آلاء لبني

التكنولوجيا الأمريكية الصينية

الأحد - 16 أغسطس 2020

Sun - 16 Aug 2020

في عالم التكنولوجيا لكل معلومة دور في تكوين البيانات الضخمة وقيمة لكافة المجالات: السياسية، التجارية، التسويق والوصول السهل للعملاء، التجسس، الذكاء الاصطناعي وغيره.

موقعك وسلوكك وميولك والمواضيع التي تهتم بها كلها تتحول لقيمة ومعلومات، كخرائط قوقل ترسم لك خريطة لتنقلك والأماكن التي زرتها خلال السنوات الأخيرة وترسلها عبر الإيميل دون أن تتكلف عناء طلبها!

ماذا عن الأجهزة الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي والبيانات العملاقة التي توفرها؟

لقد ازداد الاهتمام بقوة البيانات في أمريكا، وتحديدا بعد قضايا تسريب بيانات المستخدمين في الفيس بوك، وتداول موضوع التأثير على الانتخابات الأمريكية التي فاز بها ترمب من خلال البيانات فقط!

لضرب مثال صغير لأهمية البيانات قم بزيارة خدمة (كقوقل تريندز) المجانية التي تعتمد على الموقع الجغرافي وتساعد في توفير بيانات متاحة عبر القارات، تفيد التسويق الرقمي ومواضيع أخرى تسهم في التخطيط، وتستطيع إجراء المقارنات وتحليل نقاط الذروة، واكتشاف ومتابعة اتجاهات المستخدمين، واهتمام الجمهور بموضوع معين في مكان ما عبر الرسوم البيانية وتصنيف النتائج خلال الساعة، الشهر، السنة.

كل هذا عبر خدمة مجانية تتاح للأفراد! فكيف بالخدمات الأخرى؟

أمريكا تمتلك البيانات على مستوى العالم، مع هذا لديها العديد من المخاوف المتعلقة بالتكنولوجيا. يرى بعض الخبراء أن هناك نقصا وضعفا في تأطير قانوني للتكنولوجيا والمصلحة العامة، وأن التطورات في عالمها لم تواكب بتطور وسرعة التغير في ضبط المسؤولية القانونية، مما يلزم سن قوانين جديدة تفرض الالتزامات، وتتم المراجعة والملاءمة الدورية لفعاليتها.

الكونجرس الأمريكي مهتم بالشركات التقنية الكبرى المسيطرة، وقبل مدة وجيزة قاموا بتوجيه العديد من الأسئلة المتعلقة بالاحتكار والتجاوزات للرؤساء التنفيذيين لقوقل، أبل، فيس بوك، أمازون.

المثير ـ عزيزي القارئ ـ الأسئلة المطروحة وليس الإجابات، مثلا الأسئلة الموجهة لقوقل بسرقة المحتوى! وقضايا التحكم في ظهور شركات معينة وقطاعات في محركات البحث!

مساءلة فيس بوك عن سياسة الاستحواذ على الشركات المنافسة وتوفير ذات المميزات لدى المنافسين، كالانستقرام وسناب شات.

سئلت أمازون عن استخدامها بيانات البائعين لتنافسهم بها، البيانات التي تمتلكها عبر المنصة وكيف تأخذ هذه المعلومات وتصنع منتجات منافسة لهم! وعن شراء الشركات الأصغر المنافسة!

سئلت شركة أبل عن الأسلوب الاحتكاري الذي تمارسه على المطورين وأخذ عمولة عالية منهم في حال الاشتراكات شهرية، واستخدامها للبيانات، ورغبتها بالاستحواذ على التطبيقات الناجحة، أو تعمل تطبيقات منافسة لهم كما فعلت في تطبيق الأبوية للحماية!

ماذا عن مخاوف أمريكا من التكنولوجيا الصينية؟ توتر العلاقات بين البلدين وتوجس أمريكا خيفة من كل ما يتعلق بالصين من قريب أو بعيد كموضوع هواوي.

المخاوف الأمريكية من كل ما له علاقة بالصين متنامية، ولا أدل على ذلك من التشكيك في انتماء شركة زووم، وذلك أن مؤسسها صيني أمريكي يمتلك 22% منها، بسبب كورونا ومنصة الاجتماعات تضاعفت القيمة السوقية للشركة فارتفع عدد المستخدمين فيها من 10 ملايين إلى 200 مليون في أبريل 2020، ولكن بذات الوقت واجهت العديد من مشاكل الاختراقات والثغرات الأمنية وتسريب المعلومات، الأمر الذي وعدت زووم أنها ستؤمنه، فطالتها اتهامات أنها ذراع الحزب الشيوعي بالصين، بل وصفتها دراسة بأنها شركة أمريكية لكن بقلب صيني! وتقارير صحفية تؤكد أن هناك تقارير استخباراتية للأمن الداخلي تؤكد أن العاملين الصينيين يمكن أن يعملوا تحت توجيه الحزب الشيوعي!

علما بأن الفيس بوك دخل مضمار المنافسة معها وأعلن أنه سيتاح خلال الفترة القادمة مكالمات الفيديو لخمسين شخصا بجميع تطبيقات الشركة كالانستقرام والواتس.

ومن المخاوف التصريحات الأخيرة لترمب حول تطبيق تيك توك الذي ذاع صيته خاصة في البدء بين المراهقين للرقص والضحك والغناء! عده خطرا على الأمن القومي، لأن التطبيق مملوك لشركة صينية وممكن استخدامه للتجسس، وهو قادر كغيره من التطبيقات أن ينفذ لبيانات وأجهزة المستخدمين! وتحديد 15 سبتمبر موعدا نهائيا ليجد تيك توك مشتريا أمريكيا، وفي حال فشل ذلك سيحظر التطبيق بأمريكا.

التطبيق ينافس الشركات الأمريكية التي تسيطر على شبكات التواصل الاجتماعي بمليار مشترك، منهم 100 مليون بأمريكا، وعلق ترمب أن أي صفقة بيع يجب أن توفر مبلغا ماليا يخصص للخزانة الأمريكية!

أما الصين فقد أبدت معارضتها لحظر التطبيق، متهمة الولايات المتحدة بتسييس القضايا الاقتصادية، وأن تتوقف عن استخدام الأمن القومي دون أي دليل لتبرير السياسات التمييزية.

ختاما: يجب أن نسعى لامتلاك قوة المعلومات لنخطط بصورة شاملة ودقيقة.

أما آن الأوان أن تقلل الجهات الحكومية ضخ إنفاق الأموال في شبكات التواصل الاجتماعي لتحسين صورتها وسمعتها عبر الإعلانات المروجة واستعانتها بمشاهير التواصل الاجتماعي؟ ولعل نزاع ترمب مع تويتر وتهديده بإغلاقها ناقوس تذكيري لتوجيه الإمكانات بدلا من ذلك والتركيز والعمل على تطوير الخدمات الالكترونية وتحسين مستوى الأداء الذي سينعكس فورا على صورتها.

AlaLabani_1@