مواقف السيارات ومعاناة المواطنين
الخميس - 10 سبتمبر 2020
Thu - 10 Sep 2020
هل أصبح البحث عن موقف للسيارة أمرا صعبا ومأساويا يؤرق المواطنين؟
وهل بات من النادر أن تحصل على موقف لسيارتك دون عناء أو رسوم؟
سؤالان أطرحهما لعلي أجد إجابة شافية ووافية لواقع مؤلم يعيشه سكان منطقة مكة المكرمة، خاصة في مدن مكة المكرمة، وجدة، والطائف، فمعاناتهم مع مواقف السيارات، سواء كان ذلك بمناطق الأسواق التجارية، أو أمام منازلهم، فبعد أن كنا نشكو من غياب المواقف، جاء توفرها بمعاناة مميزة لا ترتبط بحركة السير ورجال المرور كما كنا نردد سابقا كلما واجهتنا صعوبة في حركة السير، بل أصبحت المواقف الحالية تفوق الاحتياج، وغدت مساحتها تفوق مساحة الشوارع الرئيسية التي تسلكها المركبات، لا لشيء سوى أنها مواقف استثمارية، وهذه حقائق مشاهدة لا تحتاج لدليل مادي لإثباتها.
ولو أخذنا على سبيل المثال مكة المكرمة، وتحديدا حي العزيزية، البعيد عن المسجد الحرام والمنطقة المركزية، لوجدنا أن المنطقة الواقعة بجوار سوق السلام والأسواق القريبة منه، تحتل المواقف الاستثمارية بها مساحات شاسعة، على عكس مساحة سير المركبات الضيقة!
أما الشوارع الفرعية فإن أصحاب المباني ملزمون في حال هدمها وإعادة بنائها بعمل ارتدادات لتكون مواقف للسيارات، وتحدد مسافة الارتداد وفقا للموقع، وليس في هذا إشكال، غير أن الإشكالية تكمن في أن الارتدادات التي تحصل عليها الأمانة تتحول إلى مواقف استثمارية، ويحرم أصحاب الأرض من حقهم بإيقاف سياراتهم بأراضيهم وتحت منازلهم!
أما في مدينة الطائف فليس الحال بأحسن من مكة المكرمة، فالمواقف الواقعة بجوار مسجد عبدالله بن العباس تحولت إلى مواقف استثمارية، مما يلزم المصلين بالمسجد أو المتوجهين للمقبرة لحضور تشييع جثمان إلى دفع أجرة الموقف!
وفي مدينة جدة فحدث ولا حرج، فبها نظام خاص ومميز يتوافق مع شعار «جدة غير»، خاصة في منطقة وسط البلد، فسواء أوقفت سيارتك بالمواقف الاستثمارية ودفعت ما هو مطلوب منك، أو لم تدفع، فإنك ملزم بدفع غرامة مالية، لوقوف سيارتك قبل شهر أو عام أو أكثر بموقف دون دفع الأجرة، وإن طالبت بما يثبت صحة المخالفة طلب منك السداد لإطلاق سراح سيارتك المكلبشة، وبعد ذلك عليك التقدم باعتراض، وحينها ليس عليك سوى أن تردد أغنية عبدالله الرويشد «اللهم لا اعتراض»، حتى تتمكن من إطلاق سراح سيارتك من أسرها والعودة بها لمنزلك أو عملك سالمة غانمة، قبل أن يحملها الونش إلى منطقة تجهلها.
وفي جميع الأحوال فإن كنت من سكان أي من الأحياء القريبة من المواقف الاستثمارية بمنطقة مكة المكرمة، وتبحث عن موقف مجاني لسيارتك، فعليك أن تأخذ عدة لفات محترمة في الشوارع الداخلية والأزقة، فقد يحالفك الحظ وتجد موقفا لا يغضب صاحب البيت الذي تقف أمامه، ولا يعيق حركة الدخول والخروج من الحارة، وإلا فإن المرور سيضطر لسحب سيارتك لأنها تشكل ضررا.
وإن لم تجد موقفا جيدا لسيارتك بالقرب من سكنك، أو عملك، فعليك إيقافها بعيدا، والسير على أقدامك، وبهذه الخطوة تكون قد استفدت من المشي دون أن تدفع اشتراكا بناد رياضي، وتترجم ما أوضحته مجلة Annals of internal medicine بقولها «إن المشي وغيره من برامج تحسين اللياقة البدنية يمكن أن تساعد على تخفيف آلام المفاصل، وتخفيف تفاقم الأعراض المرتبطة بالتهاب المفاصل لدى المرضى المصابين بالتهاب المفاصل التنكسي في الركبة»، لذلك لا تغضب من عدم وجود موقف لسيارتك، أو لوجود مواقف استثمارية، فصحتك أغلى وأهم، ونصيحة أخرى حافظ على سيارتك بعدم استخدامها.
