أحمد الهلالي

محظوظون بوطننا!

الثلاثاء - 22 سبتمبر 2020

Tue - 22 Sep 2020

من حسن حظي أن توافق الذكرى التسعون لليوم الوطني موعد نشر مقالتي الأسبوعية، وإن كان الأمر بتعداد محاسن الحظوظ، فلعل أكبر الحظوظ أن أكون من مواطني هذه البلاد الغالية، التي لا تزال نبراسا مضيئا في معنى الوطن.

ومن في قلبه ريب فليتأمل بتجرد ما يحدث في المنطقة العربية وما تقاسيه جل شعوب المنطقة، وما ننعم به في بلادنا في هذه المرحلة المأزومة من تاريخ العالم.

لن أنقل عين القارئ إلى ما يحدث في بعض الأوطان العربية وغير العربية، فهو يدرك أن كثيرين يخربون أوطانهم بأيديهم، لكني سأدعوه إلى ما يحدث في هذا الوطن العظيم، فانظر إلى أحجام التآمر ضد بلادنا، وانظر إلى السهام المسنونة، الموجهة من أماكن متفرقة، وانظر إلى حجم الدعاية الإعلامية المغرضة، ثم تأمل الداخل الوطني، وكيف يمضي هذا الشعب العظيم إلى البناء، لا يلتفت إلى كل تلك الأصوات حول (القافلة).

ورغم كل تلك الدعوات المغرضة التي لم تترك حيلة الكترونية أو إعلامية إلا انتهجتها ولا طريقة تشويهية إلا ابتغتها سبيلا، فقد عملت قناة الجزيرة القطرية بكل طاقتها، حتى اضطرت إلى نبش وإذاعة تغريدات وأخبار عادية وفردية من مواقع التواصل الاجتماعي، وتبعتها قنوات شتى يديرها فرس وترك ومنبوذون وأذناب عربية، وتحولوا إلى تقديم ودعم أسماء ألبسوها طرابيش المعارضة (زورا)، وحاولوا إقحامها في كل القضايا الوطنية الداخلية؛ ظلت أصواتهم (جميعا) معزولة عن أثير التأثير على الإطلاق.

سعى المغرضون بكل وسيلة ممكنة للتأثير في الداخل السعودي، وزوروا وفبركوا ونبشوا وفعلوا الأفاعيل، وعلى مثابرتهم (وذكائهم) في استثمار كل شيء لإشعال الفتنة، وتشويه المسيرة، إلا أن كل سهامهم ارتدت إلى نحورهم خيبات، وتحطمت آمالهم على صخرة اللحمة الوطنية الصلبة، فلم يبق إلا طريق واحدة لم يسلكها المغرضون، طريق التساؤل عن هذه الصلابة التي لم يستطيعوا اختراقها منذ أحداث الربيع العربي، فكيف لهذه المكونات الاجتماعية المتنوعة على هذه المساحة الشاسعة من الأرض أن تتآلف هذا التآلف العجيب، وأن تتحد بهذه الكيفية المستعصية على كل محاولات الاختراق.

ليعلم هؤلاء القوم ومن وراءهم أنهم يهدرون طاقة عظيمة، لو وجهوها إلى تطوير أوطانهم ومجتمعاتهم لكانت أنفع وأجدى، وأننا مستفيدون من طاقتهم المهدرة، فهي تزيدنا صلابة وتوحدا وإصرارا، وها نحن اليوم نحتفي بالذكرى التسعين لتوحيد هذه الأرض (القارة) على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ودأبنا في كل ذكرى أن نجدد العهد والولاء لقيادتنا الرشيدة، وأن نتعاهد جميعا على بلوغ قمم جديدة، سائلين الله أن يزيدنا قوة، وأن يوفقنا للاستمرار في خلق النموذج الأعلى للوطن المثالي شعبا وقيادة، وأن نكون عونا لجيراننا وإخوتنا في مد مظلة السلام والمحبة على المنطقة والعالم.

@ahmad_helali