مشعل أباالودع

مشاكل يمكن التجاوز عنها

الاحد - 20 سبتمبر 2020

Sun - 20 Sep 2020

ترمى برمح الإهانة بعد أن كنت لهم رمزا للصيانة، ويجدون أن أقصر السبل فعل الخيانة بحجة أن هذا الأخير مشروع ولم يخبروك رغبة منهم في الحفاظ عن مشاعرك.

تحت مسميات مختلفة وأهداف متضاربة، يلجأ الخائن إلى تبرير فعلته، ويجعل من الباطل حقا، ومن الكذبة ضرورة وأحيانا أمرا مشروعا. فكيف لنا أن نبرر فعل الخيانة؟ وكيف لنا أن نعتبره حقا مشروعا ومبررا؟

في الحقيقة، إن تركيبة الإنسان معقدة وصعب تفكيكها، وكل من أمامنا يحمل معه تراكما من العقد النفسية والإحباط المتراكم والعلاقات الفاشلة غير المنتظمة، وكل هذه الأشياء تجعل وقوع الخطأ واردا جدا، لكن رغم الإقرار بإمكانية ولادة هذا الفعل الشنيع يظل من الصعب تقبله وتجاوزه بكل سهولة عند تعرضنا له.

للخيانة مبررات عديدة على حسب الظرفية، وقد نجزم ونقول إننا في زمن قل فيه الوفاء وأصبح الكل يخون على طريقته الخاصة، لكن شرعية الوجود تبطل تماما شرعية الاستمرار وجعل الخيانة عادة مباحة.

في محاولاتنا اليائسة في الحصول هذه المرة عن ما يقنعنا ويشفي الغليل بداخلنا، نرتئي إلى أن نستحضر كل الظروف والملابسات التي رافقت القضية، ليس لشرعنة الخطأ بل لتتضح الرؤية أمامنا، وليكون حكمنا موضوعيا بعيدا عن لعب دور الضحية. وللأسف لا نجد ما يفسر سبب وقوع تلك الجريمة، لأن الإنسان دائما في حالة مشيئة، وهو المتحكم في جمع مقادير قدره، وبالتالي فالخائن شاء فعل الخيانة بإرادته ووعيه، ويجوز إذن تطبيق أقصى العقوبات وإقصاؤه.

كما نجتمع من أجل تقرير الدخول في علاقة ما، سيكون راقيا أن نجتمع للإفصاح عن المكنون بداخلنا وعن رغبتنا في الخروج منها، بعيدا عن الأعذار التي نختلقها، والتي تدين بصاحبها عندما تسقط الأقنعة، فجرح هذا الاعتراف أهون من جرح الخيانة.

يبقى التواصل والشفافية في العلاقات أفضل الطرق لتفادي الوقوع في سلوكيات شنعاء، تعبر عن غياب المروءة والشجاعة وكذا روح المسؤولية، وتقود صاحبها إلى المكر والنفاق واستغفال الطرف الآخر، وقد كان باستطاعته أن يوفر كل هذا الشقاء.