مشعل أباالودع

بطاقة تعريفية يرغب فيها كل عربي حالم

الثلاثاء - 25 أغسطس 2020

Tue - 25 Aug 2020



هم هنا.. هم الحالمون في وطننا العربي على مشارف المستقبل، والمنتظرون بشرف وكرامة، وهم المتفائلون بغد أفضل، والواثقون في نهاية هذا الوباء بسرعة آملين مغادرته بأقل الأضرار والخسائر.

غدا سيغادر هذا الوباء لا محالة، و ستشرق شمس أيامنا من جديد، و سيحل الربيع لينير القلوب التي هلكتها الظروف، وما حصل سيضاف إلى التاريخ كحدث درس لن ينسى.

أتت كورونا محملة بالفرص الذهبية والدروس الاستثنائية، اغتنمها العامة من الناس و اعتبروها مرحلة انتقالية في حياتهم وتجربة لن يكررها الزمن. من الناس من اعتبرها فرصة لترتاح الأرض من الإنسان الذي عاث فيها فسادا، وأقر بأنها فرصة كذلك لتستجمع عناصر الطبيعة قواها من جديد. وآخرون جلسوا وأسرهم ينهلون من بساطة الحياة ما تيسر لهم.

في الضفة الأخرى وعلى مقربة من الفئة الغالبة من الناس، يوجد الحالمون، هؤلاء الذين ينتظرون أن يزلل هذا الوباء قناعات الشعوب العربية، وينتظرون إزهار الأمل والحياة في أرباع الأرض، وطلوع فجر يمحو آثار الظلام. ينتظرون أن يعبئ الحب الأرجاء ويزرع الطمأنينة في نفس كل عربي.

الحالمون يثقون في أن الحروب ستنتهي، وستزغرد ساعتها الإنسانية العربية لولادة جديدة، وسيشطب على دماء الشهداء وستقف شعوب هذه الأوطان وقفة إجلال واحترام للمجهودات التي أخرجتها من رحم المعانات.

الحالمون يؤمنون باندثار الشر وحلول الخير، وبتجلي الإنسانية بين بني البشر. يؤمنون بدمار العنصرية والتمييز وتعويضهما بدمقرطة الفرص بين الأعراق و الأجناس.

الحالمون يحلمون بغد زينته الإبداع و الفن وحرية التعبير. يحلمون بنهاية الخوفقراطية وإحكام الشعوب وترويضها بالترهيب والعنف.

الحالمون يرغبون في بناء بيوت من أحجار القناعة و السخاء والعطاء اللا مشروط، لخلق عالم عربي يقف كالبنيان المرصوص و يواجه العواصف في أيام الكبد والكربة.

الحالمون يقرون بضرورة تجاوز التاريخ، وطمر الخصامات والجلوس على طاولة الاندماج ودمج الطاقات العربية من أجل تحقيق الأهداف المشتركة بين كل الشعوب.

و في الختام، الحالمون في الحقيقة يريدون غدا نغرد فيه بكل فخر واعتزاز: يكفي أن أقول أنا عربي.