أحمد الهلالي

الحزم عنوان حقيقي للمرحلة السلمانية

الأربعاء - 02 سبتمبر 2020

Wed - 02 Sep 2020

عملت في القطاع الأمني في إحدى المدن الكبرى في الفترة ما بين 1412 ـ 1420هـ، وكنا نعاني معاناة شديدة مع تصرفات المراهقين والشباب من أبناء الذوات، وندخل في إشكالات معهم ومع مرافقيهم، والهمس الذي يسري بيننا أنهم ينفسون عن ذواتهم في مدينتنا؛ لأنهم لا يجرؤون على هذه الأفعال في العاصمة (الرياض)، التي كان يحكمها الأمير الحازم سلمان بن عبدالعزيز آنذاك، ومما كنا نسمع أن التأديب فوري لتلك الفئة في مكتب سموه في الإمارة، وكنا نتمنى ذلك النوع من التأديب في مدينتنا آنذاك.

فأصبح الأمير الحازم ملكا، ولم يتخل عن منهجه، ولا حزمه، فهاهي القرارات الحكيمة الموفقة ضد الفساد لا تستثني أحدا، شملت الأمير والوزير والمدير، فلا أحد فوق القانون (كائنا من كان) وهذا ما كنا ننتظره ونتمناه، وقد كنا نرجو عزل الفاسد على أقل تقدير، فجاء اليوم الذي يعزل فيه الفاسد ويحال إلى التحقيق، ويذاع الأمر عبر وكالات الأنباء، ثم يحاسب على ما اقترفت يداه، فمن لا يقدّر نفسه ولا يثمن الثقة التي منحت لشخصه، لا يستحق التقدير والستر.

مكافحة الفساد بهذه القوة والشجاعة هي مطلب تتمناه شعوب المنطقة، وترجو أن هذا الحزم السلماني من الملك وولي عهده في بلادهم، ضد نُهاب الثروات، الذين أرهقوا أوطانهم حتى أوصلوا بعضها إلى الوهن الشديد والفوضى، وليت المناوئين لبلادنا يتعلمون في مدرسة سلمان، فالحزم دأبه على كل الصعد، فمنذ أن صارت مقاليد الحكم إليه أظهر حزمه العسكري تجاه النظام الإيراني وأذنابه في المنطقة، وحزمه السياسي تجاه المتآمرين، وحزمه النظامي تجاه الفساد والفاسدين.

تحاول الأبواق الإعلامية ومرتزقتها تشويه نموذجنا السلماني الناصع، من خلال تشويه كل قرار وكل فعل حكيم لبلادنا وقيادتها؛ لأنها لا تريد قيام نموذج عادل يفتح عيون شعوبها على ممارسات المسؤولين الفاسدين، فماذا سيقول المواطن القطري (مثلا) وهو يرى مسؤولي النظام يبددون ثروات البلاد على مرتزقة الإخوان، وعلى التنظيمات الإرهابية، وتمويل الأوهام الإردوغانية والخامنئية، وعلى مرتزقة الإعلام الذين يمسون على ولاء ويصبحون على آخر!

أما من يتسمون زورا بـ (المعارضة السعودية) فهم حقيقة لا يعدون ضحايا الوهم، يصيحون ليل نهار ضد كل شيء في الوطن (زين والا شين)، ما كوّن لدي قناعة حقيقية بأنهم يأخذون تعليماتهم ومعلوماتهم وتحليلاتهم من قناة الجزيرة ومرتزقتها ليسيؤوا إلى بلادهم فقط، والمقابل تصفيق من (الإردوغانيين/ والإخوان/ والحوثيين/ والخامنئيين)، وأتحدى أن تدخل إلى حساب أي من رموزهم، وأن تجد طرحا مختلفا عما تبثه قناة الجزيرة (المجاهرة بالعداء) في كل القضايا، وسأخصص مقالة تحليلية للمحتوى الذي يبثونه.

نعلم أننا مستهدفون، ولكننا لا نأبه ولا نبالي في ظل قيادة رشيدة حكيمة عادلة حازمة، اختطت للبلاد طريقا واضحا مضيئا لا لبس فيه ولا غنة ولا دخان ولا تشويش، ولا ظلال ولا ضلال، طريقا معلنا منذ البدء، فمن رافقنا على نقاء فهو منا، ومن رافقنا على (غشش) فقد خالفنا، ومن خالفنا فقد أبى، ومن أبى قامت عليه حجة المحاسبة، وليتحمل عواقب قراراته (كائنا من كان) والسلام.

ahmad_helali@