سالم العنزي

طرف علم.. هوس الشهرة والنفوذ الكاذب

الاحد - 13 سبتمبر 2020

Sun - 13 Sep 2020

عاجل طرف علم، تأجيل الدراسة أسبوعين بسبب المشاكل التقنية في منصة مدرستي.

طرف علم تخفيض ضريبة القيمة المضافة عند انتهاء أزمة كورونا.

في كل يوم تصلنا مثل هذه الرسائل، والتي أصبحت بكل أسف يومية ومعتادة.

مما يميز هذه الرسائل أنها موجودة وحاضرة عند كل حدث أو مناسبة تهم شريحة كبيرة من شرائح المجتمع، مما يساعد في انتشارها بسرعة البرق.

في الغالب، إن من يبدأ هذه (الشائعات) أو (طرف علم) شخص يبحث عن الشهرة، ولذلك يسارع في نشر خبر غير صحيح ومرغوب من شريحة كبيرة من المجتمع للحصول على أعلى عدد من إعادة تغريد أو الإعجاب أو المتابعين.

من عيوب البحث عن الشهرة أو هوس الشهرة أنها تحث الشخص على المغامرة والاندفاع، فلا يردعه عقل ولا يمنعه منطق، ويسارع في نشر شائعته بدون تخطيط أو وعي بمخاطرها أو عواقبها. وكذلك من عيوب هوس الشهرة أن الشخص الباحث عن الشهرة يبرر كل وسيلة موصلة إلى الشهرة، فلا يردعه دين ولا تمنعه عادات.

لذلك تجده على أتم الاستعداد لاختلاق الأكاذيب من أجل الشهرة والوصول إلى أكبر عدد من المتابعين.

لا مانع من البحث عن الشهرة بالطرق المحمودة. فالإنسان بطبعه ميال إلى حب المحمدة ونيل الشهرة وانتشار الصيت والسمعة، ونفسه تواقة إلى أن يشار إليه بالبنان أو أن يكون هو حديث المجالس أو أن يسمع قوله.

فالدكتور إبراهام ماسلو وضع «الحاجة للتقدير» بعد «الاحتياجات الاجتماعية» في هرم ماسلو للاحتياجات. وهذا يعني أن الحاجة للتقدير تأتي مباشرة بعد العلاقات الأسرية واكتساب الأصدقاء.

مع تأكيد علم النفس أن «الحاجة للتقدير» حاجة نفسية غريزية لا تختلف عن الحاجات البيولوجية الجسدية. إلا أن المبالغة في البحث عن الشهرة عن طريق نشر الشائعات أو (طرف علم) تعني أن الشخص يريد أن يوهم الجميع أن لديه القدرة على الوصول إلى مصدر المعلومة في أي وزارة أو دائرة حكومية كانت.

ويريد كذلك أن يحيط نفسه بهالة من النفوذ والاعتزاز بالنفس. وهذا هو أخطر أنواع المصابين بهوس الشهرة، حيث إنه يشكك في ما تم نشره من معلومات صحيحة من قبل المتخصصين في مجالات الأخبار والعلم والأدب والفن والرياضة والأزياء والعطور والمجالات الأخرى.

ولكل (طرف علم) يوجد عنصران أساسيان لا يمكن الاستغناء عنهما.

الأول: هو ناشر الشائعة ومبتدئها وباني قصتها.

والثاني: هو من يساعد في نشرها ويساهم في اتساع رقعتها ولو بحسن نية.

بينما يحاول الأول إيهام الآخرين أن لديه «القدرة على الوصول» إلى مصدر المعلومة، يحاول الثاني إيهام الآخرين أن لديه «سرعة في الوصول» إلى مصدر المعلومة.

وحيث إنه من الصعب حصر وتحييد من يبدؤون في نشر الشائعات، فإنه من السهل جدا إيقاف زحف وانتشار هذه الكوارث والشائعات عن طريق الوقوف صفا واحدا ضد كل شخص يساعد في نشر هذه الأخبار.

كما فعل إمام مسجدنا ذات مساء، فبينما كان الجميع يؤكد له أن شهر رمضان المبارك قد دخل حسب إعلان قناة العربية، رفض إمامنا البدء في صلاة التراويح حتى يعلن التلفزيون السعودي الخبر بشكل رسمي.

أخيرا.. لا أطلب منك أن تكون مثل إمام مسجدنا، ولا تنقل الخبر إلا من مصدره الرسمي، ولكن أطلب منك أن تتريث وتتأكد قبل أن تساعد في نشر أي خبر يصلك.