فهد عبدالله

الاحتفاء بشهدائنا الأبطال في اليوم الوطني

الثلاثاء - 22 سبتمبر 2020

Tue - 22 Sep 2020

في يوم الوطن تتجدد الحياة بتلك الذكرى المجيدة في توحيد أطرافه المترامية، مغلفة براية التوحيد وتلك الأنسجة التي تحتويها وتكون تفاصيلها من حيث الأمن والأمان والرفاهية والتنمية وبناء الإنسان والأوطان، والتي رسمت أسمى ملامح المحبة لوطن وقيادة وشعب ومتوجه بحروف الانتماء لاسم المملكة العربية السعودية.

في يوم الوطن ستكشف الذاكرة عن أهم مكنوناته، الذين خلدوا ذكرهم في وجدان الشعوب وقلدوا أسماءهم بتيجان الشرف عندما ذادوا عن حياض الوطن وجعلوا الأرواح على الأكف، فإما النصر المؤزر بإذن الله أو الشهادة في سبيل الله.

كل التضحيات بأنواعها وأشكالها مهما تكابرت في أحجامها ستظل محدودة القيمة مكبلة المعاني أمام من يجود بنفسه دفاعا عن وطنه.

يوم الوطن يوم فخر وامتنان لكل تلك التضحيات الجليلة التي سطرها أبناء هذا الوطن المعطاء في ميادين العز والشرف والكرامة، ومثال لا لبس فيه، للمثل العليا في الشجاعة والشهامة بتقديم أرواحهم ودمائهم الزكية في ساحات الوغى من أجل الدفاع عن الوطن وحفظ حدوده ومكتسباته وحماية لكل ما يصب في استمرارية الأمن والأمان والتنمية والازدهار.

تخليد ذكرى الشهداء والتضامن مع أسرهم وتقديمهم في الحيز الإعلامي بأنهم رموز وطنية تضرب بهم أروع الأمثلة لدى الأجيال المتعاقبة؛ مما يجب أن يكون خصيصة يتفرد بها هذا اليوم، ورسالة يجتمع فيها الشعب والقيادة مفادها بأننا لن ننسى شهداءنا الأبرار ما حيينا.

هذا الوفاء تجاه شهدائنا الأبرار ليس مقتصرا على جهة إعلامية بعينها أو جهاز حكومي ينتمي له ذاك الشهيد، بل هي أدوار تقع في خانة الفروض العينية محبة ووفاء على جميع قوى المجتمع الفاعلة ومؤسساته الإعلامية والثقافية والاجتماعية، وهذا هو الحد الأدنى تجاه هذه الفئة الخالدة الذكر، فهم صمام الأمان الأول، والذين ساهموا وما زالوا يساهمون في تحقيق الاستقرار والأمن والأمان وتحقيق المصالح العليا لبلدنا العظيم. والمشاعر والدعوات التي تكتنف المواطن السعودي وجميع أطياف المجتمع ومن يعيش على هذه الأرض الطاهرة ستقف صفا واحدا مع الشهيد في هذا اليوم المجيد.

لنجعله يوم تتويج لأهالي الشهداء الأبطال، لتخليد ذكراهم من خلال التعبير بلهجة امتنان دقيقة بأنهم سكنوا أعمق مشاعرنا بتقديمهم أغلى ما يملكون، والاجتهاد المتواصل من جميع الجهات المسؤولة وصاحبة القرار في سن أنظمة وقوانين جديدة تقف مع أهالي الشهداء وأبنائهم، للمساهمة في سد فجوة الفراق والفقد المؤلم للشهيد البطل، والتي لن تسد إلا بالتعلق بذلك الوعد الإلهي في فضل الشهادة والشفاعة حينما يقل الشفعاء.

دموع الفراق التي انسكبت من أهالي الشهداء لا بد لها أن تختلط بمشاعر الفخر والعزة للشهيد، فهو أيقونة أمل وبارقة تنير للأجيال أسمى معاني التضحيات والولاء، وقد نقشت أسماؤهم في ذاكرة الوطن ضمن ملفات العزة والكرامة، وفي وطننا المعطاء الذي عم خيره أرجاء المعمورة سيكون هو الذي يحتوي أهالي الشهداء ويسد احتياجاتهم ويقف معهم وقفة وطن تجاه أبنائه الشهداء البررة.

تغمد الله أرواح شهدائنا الأبرار وأنزل عليهم شآبيب الرحمة وعزائم المغفرة، الذين عطرت دماؤهم الطاهرة ثرى هذا الوطن العزيز، ونصر الله جنودنا المرابطين على الثغور وفي الحد الجنوبي، وأعادهم سالمين إلى ذويهم.

fahdabdullahz@