وتلك الأيام
الأربعاء - 06 يوليو 2016
Wed - 06 Jul 2016
اليوم يودع المسلمون شهر رمضان المبارك بعد صيام وعبادة وتبتل إلى الله طلبا لعفوه ومرضاته ورجاء مزيد من الحسنات ومحو السيئات، الصيام فترة قصيرة لكنها مهمة في سياقها الديني والاجتماعي، تتغير النفوس فيها وتكون إلى الله أقرب، فالصوم ليس لجاما عن الطعام والشراب فحسب، ولكنه سلوك وتهذيب للطبائع وتغليب لعمل الخير والبعد عن نوازع الشر وكبح للشهوات والنفس الأمارة بالسوء، يكفي أن تشعر خلال شهر رمضان أن كل من حولك ومن تتعامل معه محكوم بآداب الصوم العامة وبالكلمة المأثورة: «إني صائم» لمن قد يجد من يحتاج أن يذكره بحق الصيام وواجباته، ويكون فيه سلام مع النفس وسلام مع الناس.
ينتهي الشهر المبارك وتبدأ أيام الانطلاق من قيد الصوم إلى استئناف النشاط من جديد، ويسبق ذلك فاصل مهم هو العيد وأيامه حيث يعيشه الصغار والكبار، أيام التواصل والبشرى والتسامح، وتبقى أيام العيد وإن كانت قليلة إلا أنها مهمة في حياتهم يجعلونها مساحة خضراء للانطلاق والفرح، لحظات ينسى فيها المتعبون تعبهم، وينسى المشغولون فيها مشاغلهم، توصل فيها الأرحام ويعفو الأخصام كأن الحياة بكل أغراضها ومشكلاتها وعلاقاتها تبدأ من جديد، وهي مرحلة بين قيد الصوم بكل معانيه ورغائبه وبين مناشط الناس التي يعودون إليها، يذهبون إلى واحة من الهدوء والراحة ترسم الفرحة على وجوه العابرين إلى الجسر الممتد أمامهم في مسيرة عام قادم يرجون فيه أن يكون خيره أكثر من شره، بل يرجون أن يكون خيرا كله لا تنغصه الأزمات ولا الحروب وما تكلفه من الخوف والمراهنة على المجهول الذي لا تنتهي حدوده، تحدوهم الآمال وتدفعهم إلى ما هو أفضل من الحرية والعيش الكريم والاستقرار.
الواقع أن كل الأمم لها أعياد تحرص عليها ومناسبات مهمة تصنع البشر في نفوسهم وتحررهم ولو إلى حين من الرتابة والملل، الأعياد تأتي بمضامين دينية وأحيانا بمفاهيم اجتماعية أو تقاليد موروثة، تتابعت عليها أجيال وصنعتها حقب من الاستمرار الذي لا ينقطع، ويكون في ذاكرة الشعوب أعمال لها قيمتها المعنوية التي ترتبط بالذاكرة الجمعية، والأعياد أكثر انتشارا في العالم الحديث مثل عيد الاستقلال والعيد الوطني وعيد الانتصار وغيرها من المناسبات التي يسمونها أعيادا لكن يبقى عيد رمضان مختلفا عن كل عيد مارسه الناس.
وفي العالم العربي يريد الناس أن ينسوا ولو في أيام معدودات لغة الحرب ولغة القتل وأناشيد الكراهية والبغضاء التي تمطر سماؤهم فيها الكثير من الأحزان، وأن يهربوا إلى داخلهم ويستثيروا ما بقي في نفوسهم من حب للحياة والناس، وما يجددونه ويتذكرون فيه لحظات من السعادة المكنونة في طبائعهم بدل المآسي والتهديد بالحرب ولغة الشتائم والتفجير والقتل العشوائي وبطولات المقاتلين في غير شرف القتال والهاربين من الأوطان، يريد الناس أن يوجد في حياتهم شيء مختلف ولو لبعض الوقت وإن كانوا لا يطمعون بالشيء الكثير في زمنهم الكئيب وأقدارهم القاسية وما يصنعه أشقياؤهم، الهروب من الواقع المضطرب لا بد منه، والبحث عن خيار البهجة ولو لساعات أو أيام أمر في غاية الأهمية حتى لو لم يكن في أيامهم عيد لوجب أن يبحثوا عنه ويصنعونه بأنفسهم، عاد عيدكم وعدتم على عيد الأمن والاطمئنان والسلام وكل عام وأنتم بخير.
