سوق سوداء للأجهزة الجديدة في ظل شح المعروض ورواج القديمة المرممة

عروض أجهزة الحاسب بين 10 و20% .. وأغلبها على مواصفات قديمة
عروض أجهزة الحاسب بين 10 و20% .. وأغلبها على مواصفات قديمة

السبت - 05 سبتمبر 2020

Sat - 05 Sep 2020

لم تكن مراكز بيع أجهزة الحاسوب بالمنطقة الشرقية بأفضل حال من نظيرتها الغربية، حيث أكد زوار عدد من المراكز في الدمام التقت بهم «مكة « خلال الأسبوع الأول من بدء الدراسة عن بعد، أن السوق يشهد شحا في الأجهزة المطلوبة للعملية التعليمية، وهو ما خلق سوقا سوداء لبيع الأجهزة الجديدة والمستعملة في بعض المواقع وأطراف المدن، لافتين إلى أن بعض محلات الصيانة عمدت إلى إصلاح وتجميع أجهزة قديمة وجدت من يشتريها في ظل النقص في الأجهزة.

وأوضحوا أن أغلب الأجهزة الخاضعة للعروض تتراوح نسبة التخفيض عليها بين 10 و20% في حين أن مبادرة العطاء الرقمي التي أطلقتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أشارت إلى أنها تصل إلى 50%، مضيفين أن التخفيض على أساس سعر الجهاز في العام السابق، وليس السعر الحقيقي الذي يباع به حاليا.

ورغم أن المبادرة لم يمض على إطلاقها سوى أسبوع، أفاد مسؤولو مبيعات في عدد من الشركات المشاركة في برنامج التخفيضات لأجهزة الحاسوب الذي قادته وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم، بأن الأجهزة نفدت لديهم بشكل شبه كامل، ولم تبق سوى الأجهزة الاحترافية مرتفعة الثمن، والتي يستخدمها طلاب الهندسة والمصممون، مشيرين إلى أن دفعات جديدة ستصل تباعا اعتبارا من اليوم، مضيفين أن أسعار التخفيض تراوحت بين 20 و50% على مختلف الأجهزة، إضافة إلى ضريبة القيمة المضافة.

دون مستوى الطموح

وأوضح عضو لجنة التعليم الأهلي بغرفة الشرقية عدنان الشخص أن التخفيضات التي طرحتها الشركات المشاركة في المبادرة لم ترق لمستوى التخفيضات الحقيقية، فالأسعار لا تفترق عما قبل التخفيض سوى بمبالغ يسيرة، وربما تكون الأسعار أخذت على السعر الأساسي الذي أطلقت به المنتجات، كما أن أغلب المنتجات التي عليها تخفيضات هي منتجات متقادمة من فترات سابقة وليست ضمن النوعيات الجديدة، وقال «صحيح أن هذه الأجهزة تعمل ويمكن استخدامها في العملية التعليمية، ولكنها كانت مخفضة في الأساس، والآن لم تزد على تخفيضاتها أشياء تذكر، من خلال اطلاعنا على ما كانت عليه، ولو كنا نعلم لصورناها قبل وبعد التخفيض الأخير».

وذكر أن الأسعار لم تفرق بشكل يذكر، ما يعطينا انطباعا بأن السعر المعتمد للتخفيض هو أول سعر طرحت به السلعة، وهذا يحمل بعض التلاعب غير المقبول، حيث كان الناس يأملون تخفيضات حقيقية، ومبادرات مجتمعية حقيقية تعطي الشعور بتكاتف المؤسسات الأهلية مع المجتمع في هذه الظروف الاستثنائية، خاصة مع وجود عدد كبير من الأبناء والبنات لدى بعض الأسر، مما يثقل كاهلهم.

الاستفادة من العقود

وأشار الشخص إلى أن وزارة التعليم التي كانت لها مبادرة جيدة مع مايكروسوفت أسهمت في تقديم أجهزة وبرمجيات للطلاب والطالبات مجانا، وكان بإمكانها القيام بدور أكبر خلال الأشهر الماضية الطويلة ولكن لم تقم بأي شيء ومنها مثلا دعوة الشركات التي تحصل على عقود من الوزارة للمساهمة في تقديم مبادرات لدعم تقديم أجهزة الحاسوب واللوحية وغيرها من متطلبات العملية التعليمية مجانا أو بأسعار رمزية.

