عبدالله زايد

على وقع السلام مع إسرائيل.. رسالة إلى إيران

الأربعاء - 23 سبتمبر 2020

Wed - 23 Sep 2020

يتصاعد العويل والبكاء والألم والتأسف من كل مسؤولي الحكومة الإيرانية وأذنابها، إثر توقيع الإمارات والبحرين اتفاق السلام مع إسرائيل، المتحدث للخارجية الإيرانية كان يردد كلمات من قبيل النخوة العربية والقيم الإسلامية وغيرها، لكن الحكومة الإيرانية تنسى كثيرا أفعالها في المنطقة وتجاوزها كثيرا من الخطوط الحمراء، حتى أصبحت عدوة واضحة.

ينسون أنهم في حالة عداء وحرب حقيقية مع دول المنطقة، من يحتل الجزر في الخليج العربي؟ ومن قام بمحاولة انقلابية في البحرين؟ ومن خطط بواسطة الخلايا الإرهابية في الكويت؟ ومن يرسل صواريخه على السعودية؟ ومن يزج بمرتزقته في سوريا، ومن أنشأ ميليشيات في العراق، ومن نصب حزبا إرهابيا في لبنان، ومن يغذي المرتزقة في اليمن للانقلاب على الحكومة الشرعية. الحقيقة أن إسرائيل لم تفعل هذا كله، بل إيران.

لم يخرج مسؤول إسرائيلي يوما ليقول إنهم يحتلون خمس عواصم عربية. ومع أن إيران ترفع شعار المقاومة ولديها جيش القدس وكثير من الشعارات، وتقول بأن غاياتها وهدفها تحرير الأقصى، إلا أننا شاهدنا كبار الضباط الإيرانيين تقصف معسكراتهم في سوريا من إسرائيل، ولم يردوا برصاصة واحدة، بل إن إسرائيل ترسل الطائرات والصواريخ وتقصف دون أي هوادة قواعدهم في مختلف المناطق دون أي رد إيراني، وتدخلت روسيا وأمرت الإيرانيين بالابتعاد عن الحدود الإسرائيلية بمئات الكيلومترات وهذا ما تم بكل احتقار.

ألا تقول إيران بأنه أصبح لها موضع قدم في شمال إسرائيل عن طريق حزب الله الذي يسيطر على لبنان، وأصبح لها موضع قدم من جهة وجودها في سوريا، ومع هذا لم تقدم على تحرير الأقصى والقدس كما تردد دائما.

المعادلة الواضحة والشيء البدهي أن إيران هدفها الحقيقي السيطرة على العالم العربي وإقامة الإمبراطورية الفارسية الغابرة، هذا هو السبب ببساطة متناهية، نحن نشاهد أعمالها على أرض الواقع، فهل إسرائيل على الحدود في جنوب من السعودية؟ ماذا تريد من اليمن؟ وهل إسرائيل في شمال السعودية في العراق؟ ماذا تريد في العراق؟ وهل إسرائيل في شرق السعودية؟ ماذا تريد من البحرين؟

هذه الأحداث التي يراها الجميع، والتي لا تحتاج للبحث والتحليل، توضح لنا الزخم والسعي والهدف الحقيقي لإيران، لا يوجد بلد من العالم العربي إلا وتجده قد تضرر من إيران، ضع يدك على أي بلد في خارطة العالم العربي، ستجد أن إيران تسببت له بطريقة مباشرة وغير مباشرة بالأذى، حتى تلك الدول التي حافظت على علاقات ودية مع إيران في المنطقة اكتوت من اللسان والبذاءة الإيرانيين والتهديد والوعيد، بل وإرسال الخلايا الإرهابية والتجسس، دون احترام للجوار ولا للحقوق التاريخية ولا للقانون الدولي.

إيران تلهب المنطقة بإثارة الشغب والبلابل والتشويش والنعرات وزعزعة الاستقرار وتصل بنا إلى حالة الحرب، ثم تريد أن ننسجم ونتماهى مع مواقفها ومخططاتها. إنها العقلية الغوغائية، عقلية الفوضى، عقلية التخلف، وهي عقلية لا تنسجم مع القفزة العلمية والاقتصادية والحضارية التي نعيشها.