فاطمة جعفر آل هليل

خلاصة اختراعات خمسين عاما

الاحد - 30 أغسطس 2020

Sun - 30 Aug 2020

بين الماضي والحاضر أمم وحضارات مختلفة ووقائع متجددة. نظرة للحياة قبل 50 عاما واليوم تريك كيف استطاع الإنسان أن يكوّن حضارة عظيمة. اعتاد العلماء أن يقيموا حضارة القرن الذي يعيشون فيه بعد كل نصف قرن، ففي خمسينات القرن الماضي مثلا قام «Freeman Dyson» عالم الرياضيات والفيزياء بصنع سفينة فضاء تعمل بقوة القنبلة النووية للوصول إلى المريخ. أما في عامنا هذا ولو نظرنا لنصف القرن السابق الذي عشنا جزءا بسيطا منه لوجدنا عددا لا يستهان به من الاختراعات التي غيرت من حياتنا فعلا.

قبل خمسين عاما من اليوم لم يكن الهاتف المحمول يترنح بين أيدينا مثل اليوم، ولم نكن نقضي معظم أوقاتنا سجناء شاشته الصغيرة. بغض النظر عن إيجابيات وسلبيات الهاتف المحمول فإنه يعد اختراعا عظيما أدى ظهوره لتغيير جذري في مسار البشر اليومي حتى صار جزءا لا يتجزأ من حياة كل فرد منا.

لا أعلم حقا إن كان يعد هذا الاختبار اختراعا أو اكتشافا، وهو اختبار الحمض النووي الذي منحنا القدرة على قراءة الشيفرات الوراثية وتحليلها، ففهمنا بذلك طبيعتنا البيولوجية أكثر ووصلنا لاكتشافات غير مسبوقة في مجال الصحة، فصار بإمكان الطبيب أن يحدد نسبة احتمالية الإصابة بعدد من الأمراض، مثل مرض السكري وأمراض القلب، فيعمل هو والمريض على الوقاية منها.

هذا ناهيك عن فضل هذا الاختبار في حل العديد من القضايا الجنائية، حيث كان بالفعل أعظم الاختراعات في مجال إدانة المجرمين وتخليص الأبرياء من السجن، كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية في عام «1989» بعد أن أفرجوا عن أكثر من 300 سجين بريء بعد إجراء اختبار الحمض النووي لهم.

واحد من أهم الاختراعات التي بدأت مؤخرا في رؤية النور بشكل واضح، وهي اختراع الطابعة ثلاثية الأبعاد، لا تزال تقنياتها في المهد إلا أن أحفادنا بالطبع سيفتخرون بإنجازنا لهذا الاختراع في المستقبل، حيث سيمكننا من إنتاج العديد من المنتجات في حيز صغير بوقت أقل وموارد أقل.

من الممكن التعبير عن هذا الاختراع باختراع اقتصاد الطلب، هذا المفهوم غير حياتنا (فعليا) فقد صار بإمكاننا الحصول على أي منتج أو خدمة نرغب بها بشكل فوري، وخير مثال على ذلك شركات النقل المختلفة مثل شركة «UBER» التي ساهمت في هذا الجانب بشكل كبير وظهورها سبب ظهور عدد كبير من التطبيقات المختلفة بعد ذلك تشمل عددا من المجالات.

تصور معي عالما مليئا بالأشجار الخضراء، كثيفة الأوراق التي تعمل بدورها على التخفيف من شدة حرارة الشمس اللاهبة في فصل الصيف، وهذا ما يعمل عليه العلماء اليوم فكما درسوا الحمض النووي للإنسان صاروا يدرسون الحمض النووي للأشجار لينتج أشجارا أكثر إنتاجية ليعوضوا النقص الذي تسبب به قاطعو الأشجار غير النظاميين.

هل هذه الاختراعات فقط التي غيرت عالمنا اليوم؟ بالطبع لا، إنما هذه الخمسة اختراعات جاءت بترتيب من العالم Freeman Dyson هو مع ابنته Esther. ويمكننا أن نضيف العديد من الاختراعات العظيمة التي بدأت شمسها بالبزوغ من قبيل الاختراعات القائمة على الذكاء الاصطناعي ولغة الآلة وإنترنت الأشياء وغيرها من التكنولوجيا الحديثة التي سيكون لها بصمة واعدة في المستقبل. وأما الحديث عنها فسيكون من مهمة الجيل القادم الصاعد ليعقد مقارنة بين حياتهم في ذلك اليوم وبين حياتنا نحن الذين سبقناهم.

DayTechnique@