سوق الحاسبات الآلية.. أسعار عالية ومواصفات متواضعة يبررها تعطل الاستيراد وارتفاع الطلب

السبت - 05 سبتمبر 2020

Sat - 05 Sep 2020

لم تكن منافذ بيع أجهزة الحاسب الآلي والأجهزة اللوحية على مستوى المبادرة التشجيعية التي أطلقتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، لدعم الطلاب والطالبات في الدراسة عن بعد، حيث رصدت جولة لـ«مكة» خلال الأسبوع الأول من بدء الدراسة عن بعد، على عدد من مراكز البيع في جدة، وجود أسعار عالية مقابل مواصفات متواضعة على الأجهزة المشاركة في مبادة «العطاء الرقمي» فيما برر مسؤولو تلك المحلات ذلك بتعطل الاستيراد نتيجة جائحة كورونا، مما أدى إلى محدودية الأجهزة المعروضة في السوق، مقابل ارتفاع الطلب بعد إقرار وزارة التعليم الدراسة عن بعد لمدة شهرين تقريبا كمرحلة أولى.

وأطلقت مبادرة العطاء الرقمي التي ترعاها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم ووزارة التجارة وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، يوم 26 أغسطس، بالشراكة مع عدد من شركات الاتصالات ومحلات التجزئة، بهدف تقديم خصومات على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والكمبيوترات وباقات الاتصال، بنسب تصل إلى 50% من قيمتها.

وأوضح وكيل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لتنمية القدرات الرقمية الدكتور أحمد آل ثنيان، حينها، أن هذه المبادرة جاءت بهدف تضافر الجهود لإنجاح العملية التعليمية عن بعد، من خلال عقد شراكات مميزة مع القطاع الخاص ممثلا في شركات الاتصالات ومتاجر التجزئة وتقديم خصومات جذابة لإدارات التعلم عن بعد، وتسهل الحصول على الاحتياجات الضرورية لعودة سلسلة وجادة للعام الدراسي الجديد.

إلا أن تلك الشراكات المميزة لم تكن كذلك على أرض الواقع، حيث واجه عدد من المتسوقين تحدثوا لـ«مكة» صعوبة في إيجاد المواصفات التي تفي باحتياجات أبنائهم، نظرا لشح الأجهزة ونفادها في عدد من المحال والمتاجر التجارية، علاوة على ارتفاع الأسعار نظرا لقلة المعروض.

وبحسب عاملين داخل المحلات المتخصصة ببيع هذه الأجهزة فخلال 8 أعوام خرج من السوق نحو 60% وتحول جزء منهم إلى سوق الهواتف الذكية، علاوة على أن كثيرا من الموردين توقفوا عن البيع نظرا لظروف جائحة كورونا، ويقابل ذلك طلب عال على الأجهزة، مما جعل الخيار محصورا أمام المستهلك.

ارتفاع الأسعار

ويقول أحد أولياء الأمور الموجود في سوق «الباروم» سامي المحمد إنه فوجئ بوجود أنواع محددة من الأجهزة وشركات قليلة ومواصفات سعرها عال بسبب الطلب على مواصفات معينة، مما دعاء إلى بقاء الأجهزة التي تكاد تكون للمحترفين والمصممين، ولا يمكن للأسر أن تشتري هذه الأجهزة لارتفاع سعرها وعدم احتياجهم لمواصفات عالية، والتي لا تهم الطلاب في المراحل الدراسية، مقابل وجود من يستغل هذا الطلب في رفع السعر، حيث وجدت جهازا كان يباع بـ1400 ريال، والآن بقيمة 2000 ريال، وهذا دفعني للبحث عبر المواقع الالكترونية حتى لا يستغل ضعاف النفوس هذه الأزمة.

الكميات نفدت

وأضاف المحمد أنه توجه لعدد من المتاجر، فمنهم من نفدت لديه الأجهزة منذ وقت مبكر، والآخرون يسوقون لشركات لم يكن عليها إقبال بحجة أنه لم يتبق سوى هذه الأنواع، وللأسف كان يجب أن يكون هناك تنسيق واستعداد لفتح استيراد أكبر عدد من الأجهزة، وخاصة أن الجهات المعنية قد يكون لديها القدرة في التسهيل للموردين لاستيراد بضائع من هذه الأجهزة لكي يكون لدى المستهلك خيارات أوسع وأسعار في متناول الجميع.

وقف الاستيراد

وأوضح أحد العاملين في سوق الكمبيوترات فريد ياسر أن السوق ومنذ ما لا يقل عن 8 أعوام لم يعد كالسابق، فتحول 60% منهم لأنشطة أخرى، فيما كانت جائحة كورونا قد أوقفت الاستيراد، وكل ذلك جاء في وقت الطلب العالي للأجهزة بعد أن أعلنت وزارة التعليم عن بعد، حيث بالفعل بدأت الأعداد ترتفع منذ أسبوعين حتى نفدت الأجهزة، وأصبحت المواصفات محصورة، والعروض قليلة جدا.

قلة المعروض

وأضاف ياسر لدنيا محلات تقوم بتعديل المواصفات حسب طلب العمل، ولكن حاليا لا تتوفر شركات كثيرة، فطلب العميل غالبا لا يكون متوفرا، مما يضطره لشراء المتاح بالسوق حتى وإن كان غير مقتنع بالصناعة أو الجودة ونحوها.

ولفت إلى أن قيمة الأجهزة المعروضة والتي تتوافق مع متطلبات التعليم وتفي بالغرض تتراوح ما بين 2600 ريال إلى 5000 ريال، مبينا أنه توجد مواصفات أعلى من ذلك ولكن بأسعار عالية لا يحتاجها الطالب خلال عملية الدراسة.

معالجات متوسطة

ويقول خبير التقنية محمد الغامدي إن السوق حاليا يشهد طلبا للمعالجات المتوسطة كمعالج 5، وهذا لا يكاد يتوفر حاليا للسحوبات العالية عليه، ونظرا لانخفاض أسعاره وإيفائه بالغرض مقابل السعر المرتفع لمعالجات 7 المتوفرة حاليا بشكل طفيف، والتي يلجأ لها من لا يجد خيارا آخر، مبينا أن الكثير من خبراء التقنية ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي تحدثوا حول أهم المواصفات المطلوبة التي يجب توفرها في الجهاز ولا داعي لشراء جهاز فوق حاجتهم، فمثلا نوع المعالج والرامات وسعة ونوع قرص التخزين بحيث لا يجاوز المستهلك مواصفات محددة قد لا تكون لها حاجة.

حجب الترددات

واستطرد الغامدي، وللأسف هناك أمور أخرى بدأت تواجه الأسر في منازلهم خلال عملية التعلم، وهي سرعة الإنترنت خاصة مستخدمي (الموديوم) من خلال شرائح البيانات، والتي شهدت أيضا حراكا في السوق بعد أن أصبح هناك ضغط واضح على الشبكة، ففي حين أعلنت هيئة الاتصالات عن فتح ترددات جديدة حتى تتسع لأكبر عدد من المتصلين نرى أن السرعات وللأسف لم تعد كالسابق، وهناك ترددات تحجب كانت ذات سرعات عالية، مما دفع السماسرة للإعلان عن فتح شفرات حتى يحصل المستفيد على أعلى سرعة ممكنة.

أبرز أسباب ارتفاع الأسعار وشح الأجهزة

  • وشح الأجهزة

  • تعطل الاستيراد بعد جائحة كورونا

  • خروج 60 % من مستثمري القطاع

  • ارتفاع الطلب مع عودة التعليم عن بعد