4 سيناريوهات تحدد مستقبل الإرهاب الحوثي
الثلاثاء - 25 أغسطس 2020
Tue - 25 Aug 2020
هل يستمر خطرها إلى الأبد، أم تحدث انفراجة ويتعايش الجميع في سلام في إطار يمن موحد؟
أسئلة كثيرة تشغل المنطقة عن الخطوات المستقبلية والسيناريوهات المحتملة في ظل الظروف المعقدة التي تحيط بحرب اليمن مع استمرار الإرهاب الحوثي، ومساعي الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، والمعطيات الجديدة التي تحدث على الأرض.
يضع مركز أبحاث راند بالتعاون مع مركز تشاتام هاوس 4 سيناريوهات محتملة للإرهاب الحوثي، تبدأ باستمرار الوضع السياسي والعسكري الراهن إلى حد كبير، أو خسارة عسكرية وسياسية للحوثيين واستبعادهم من السلطة، وربما الوصول إلى اتفاقية تقاسم السلطة، وانتهاء بانشقاق الحوثيين وظهور فصيل أقل تشددا يقبل باتفاقية سلام.
حركة أم حزب أم دولة؟
اتخذ وكلاء إيران كل مسار من هذه المسارات في مرحلة ما من تطورهم. ويبقى حزب الله المعيار الذهبي، بعد أن تطور من ميليشيات شيعية إلى أقوى ممثل سياسي في لبنان، وكذا وصلت قوات الحشد الشعبي العراقية إلى مرحلة حاسمة في تطورها.
ووفقا لمعهد المؤسسة الأمريكية فمع قيام قوات الحشد الشعبي الآن بالقضاء إلى حد كبير على داعش في العراق، أعلن بعض قادتها عزمهم على خوض الانتخابات البرلمانية. وقد يحدد نجاحهم الانتخابي والتشريعي المستقبلي مستقبلهم، وما إذا كان بإمكانهم ترجمة النصر العسكري إلى موقع مستدام في السياسة العراقية.
يمكن لخيارات الحوثيين خلال العام المقبل أن تقرر المسار الذي سيتبعونه في نهاية المطاف: هل يريدون أن يكونوا حركة أم حزبا أم دولة؟
لا تزال الأجنحة السياسية والعسكرية في ميليشيات الحوثي تعيش مرحلة ارتباك في ظل وضع متطرف، وتثبت الأجنحة التي تثبت صعودها حسابات إيران المستقبلية وعلاقتها مع الحوثيين.
لن يعتمد استثمار إيران على قدرات وكيلها المحتمل فحسب، بل أيضا على نوع العلاقة التي ترغب طهران في ترسيخها. هل تريد إيران أن تستثمر في شريك طويل الأمد، مثل حزب الله، والذي قد يؤدي إلى عائد مرتفع على الاستثمار ولكنه يحمل أيضا تكاليف كبيرة ومخاطر محتملة، أم تفضل علاقة أقل، مثلما فعلت مع بعض ميليشيات الحشد الشعبي التي تقدم مزايا قصيرة المدى بتكلفة قليلة نسبيا؟
نموذج نصرالله
يذكر مركز راند أن حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله الإرهابي، قام بتوجيه الرأي الشعبي وتعزيز السلطة في لبنان، وأكد أن هذا الهدف نفسه هو ما يراود الحوثيين في اليمن، حيث يريدون أن يسيروا على المنوال نفسه، ويتمنون أن تساهم حركة الحوثي بصنعها من عبدالملك الحوثي زعيما آخر، في دفع إيران لتقديم دعمها المالي وخبرتها للمساعدة في تشكيل عملية سياسية أكثر تعقيدا.
في المقابل، يمكن أن تؤدي الخسائر الاستراتيجية للحوثيين إلى انخفاض الدعم الإيراني. إذا تعرض الحوثيون للضرب عسكريا وسياسيا فقد ترى إيران قيمة أقل في وكيلها المحتمل. وإذا استولى الحوثيون على صعدة فلن يستطيعوا مواجهة اليقظة السعودية والضربات المتتالية للتحالف، وبالتالي فإن تكلفة إعادة الإمداد ستزداد، مما يجعل الفائدة الصافية للدعم أقل جاذبية لإيران.
مستقبل العلاقات بين الحوثيين وإيران ليس محددا، وسيعتمد مسارها على كيفية تطور الظروف على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة. وتشير هذه الافتراضات إلى أربعة سيناريوهات رئيسة بحسب مركز أبحاث راند ومركز تشاتام هاوس.
وتختلف احتمالات هذه السيناريوهات، لكن كلا منها يشير إلى آثار مهمة على العلاقات طويلة المدى بين الحوثيين وإيران.
01 استمرار الجمود العسكري والسياسي
يشمل هذا السيناريو بشكل أساسي مجموعة متنوعة من المواقف التي يستمر فيها القتال دون تحقيق مكاسب عسكرية كبيرة من الجانبين، والتي تحول مجرى الحرب بشكل ملموس.
