عبدالعزيز الساحلي

تسعون عاما خضراء

الأربعاء - 23 سبتمبر 2020

Wed - 23 Sep 2020

تحتفل بلادنا المملكة العربية السعودية بعقدها التاسع بقوة الشباب، وعزم الرجال، بكل فخر واعتزاز، نستعيد ذكرى المجد الخالدة في اليوم الوطني التسعين.

واجهت بلادنا تحديات كثيرة ومختلفة وأحداثا تاريخية خلال 90 عاما، إلا أنها كانت صمام الأمان بقيادة حكيمة، وإدارة سياسية مستنيرة، مستشرفة للمستقبل وصانعة للقرار الحكيم، وحامية للعرب والمسلمين، انطلاقا من دورها الريادي ومكانتها الروحية والدينية والاقتصادية العالمية.

قبل 90 عاما كانت القوافل تسير وهي تخشى الهلاك في صحار ممتدة وشاسعة والموت فيها أقرب من الحياة.. يسير الراكب اليوم على طرق معبدة تمتد الآلاف من الكيلومترات ولا يحمل المرء معه في رحلته ورقة نقدية واحدة، بل نظام دفع الكتروني ذكي في ظل أمن وأمان ورغد عيش.

ما نعيشه اليوم من أمن واستقرار ورخاء هو ثمن تضحية لرجالات وعمل أرساه المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - في فترة زمنية صعبة، إلا أنه كان سابقا لعصره وزمانه وأسس البنى ووضع اللبنات المباركة لثرى هذه الأرض الطاهرة.

نهضت بلادنا خلال تسعين عاما ماضية نهضة عملاقة في شتى المجالات التعليمية والصحية والتنموية على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية بفضل من الله ثم بدعم قيادتنا الحكيمة، بلادنا جعلت الإنسان محور استثمارها وسخرت ثرواتها لبناء نهضتها ومجدها ومستقبل أبنائها.

تسعون عاما فترة زمنية بسيطة وقصيرة في عمر الأمم إلا أنها كانت بمثابة 900 عام من خطى التنمية بكل عزم وهمة في كل يوم منجز وكل ساعة تسارع الخطى للتقدم والازدهار.

في ذكرى اليوم الوطني السعودي التسعين نتذكر ماضينا العريق ومستقبلنا المشرق والتضحيات التي بذلها المخلصين من أبناء هذه البلاد، ومسيرة التوحيد المباركة، وإن ما تحقق لنا اليوم لم يكن إلا بجهود كبيرة من قبل رجالات مخلصين أوفياء ونتيجة تعب وجهد كبيرين ومسابقة الزمن.

ولله الحمد اليوم نعيش مرحلة مختلفة، فاقتصادنا قوي ومستدام، ولدينا بنية تحتية ذكية واقتصاديات جاذبة، وإمكاناتنا وقدراتنا جعلتنا ضمن مجموعة الدول العشرين القوية اقتصاديا ونمتلك رؤية تنموية كبيرة تتمثل في رؤية 2030 لنعقد بها قرنا من الزمان في عز ونماء.