[email protected]
ينتهي الشهر المبارك وتبدأ أيام الانطلاق من قيد الصوم إلى استئناف النشاط من جديد، ويسبق ذلك فاصل مهم هو العيد وأيامه حيث يعيشه الصغار والكبار، أيام التواصل والبشرى والتسامح، وتبقى أيام العيد وإن كانت قليلة إلا أنها مهمة في حياتهم يجعلونها مساحة خضراء للانطلاق والفرح، لحظات ينسى فيها المتعبون تعبهم، وينسى المشغولون فيها مشاغلهم، توصل فيها الأرحام ويعفو الأخصام كأن الحياة بكل أغراضها ومشكلاتها وعلاقاتها تبدأ من جديد، وهي مرحلة بين قيد الصوم بكل معانيه ورغائبه وبين مناشط الناس التي يعودون إليها، يذهبون إلى واحة من الهدوء والراحة ترسم الفرحة على وجوه العابرين إلى الجسر الممتد أمامهم في مسيرة عام قادم يرجون فيه أن يكون خيره أكثر من شره، بل يرجون أن يكون خيرا كله لا تنغصه الأزمات ولا الحروب وما تكلفه من الخوف والمراهنة على المجهول الذي لا تنتهي حدوده، تحدوهم الآمال وتدفعهم إلى ما هو أفضل من الحرية والعيش الكريم والاستقرار.
الواقع أن كل الأمم لها أعياد تحرص عليها ومناسبات مهمة تصنع البشر في نفوسهم وتحررهم ولو إلى حين من الرتابة والملل، الأعياد تأتي بمضامين دينية وأحيانا بمفاهيم اجتماعية أو تقاليد موروثة، تتابعت عليها أجيال وصنعتها حقب من الاستمرار الذي لا ينقطع، ويكون في ذاكرة الشعوب أعمال لها قيمتها المعنوية التي ترتبط بالذاكرة الجمعية، والأعياد أكثر انتشارا في العالم الحديث مثل عيد الاستقلال والعيد الوطني وعيد الانتصار وغيرها من المناسبات التي يسمونها أعيادا لكن يبقى عيد رمضان مختلفا عن كل عيد مارسه الناس.
وفي العالم العربي يريد الناس أن ينسوا ولو في أيام معدودات لغة الحرب ولغة القتل وأناشيد الكراهية والبغضاء التي تمطر سماؤهم فيها الكثير من الأحزان، وأن يهربوا إلى داخلهم ويستثيروا ما بقي في نفوسهم من حب للحياة والناس، وما يجددونه ويتذكرون فيه لحظات من السعادة المكنونة في طبائعهم بدل المآسي والتهديد بالحرب ولغة الشتائم والتفجير والقتل العشوائي وبطولات المقاتلين في غير شرف القتال والهاربين من الأوطان، يريد الناس أن يوجد في حياتهم شيء مختلف ولو لبعض الوقت وإن كانوا لا يطمعون بالشيء الكثير في زمنهم الكئيب وأقدارهم القاسية وما يصنعه أشقياؤهم، الهروب من الواقع المضطرب لا بد منه، والبحث عن خيار البهجة ولو لساعات أو أيام أمر في غاية الأهمية حتى لو لم يكن في أيامهم عيد لوجب أن يبحثوا عنه ويصنعونه بأنفسهم، عاد عيدكم وعدتم على عيد الأمن والاطمئنان والسلام وكل عام وأنتم بخير.
[email protected]