شراكة بين وزارتين

بدوره اقترح المختص بالشأن الاقتصادي فضل البوعينين إيجاد شراكة بين وزارتي التعليم والاتصالات وتقنية المعلومات لوضع استراتيجية شاملة للتعليم عن بعد وبرامج توفر من خلالها الأجهزة والتغطية الشبكية للإنترنت.

ولفت البوعينين إلى وجود أجهزة رخيصة تستخدم للتعليم وتؤدي الغرض، كان من المفترض أن توجه الشركات لتوفيرها وإعادة بيعها وفق هامش ربح محدد كي لا يتم استغلال الظروف الطارئة

أما الإنترنت فهناك نظام الإسقاط الذي يمكن تحقيقه بسهولة، وهو مطبق في دول لا تمتلك بنية تحتية للاتصالات ولكنها تحظى بشمولية الإنترنت بفضل تلك الشبكات العامة.

وأفاد بأنه من الممكن وبقليل من الرؤية الاستراتيجية والبرامج العملية تحقيق هدف التحول الرقمي وشمولية الإنترنت وتعزيز التقنية وإنجاح الدراسة عن بعد كجزء من المنظومة التعليمية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

إرباك للأسر

وأشار رئيس لجنة الموارد البشرية السابق بغرفة الشرقية صالح الحميدان إلى عدم وجود مبادرات كافية لرفع العبء عن بعض الأهالي غير القادرين ممن لا تسمح ميزانياتهم الأسرية بالإنفاق على احتياجات طارئة جديدة لم تكن محسوبة.

ودعا أولياء الأمور إلى عدم تكليف أنفسهم أعباء أكبر بشراء أجهزة مرتفعة الثمن بدعوى أنها أفضل، لافتا إلى أن العملية التعليمية لا تحتاج سوى أجهزة بسيطة، داعيا الجهات الاجتماعية بالمساهمة في دعم الأسر التي لديها عدد أكبر من الأبناء والبنات بأجهزة الحاسوب.

الارتفاع عالمي

بدوره أرجع المختص الالكتروني عامر البشارات ارتفاع أسعار الأجهزة إلى زيادة الطلب عالميا الناتج عن اتجاه معظم دول العالم لتفعيل العمل والتعليم عن بعد في ظل الجائحة، مقابل انخفاض العرض الناتج عن ضعف الإنتاج بسبب الإغلاق الجزئي أو الكلي للمصانع.

وأشار إلى أن بعض التجار لجأ لرفع الأسعار قبل فترة بسيطة من التخفيضات بشكل وهمي لكي تظل الأسعار مرتفعة بعد التخفيض بنسب مئوية محددة، مشيرا إلى أن نظام مكافحة الغش التجاري بالمملكة يقف بالمرصاد في مواجهة هذا التلاعب.

تخفيضات محدودة

وأوضح البشارات أن الطلب كان مرتفعا جدا، في مقابل عدم وجود عدد كاف من الأجهزة بمعظم المعارض الكبرى، بالتالي التخفيضات كانت على عدد قليل جدا من الأجهزة، ومعظمها على الأجهزة التي يقل الطلب عليها سابقا.

وأشار إلى أن التجار حاولوا تعويض خسائر فترات الإغلاق حيث كان عليهم دفع مصاريف تشغيلية من إيجار ورواتب وخلافه دون وجود دخل يذكر، وهو ما عزز من تماسك أسعار الحاسبات مدعومة بارتفاع الطلب من قبل الأهالي بعد قرار تحويل الدراسة عن بعد لمدة سبعة أسابيع.

سببان لارتفاع أسعار أجهزة الحاسب:

  • زيادة الطلب عالميا لاتجاه معظم دول العالم لتفعيل العمل والتعليم عن بعد في ظل الجائحة

  • انخفاض العرض الناتج عن ضعف الإنتاج بسبب الإغلاق الجزئي أو الكلي للمصانع