بيوتها الطينية والحجرية، تقف شامخة لمئات السنينْ.

أحب فيكِ يا أبها يا مجدولة المطر، تحيط بكِ أشجار الخوخ والمشمش والرمان والتفاح والورد، كخجل بتول من قبلة الوجنتينْ.

أحبك يا وطني بدون أحزاب ولا تكتلات أو تحالفات، ولا يسار أو يمينْ، أنت أجمل يا وطني بدون وصاية من فلان أو فلان، لكم دينكم ولي دينْ.

يومنا الوطني هو يومنا كلنا، بأطيافنا وألواننا مبتهجين راضين، يومنا ليس شعارات ثورية أو قومية، بل لتجديد المبايعة، «همة حتى القمة»، نخلة رخاء وحكمة سيفينْ.

AbdullaAlami1@