سالم العنزي

اليوم الوطني بين الدرعية ونيوم وكورونا

الثلاثاء - 22 سبتمبر 2020

Tue - 22 Sep 2020

بدأت القصة في 17 جمادى الأولى 1351هـ، ذلك اليوم المشهود هو ما سمي باليوم الوطني ابتداء من الخميس 21 جمادى الأولى 1351هـ، والذي يعد إعلانا من المؤسس الملك عبدالعزيز رحمة الله الانتهاء من توحيد الوطن تحت اسم المملكة العربية السعودية. ومنذ ذلك التاريخ بدأت المملكة العربية السعودية صعود سلم المجد والارتقاء إلى القمة، ولم تتباطأ إلا في لحظات قليلة وحاسمة في تاريخ المملكة، منها حرب الخليج الأولى التي كانت ضرورة وجودية ودفاعا عن الكويت الشقيقة.

اليوم العالم أجمع يعاني من ركود اقتصادي مرتبط بتحديات صحية لم يمر مثلها على تاريخ البشرية. جميع دول العالم تسجل استمرارا في الانكماش الاقتصادي.

فبريطانيا في حالة ركود اقتصادية هي الأسوأ منذ عام 1955، وفي أمريكا يتوقع المراقبون أن تقترب نسبة البطالة من 20%، أي ضعف ما شهدته البلاد خلال أزمة 2009، ولم ينقذ إسبانيا وإيطاليا إلا معونات وقروض المفوضية الأوروبية. وعلى المستوى التعليمي، تسببت الجائحة في انقطاع 1.6 مليار طفل وشاب عن التعليم في 161 بلدا.

وفي ظل التخبط الذي تعيشه دول العالم من حولنا، وتوقف عجلة الزمن وتعطل الأعمال وشلل الاقتصادات قدمت الحكومة السعودية للعالم أنموذجا رائعا وعملا استثنائيا في التصدي للأزمة، واتخذت الدولة قرارات مهمة وسريعة وحازمة، وفرضت إجراءات احترازية محكمة كان هدفها حماية الإنسان أولا وقبل كل شيء، ومن ثم حماية معيشة الإنسان عبر المحافظة على اقتصاد قوي ينعم فيه المواطن والمقيم بحياة كريمة ورغد من العيش.

تحتفل المملكة باليوم الوطني وهي على مفترق طرق، بين جائحة صحية مترافقة مع أزمة اقتصادية عالمية، ومشاريع طموحة ورؤية حالمة. نحتفل جميعا في يومنا الوطني التسعين بنجاح الحكومة في إدارة أزمة كورونا باحترافية عالية، وكذلك نحتفل في في نجاحنا في إدارة الحوار بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا بشأن التخفيضات المقترحة لإنتاج النفط.

لن نقف عند هذه النجاحات، ولن تلحقها لحظات لالتقاط الأنفاس، بل ننطلق منها إلى نجاحات أخر. فننظر بعين إلى ماض تليد ونجاحات سابقة نتعلم منها، وبالأخرى ننظر إلى مستقبل مشرق تقوده رؤية 2030.

نحتفل اليوم باليوم الوطني التسعين ونحن ننتظر اليوم الذي نحتفل فيه بإطلاق مشروع نيوم، المشروع العابر للحدود الذي يعتبر أنموذجا عالميا رائدا في مختلف جوانب الحياة، وسنحتفل سويا بنجاح مشروع بوابة الدرعية التي تعتبر مولد الدولة السعودية الأولى، والذي يعتبر المشروع الثقافي والتراثي الذي سوف يضع الدرعية في مكانها الصحيح تاريخيا وثقافيا، ومشروع القدية أكبر مشروع ترفيهي رياضي ثقافي، ومشروع البحر الأحمر، وداون تاون جدة، وأمالا، ومشاريع أخرى.

قد يكون أكثر ما نحتاج إليه اليوم ونحن نحتفل في اليوم الوطني التسعين هو أن نتذكر أن لنا تاريخا وماضيا يجب أن نحافظ عليهما ونسعى لتطويرهما كما في مشروع الدرعية، وأن لنا مستقبلا واعدا مشرقا يجب أن نعمل جاهدين على تحقيقه في أسرع وقت كمشروع نيوم. ولكن خلال رحلتنا إلى المستقبل يجب أن نتذكر أن التحديات والصعوبات سوف تواجهنا، ولن يكون طريقنا سهلا ومريحا كما واجهنا كورونا.

في العيد الوطني التسعين، شكرا أيتها البلاد العظيمة، شكرا على العطاء والبذل والسخاء، شكرا على ماض نفتخر به، وشكرا على حاضر نتمتع فيه، وشكرا على مستقبل نحسد عليه.

كل عام والسعودية تعانق السماء مجدا.

SMAlanzi@