خالد بن جبر آل ابراهيم

الكلمة الطيّبة

الأربعاء - 16 سبتمبر 2020

Wed - 16 Sep 2020

يقول الله تعالى "وهدوا إلى الطيب من القول".

الكلام نوعان: طيب، وخبيث، والكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وهي حياة للقلب وتمنح إيجابية للمتكلم والمخاطب؛ لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام، ليس هذا فحسب فالكلمة الطيبة هي أساس للرابطة الاجتماعية التي تجعل المجتمع قويا لأن منبعها المحبة وعندما يذهب المجتمع من المحبة إلى المحبة يصبح نبراسا ومحترما من المجتمعات الأخرى.

والمجتمع العالمي يمر بظروف سلبية ولدت طاقة سلبية عند الشعوب، فلا بد من دواء للروح والقلب، وهذا ما نجده في التربية الإسلامية، ولعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يعطي لرعيته وللمسلمين درسا تربويا عندما مر على مجموعة من الناس يوقدون النار، فناداهم: يا أهل الضوء، ولم يقل: يا أهل النار. خشية أن تجرحهم الكلمة، فالعبارة فيها تناغم روحي وانسجام أخلاقي، وتعليم راق، وقد قيل:اكسب قلوب الآخرين بأربع: طيب الكلام، ونيل الاهتمام، وصدق الالتزام، وحسن المعاملة.

وهذا ما يترك أثرا في النفوس التي تسبب لترك هذا الأثر عبر التاريخ ولو أن هذا الأثر الطيب والعظيم ما ظل ذكر عمر بن الخطاب حتى يومنا هذا

وكأن المعاني السامية كلها مقتبسة من القرآن الكريم، يقول الله تعالى "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن"، فالكلمة الطيبة تُدخل الحب والتسامح إلى القلب، وصدق القائل: إن المرء يكون طيبا إذا جعل الآخرين أفضل، كما فعل الإمام الغزالي عندما سأله رجل: ما حكم تارك الصلاة؟ ظنا منه أنه سيقول كافر، لكن الإمام أجاب: حكمه أن نأخذه معنا إلى المسجد.

الكلمة الطيبة تغير سلوك إنسان بل سلوك أسرة ومجتمع، فقد سألت امرأة زوجها: ما الفرق بين أمي وأمك؟ وهي تريد أن تظهر سلبيات أمه، فأجابها مبتسما: أمي هي التي أنجبتني للحياة، أما أمك هي التي أنجبت الحياة لي بك، فابتسمت الزوجة وتغير أسلوبها وسلوكها بكلمة الزوج الطيبة التي اقتبس معناها من قوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن) ليتجسد معنى الحكمة: إذا رماك أحدهم بحجر، ارمه برغيف خبز.

وصدق النبي عليه الصلاة والسلام، بقوله "الكلمة الطيبة صدقة".

وهذا يؤدي إلى أن الكلمة الطيبة تشير إلى تربية الإنسان على أنها صالحة وتذهب إلى تقوية الأسرة فتعبق سمعة حسنة، والأسرة تزيد بناء المجتمع قوة في الكلمة الطيبة أساس في كل صالح وجميل.