مصانع جاهزة للسيدات في «مدن» اعتبارا من أبريل المقبل

دعوة المستثمرات للدخول في صناعة مواد التجميل
دعوة المستثمرات للدخول في صناعة مواد التجميل

الأربعاء - 26 أغسطس 2020

Wed - 26 Aug 2020

تبدأ الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» مطلع أبريل 2021 بتخصيص مصانع جاهزة للمستثمرات بمختلف قطاعات الإنتاج الصناعي بمساحة تصل إلى 200 م2، وستكون البداية من المدينة الصناعية الأولى في الدمام، وذلك بحسب مدير عام الهيئة المهندس خالد السالم، لافتا إلى أن هذه المصانع تعتبر التجربة الأولى بالمملكة، مضيفا، أن اختيار المدينة الصناعية الأولى بالدمام يأتي استجابة لرغبة سيدات الأعمال كونها قريبة من النطاق العمراني.

ودعا السالم خلال ندوة «تمكين الاستثمار النسائي في القطاع الصناعي»، والتي نظمتها غرفة الشرقية، عبر تقنية zoom، المستثمرات للدخول في صناعة مواد التجميل، حيث تعتبر المملكة من أكبر الدول المستوردة على المستوى العالمي.

وقال إن دعم استثمار المرأة الصناعي يأتي في ظل توجه الدولة لتعزيز دور المرأة في القطاع كأبرز القطاعات ضمن رؤية المملكة، مبينا أن الهيئة تتباحث مع صندوق التنمية الصناعي وبنك التنمية الاجتماعية وعدد من مؤسسات التمويل التجاري لإيجاد أفضل الفرص لتمويل المستثمرات ودعم التسويق لمنتجاتهن الصناعية.

1 % مساهمة المرأة

وأضاف أن جزءا كبيرا من توجه الدولة في الوقت الحاضر هو لتنمية مساهمة المرأة ونسبة مشاركتها في القطاع الصناعي والتي لا تزيد في الوقت الحاضر عن 1%، مرجعا سبب ذلك إلى خوف المرأة من الدخول في الاستثمارات الصناعية التي تحتاج عادة إلى تكاليف عالية خاصة في بداية الإنتاج، بالإضافة لحاجة الاستثمارات الصناعية للخبرة، مؤكدا أن «مدن» على استعداد لدعم المرأة للاستثمار في القطاع الصناعي، لافتا إلى السعي لإزالة كل المعوقات ومن أهمها تكاليف البدء بالمشاريع، حيث ستكون المصانع الجاهزة بمساحة 200 م2 حلا نموذجيا يضاف إلى حل المصانع متعددة الطوابق وحلول التمويل.

17 ألف سيدة في «مدن»

وأوضح أن إجمالي العاملات في المدن الصناعية يصل إلى 17 ألف عاملة، منهن 1750 عاملة بالشرقية، مضيفا أن المرأة العاملة أكثر إنتاجية من الرجل في بعض المنتجات مثل الغذائية والطبية والمختبرات وبعض الصناعات اللوجستية، مؤكدا، عدم امتلاك «مدن» قاعدة بيانات للاستثمارات الواعدة في الصناعية، مرحبا بإطلاق مبادرة بالتعاون مع غرفة الشرقية للوقوف على الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاع الصناعي.

شراكات عالمية

وفيما دعا المستثمرات للدخول في صناعة مواد التجميل، اقترح على المستثمرات البحث عن شراكات عالمية في مجال صناعة المواد التجميل، بالإضافة إلى الاستثمار في المشغولات الذهبية وكذلك صناعة السيراميك، مطالبا المرأة بالاستثمار في قطاع سلاسل الإمداد، نظرا لوجود فرص كبيرة في هذا المجال، لافتا إلى أن هذه النوعية من الصناعات تعتمد على المرأة في التصاميم والرسومات، مشددا على أهمية التوجه للمناطق الواعدة وعدم التركيز على المناطق القريبة، كاشفا عن أن «مدن» تتحرك لاستقطاب الاستثمارات النسائية عبر تهيئة جميع الأراضي في المدن الصناعية، مشيرا إلى أن «مدن» تعمل على وضع آليات لاستقطاب المرأة للعمل التجاري في المدن الصناعية.

الأدوار المتعددة

وأكد أن «مدن» تعمل حاليا على بناء المصانع ذات الأدوار المتعددة في المدينة الصناعية الأولى بالدمام، مرجعا إنشاء المصانع متعددة الأدوار لمحدودية المساحات في المدينة الصناعية الأولى، موضحا أن «مدن» وقعت اتفاقية مع صندوق التنمية الصناعية على منتجين «أرض وقرض» و»مصنع جاهز وقرض» بالإضافة للعمل على طرح منتح «لوجستي و قرض».

وذكر أن «مدن» تتحرك للارتباط الكترونيا مع الصندوق الصناعي، بهدف التسريع في إجراءات التمويل، مضيفا أن «مدن» أبرمت اتفاقية مع صندوق التنمية الاجتماعية فيما يتعلق بمنتح «أسس»، بهدف مساعدة الصندوق على تقديم الدراسات في الفرص الاستثمارية لاختصار الزمن للحصول على التمويل، لافتا إلى أن عدد المتقدمين وصل إلى 230 مستثمرا، حيث يصل التمويل إلى 4 ملايين ريال.

تسريع التمويل

وأشار إلى أن «مدن» على استعداد للتفاهم مع صندوق التنمية الصناعية على تسريع مسارات التمويل للمستثمرات، لافتا إلى أن الإجراءات الطويلة معضلة قائمة، بيد أن الصندوق يحاول التأكد من جدوى الاستثمارات لضمان استرداد الأموال، مؤكدا أن الصندوق لا يمول المشاريع الخاسرة، مضيفا أن «مدن» اتفقت مع أحد البنوك الوطنية على التمويل الصناعي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة للاتفاق مع إحدى المؤسسات المالية لتمويل المستثمرين في القطاع الصناعي من خلال الشراكة المباشرة لإنشاء المصانع.

الاستفادة من الدراسات

وأشار السالم إلى أهمية الاستفادة من الخدمات والدراسات التي تقدمها الغرف التجارية لدعم المشاريع الناشئة والصغيرة، وكذلك حاضنات الأعمال وتجارب الآخرين قبل الانطلاق في أي مشروع، لافتا إلى أن المرأة السعودية لا ينقصها التأهيل ولا الإبداع، ولكنها تحتاج إلى الاستفادة من الفرص الكبيرة المتاحة، مشيرا إلى ضرورة التوجه للتخصص في أحد سلاسل الإنتاج كبديل عن الإنتاج الكامل للسلع، والذي قد يكون مكلفا للمستثمر خاصة عند بداية الإنتاج.

دمج المبدعات بالصناعة

وأفاد بأن المصانع التي تستورد تصاميم رسومات مثلا للسيراميك والمنتجات الجديدة، يمكنها الاستفادة من مصممات سعوديات مبدعات، يمكن إدخال إنتاجهن بكامله ضمن مصنع كبير أو على الأقل الاستفادة من تصاميمهن بما يخفض من تكاليف الإنتاج ويزيد التنافسية للمنتج الوطني، مشيرا في هذا المجال إلى أن إدخال بعض الحرف الإبداعية في الصناعة الوطنية يمكن أن يعزز ويرفع نسبة المحتوى الوطني إلى مستويات عليا، منوها إلى أن التدريب والتأهيل للسعوديات في مختلف نواحي الإبداع المرتبط بالصناعة والإنتاج أمر مهم جدا.