واستمرارا للوضع الراهن سيظل الدعم الإيراني للحوثيين مشابها لعلاقة «التدريب والتجهيز» التي تقدمها إيران حاليا للحوثيين، والتي تعكس إلى حد كبير العلاقات التي أقامتها إيران مع مختلف الميليشيات الشيعية في العراق.
ستزيد إيران من جهودها لتزويد الحوثيين بأسلحة يمكن أن تهدد الدول المجاورة، وهذا الإعداد مفيد للحوثيين، فهم يتلقون أسلحة متطورة نسبيا وأشكال دعم أخرى تعزز القدرة العسكرية للميليشيات الإرهابية.
وبالنظر إلى هذه المصالح المتداخلة والمنافع المتبادلة من العلاقة الحالية، من المرجح أن تظل طبيعة العلاقة بين الحوثيين وإيران مستقرة على المدى القريب طالما استمر الوضع الراهن، لكن هذا الجمود العسكري لن يستمر إلى ما لا نهاية.
02 توقيع اتفاقية واستغلال الوضع
في هذا السيناريو يستمر القتال على طول الخطوط الأمامية الحالية للصراع، وينجح الحوثيون في الحفاظ على الحديدة وصنعاء. ورغم القوات البحرية السعودية المنتشرة حول الحديدة، لكنهم قد يحافظون على خطوط الاتصال والإمداد مع إيران من خلال شبكات التهريب البري، مما يسمح لهم بمواصلة حملتهم.
يستمر الحوثيون في هذا السيناريو في الوجود كمجموعة مسلحة، ولكنهم يديرون أيضا منظمة سياسية موازية، ويحاولون استغلال الموقف كما فعل حزب الله بعد الحرب الأهلية في لبنان. وسيؤدي هذا السيناريو إلى:
- بقائهم كمجموعة مسلحة يمكنها أن تهدد بشكل موثوق أحد الخصوم الرئيسيين لإيران.
- جعلهم فاعلا سياسيا قويا مع نفوذ متزايد في السياسة الداخلية والخارجية.
يمثل هذا السيناريو المسار المثالي لإيران والحوثيين الذين يتطورون من وكيل إلى شريك. وستوفر هذه الاستثمارات في نهاية المطاف لإيران شريكا ثانيا لتوسيع نفوذها في جميع أنحاء المنطقة، ولتعزيز «حزب الله 2» في اليمن. ومن شبه المؤكد أن إيران ستزيد دعمها العسكري للحوثيين.
وعلى المدى الطويل قد يكون هذا السيناريو هو الأكثر خطورة على الأمن الإقليمي والمصالح الأمريكية. إن تطوير الحوثيين إلى شريك حقيقي يشبه حزب الله من شأنه أن يوسع بشكل كبير من نطاق الوصول الاستراتيجي لإيران في جميع أنحاء المنطقة.
03 تراجع الحوثيين واستبعادهم سياسيا
على النقيض من السيناريو 2 ، الذي يفترض بقاء الحوثيين، فإن هذا السيناريو يفترض مستقبلا أشبه بالوضع الراهن. يؤدي الانشقاق المتزايد للوحدات العسكرية في المؤتمر الشعبي العام إلى تدهور كبير في القوة الحوثية القتالية، بينما يبدأ التصعيد في الحملة الجوية للتحالف العربي بإزاحة وحدات الخطوط الأمامية، في الوقت نفسه تساهم العمليات الحالية في قطع الدعم الإيراني عن الحديدة، مصدر الحوثيين الرئيسي للحصول على السلاح والمعدات، مما يحد من قدرتهم على مواصلة حملتهم بعد أن يتكبدوا خسائر إقليمية كبيرة، بما في ذلك الحديدة وصنعاء، مع انسحاب قواتهم إلى صعدة لتعزيز موقعهم العسكري.
في هذا السيناريو ستزداد مطالبة الحوثيين بالدعم الإيراني، وسيحتاجون إلى موارد إضافية إذا كانوا يأملون في استعادة الأراضي المفقودة، أو ببساطة، الاحتفاظ بقدرة رادعة ضد الجيش اليمني.
ونظرا لقربهم من الحدود السعودية يمكن للحوثيين، حتى في وضع ضعيف استراتيجيا، أن يكونوا قيمين بالنسبة لإيران، بحسب مركز أبحاث راند.
04 يفقد الحوثيون الأراضي ويضمنون اتفاقية محدودة
في هذا السيناريو يخسر الحوثيون سلسلة من المعارك على طول خطوطهم الأمامية، مما يضعهم على الطريق نحو تراجع عسكري نهائي إلى صعدة. ويؤدي الحصار الفعال للحديدة إلى جانب حملة القصف المستمر حول صنعاء، إلى ضعف الحوثيين في نهاية المطاف بما يكفي للسماح للجيش اليمني بالبدء في دحر خطوطهم الأمامية.
وبحسب مركز التهديدات الحرجة فإن حركة الحوثي تقف على مفترق طرق.