[email protected]
وهل بات من النادر أن تحصل على موقف لسيارتك دون عناء أو رسوم؟
سؤالان أطرحهما لعلي أجد إجابة شافية ووافية لواقع مؤلم يعيشه سكان منطقة مكة المكرمة، خاصة في مدن مكة المكرمة، وجدة، والطائف، فمعاناتهم مع مواقف السيارات، سواء كان ذلك بمناطق الأسواق التجارية، أو أمام منازلهم، فبعد أن كنا نشكو من غياب المواقف، جاء توفرها بمعاناة مميزة لا ترتبط بحركة السير ورجال المرور كما كنا نردد سابقا كلما واجهتنا صعوبة في حركة السير، بل أصبحت المواقف الحالية تفوق الاحتياج، وغدت مساحتها تفوق مساحة الشوارع الرئيسية التي تسلكها المركبات، لا لشيء سوى أنها مواقف استثمارية، وهذه حقائق مشاهدة لا تحتاج لدليل مادي لإثباتها.
ولو أخذنا على سبيل المثال مكة المكرمة، وتحديدا حي العزيزية، البعيد عن المسجد الحرام والمنطقة المركزية، لوجدنا أن المنطقة الواقعة بجوار سوق السلام والأسواق القريبة منه، تحتل المواقف الاستثمارية بها مساحات شاسعة، على عكس مساحة سير المركبات الضيقة!
أما الشوارع الفرعية فإن أصحاب المباني ملزمون في حال هدمها وإعادة بنائها بعمل ارتدادات لتكون مواقف للسيارات، وتحدد مسافة الارتداد وفقا للموقع، وليس في هذا إشكال، غير أن الإشكالية تكمن في أن الارتدادات التي تحصل عليها الأمانة تتحول إلى مواقف استثمارية، ويحرم أصحاب الأرض من حقهم بإيقاف سياراتهم بأراضيهم وتحت منازلهم!
أما في مدينة الطائف فليس الحال بأحسن من مكة المكرمة، فالمواقف الواقعة بجوار مسجد عبدالله بن العباس تحولت إلى مواقف استثمارية، مما يلزم المصلين بالمسجد أو المتوجهين للمقبرة لحضور تشييع جثمان إلى دفع أجرة الموقف!
وفي مدينة جدة فحدث ولا حرج، فبها نظام خاص ومميز يتوافق مع شعار «جدة غير»، خاصة في منطقة وسط البلد، فسواء أوقفت سيارتك بالمواقف الاستثمارية ودفعت ما هو مطلوب منك، أو لم تدفع، فإنك ملزم بدفع غرامة مالية، لوقوف سيارتك قبل شهر أو عام أو أكثر بموقف دون دفع الأجرة، وإن طالبت بما يثبت صحة المخالفة طلب منك السداد لإطلاق سراح سيارتك المكلبشة، وبعد ذلك عليك التقدم باعتراض، وحينها ليس عليك سوى أن تردد أغنية عبدالله الرويشد «اللهم لا اعتراض»، حتى تتمكن من إطلاق سراح سيارتك من أسرها والعودة بها لمنزلك أو عملك سالمة غانمة، قبل أن يحملها الونش إلى منطقة تجهلها.
وفي جميع الأحوال فإن كنت من سكان أي من الأحياء القريبة من المواقف الاستثمارية بمنطقة مكة المكرمة، وتبحث عن موقف مجاني لسيارتك، فعليك أن تأخذ عدة لفات محترمة في الشوارع الداخلية والأزقة، فقد يحالفك الحظ وتجد موقفا لا يغضب صاحب البيت الذي تقف أمامه، ولا يعيق حركة الدخول والخروج من الحارة، وإلا فإن المرور سيضطر لسحب سيارتك لأنها تشكل ضررا.
وإن لم تجد موقفا جيدا لسيارتك بالقرب من سكنك، أو عملك، فعليك إيقافها بعيدا، والسير على أقدامك، وبهذه الخطوة تكون قد استفدت من المشي دون أن تدفع اشتراكا بناد رياضي، وتترجم ما أوضحته مجلة Annals of internal medicine بقولها «إن المشي وغيره من برامج تحسين اللياقة البدنية يمكن أن تساعد على تخفيف آلام المفاصل، وتخفيف تفاقم الأعراض المرتبطة بالتهاب المفاصل لدى المرضى المصابين بالتهاب المفاصل التنكسي في الركبة»، لذلك لا تغضب من عدم وجود موقف لسيارتك، أو لوجود مواقف استثمارية، فصحتك أغلى وأهم، ونصيحة أخرى حافظ على سيارتك بعدم استخدامها.
[email protected]
