طارق علي الصالحي

محمد بن سلمان.. ظاهرة القرن

الاثنين - 21 سبتمبر 2020

Mon - 21 Sep 2020

عندما نتحدث عن الظاهرة أو علم الظواهر فنحن نتحدث عن الأحداث المثيرة للاهتمام التي حيرت العالم، وأدت إلى دراستها ومراقبتها وتحليلها للتعرف على ملامحها وأنماطها.

أما على المستوى البشري فنادرا ما يطلق على شخصية بشرية مصطلح «ظاهرة»، وذلك لقلة وجود شخصيات استثنائية على مر التاريخ تستطيع إحداث معجزات أو قرارات شجاعة تؤثر على حياة البشر وتحسن أنماط سلوكهم ومفاهيمهم تجاه أنفسهم والآخرين.

ولعل من أهم الظواهر البشرية النادرة في تاريخ البشرية المعاصر الرئيس الأمريكي الثاني والثلاثون «فرانلكين روزفلت» الذي يعد الرئيس الأمريكي الوحيد الذي فاز بأربع فترات رئاسية متتالية، حيث نهض ببلاده وخلص العالم من الاشتراكية الألمانية.

ولا ننسى أيضا الرئيس الأمريكي السادس عشر «أبراهام لينكون» الذي جمع بين الذكاء والقوة والمنطق لإنهاء العبودية والحرب الأهلية في بلد كان يعج بالدماء والقتال منذ استقلاله، حيث عده كثيرون مغردا خارج السرب بأفكار وحلول حول الحريات لا تتناسب مع المجتمع الأمريكي ولا مع السياسة الأمريكية في تلك الحقبة، إلا أن لينكون استطاع بالذكاء والقوة فرض رؤيته التي كان يعتبرها متوافقة مع المنطق البشري والأخلاقي رغم تعارضها مع الغرائز والعادات الأمريكية، وبالفعل نجح خلال أربع سنوات في لم شمل الولايات الأمريكية المتنازعة، وإنهاء العبودية والرق وإبعاد المخربين وزرع مفهوم الحريات والمساواة بين المواطنين ليس في الولايات الأمريكية فحسب، بل في العالم أجمع.

كان الرئيس لينكون مؤمنا بقضيته وحالما محبا لشعبه، وهذا ما يفعله الأمير الشاب المحنك الطموح أبراهام لينكون العرب وظاهرة القرن الواحد والعشرين ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي استطاع خلال فترة وجيزة إنهاء مشاكل مالية واجتماعية كانت متراكمة ومعقدة في المجتمع السعودي لم يستطع أحد فك شيفرتها، والتي تمثلت في مكافحة الفساد من الأعلى إلى الأسفل، والابتعاد عن الاعتماد على البترول، وضرب مؤخرات الأعداء والمنافقين والحاقدين على المملكة، وإعطاء المرأة حقوقها، وتمكين الشباب، وتوطين تكنولوجيا الصناعات العسكرية التي ستوفر على المدى المتوسط تريليونات الدولارات للمملكة.

هذا كله جعل الأمير الشاب حلما لشعوب الأرض، خاصة تلك المضطهدة التي تتمنى نسخة «محمد بن سلمان» في بلدانها ليقوم بتنظيفها وتطهيرها من بكتيريا المفسدين والمتنفذين، ومن ثم يرفع مقام دولهم لتصبح ذات سيادة مرموقة بين الدول الأخرى كما هو الحال في المملكة.

ما قدمه الأمير محمد بن سلمان للمملكة والعالم جعل نجمه يسطع عاليا بين زعماء العالم، وتصدر اسمه الصفحات الأولى في صحف ومجلات العالم التي لم تتوقف عن نشر أخبار هذا الفارس العربي الشجاع الذي لا يهاب ولا يخاف، بل يمتطي فرسه متسلحا بالمنطق والحق يدافع بهما عن طموحاته وطموحات شعبه والعالم الحر بأسره.

التحليل العلمي للظواهر البشرية النادرة والمؤثرة في المجتمعات المعاصرة يلزمنا بالعودة إلى جذورها وخلفياتها الفريدة، وهنا يتضح لنا بجلاء اتحاد جينات هذا الفارس العربي المتأصلة من جينات جده وشبيهه المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وتدريب وتهيئة والده الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي رافق جميع حكام المملكة والعالم أجمع فورّث ابنه الذي لازمه منذ صغره أسرار دهاليز السياسة ومراوغة الأعداء والحنكة والتواضع وحب الخير وحب الشعب السعودي الأبي، فلم يجر اختيار الأمير محمد وليا للعهد إلا للقناعة التامة بأن هذا الابن المحنك الملتزم ظاهرة فريدة من نوعها يحتاجها الوطن والعالم كافة وهذا ما حصل بالفعل.

الإنجاز الذي قام به الأمير محمد بن سلمان خلال هذه الفترة لم ينعكس بشكل إيجابي على شخصيته فحسب، بل انعكس على ثقة المواطن السعودي بنفسه أيضا، حيث أصبح الآن ينتمي «لدولة عظمى» لها مكانتها وتأثيرها بين الدول الكبرى، وليست خاضعة ومنسية ومبتزة من حلفاء الشر أو حتى من الدول الكبرى كما هو الحال في بعض الدول الصغيرة جدا جدا التي شاهدت هذا الفارس وهو يلتقط استثمارات العالم ويسيطر على صفقات التكنولوجيا والصناعة العسكرية الأمريكية، فقامت بعد محاولة انتقاده بدفع مليارات الدولارات ليس لنهضتها وازدهارها كما فعل الأمير المحنك، بل لإنقاذ البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية رغم قلة مواردها وإمكاناتها المادية مقارنة بالمملكة، مع اعترافنا التام بأن دخل مواطني هذه الدويلة قد يكون الأعلى بالعالم كون تعداد مواطنيها لا يتعدى ثلاثمئة ألف نسمة، فشتان بين هذا وذاك!

ومن هنا، وكوني أستاذا جامعيا، أقترح تدريس شخصية الأمير محمد بن سلمان في الجامعات السعودية والإقليمية والدولية كظاهرة بشرية فريدة ومؤثرة لتتعرف الأجيال على ملامحها وأبعادها، مثلها مثل دراسة الشخصيات المؤثرة بالعالم. فقد عرف عن الأمير محمد أنه محارب شرس ضد أعداء الأمة وأعداء العالم الحر، وهو متواضع رقيق القلب مع شعبه وشعوب العالم التي تبحث عن حياة كريمة، فلم أستغرب البتة عندما شاهدت هذه الأمير الفارس يتوقف عند مجموعة من الشباب في الصحراء يحاورهم ويمازحهم ويقبل ضيافتهم المتواضعة وهو من هز عروش الظالمين والمتغطرسين وحير أكبر رؤساء دول العالم المتقدم بحنكته وفراسته وقوة شخصيته ودفاعه عن وطنه.

إنه فعلا روزفلت ولينكون العرب وظاهرة هذا القرن، إنه محمد بن سلمان يا سادة، فلنرفع القبعة احتراما له.

@Dr_Talsalhi