أحمد الهلالي

كبار السن يعانون رعب كوفيد 19 والتجاهل!

الثلاثاء - 08 سبتمبر 2020

Tue - 08 Sep 2020

وجد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وقتا في زحام الملفات العالمية التي تشغله ليتحدث عن كبار السن والرعب الذي يعانونه بسبب كوفيد 19، فالتقارير تفيد بأنهم أكثر الناس عرضة للإصابة، وتقارير الوفيات أيضا تفيد بأن نسب الوفيات بينهم أعلى من الشرائح الاجتماعية الأخرى، فتحدث غوتيريس (المزدحم) عن رعبهم بينما الجهات المسؤولة عن كبار السن كوكالة وزارة التنمية الاجتماعية وفروعها وجمعياتها ربما ترى كوفيد 19 شيئا عابرا لا يعتد به.

حين تملأ استمارات خدمات التنمية الاجتماعية ستجد أن عمر الستين حد لكثير من الخدمات، فالوزارة تبدأ التنصل من بعض مسؤولياتها تجاه كبار السن، وكأن مصيرهم الطبيعي أن يُتركوا لمواجهة مصائرهم قبل فنائهم النهائي، وهذا في نظري ما جعل بعض المؤسسات المالية والتأمينية تحدُّ خدماتها بعمر الستين، وتدرس أعمار المستفيدين واتخاذ القرارات في ضوء ذلك، وفي هذا إجحاف وهضم لحقوق الناس، في الحين الذي نأمل أن تتخذ الوزارة قرارات وتدابير تلزمها وتلزم المؤسسات والشركات أخلاقيا (من باب المسؤولية الاجتماعية) بمساندة كبار السن ودعمهم حتى آخر لحظة في حياتهم، نجدها تفتح الأبواب أمام المتنصلين الجشعين.

كثير من كبار السن مسجلون في مراكز وكالة التنمية، سألت بعضهم عن خدمات الوزارة فأفاد بعضهم بأنه لم يستفد من خدمات الوزارة شيئا، فإما أن طلبه مرفوض، أو أن اسمه في قائمة مزدحمة بالأسماء من سنوات للحصول على معونة زهيدة، وسيسبق الموت معونتهم، وحين سألتهم عن توعية الوزارة لهم أو فروعها فيما يتعلق بكوفيد 19، أفادوا جميعا بأنهم لم يتلقوا أي اتصال للاطمئنان أو التوعية على الإطلاق، فالأمين العام غوتيريس وجد وقتا للحديث عنهم، أما المسؤولون في الوزارة وفروعها وجمعياتها فما يزالون يبحثون عن وقت لذلك للأسف!

رعاية المسنين والفئات الاجتماعية الضعيفة (ذوي الاحتياجات الخاصة) تحتاج إلى اللمسات الإنسانية النفسية أكثر من حاجتها إلى الأموال في بعض الأحيان، فاتصال أو رسالة على الجوال وزيارة موظف أو موظفة من فرع الوزارة أو مركز التأهيل أو الجمعية بعلبة مناديل أو كمامات أو معقم يعني لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة أنهم في البال وأنهم عناصر مهمة في المجتمع، وتمثل دعما معنويا كبيرا للأسر. أما الحرمان المطلق فهو جفاء وعقوق، فلا لمسات إنسانية ولا معونات مالية منتظمة!

نرجو من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أن تجند كافة طاقاتها إلى تقديم خدمات تناسب المرحلة وترتقي إلى رؤية 2030، فما تزال الخدمات المقدمة أقل من طموحات وتوقعات المستفيدين وذويهم، وما تزال تغطيتها للمحافظات والمراكز قاصرة عن المأمول على امتداد خارطة الوطن، فكل محافظة بحاجة إلى مراكز متطورة متكاملة لتقديم خدمات متقدمة، وأن تعمل الوزارة جاهدة من أجل تسهيل حياة هذه الفئات الاجتماعية (كبار السن/ وذوي الاحتياجات الخاصة/ ومجهولي الأبوين/ والأيتا‍م/ وأبناء الشهداء/ والتوحديين) على مستوى الحياة الاجتماعية، وعلى مستوى خدمات الجهات الرسمية والخاصة، فيجب أن نكون مثالا متقدما يحتذى في الشرق الأوسط، وألا نقارن الخدمات التي نقدمها لهذه الفئات إلا بتلك التي تقدمها دول العالم الأول.

ahmad_helali@