مانع اليامي

محاولة لفهم مبادرة أمير نجران

الخميس - 13 أغسطس 2020

Thu - 13 Aug 2020

المبادرة تتمثل بشكل عام في مشروع تطوير وادي نجران واسترجاع معالمه. حول هذا المشروع قلت في مقال سابق ما أوجزه هنا كتوطئة لفهم مبادرة الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة نجران «في مراجع علم النفس البيئي وأيضا علم الاجتماع البيئي الشيء الكثير لمن أراد قراءة الأفكار المتصلة بالهوية المكانية ومدى تأثير البيئة في تكوين شخصية الإنسان. وفي العموم مصطلح الهوية المكانية place identity يتصل بمعنى الأماكن وقيمتها وما تعنيه لقاطنيها.

والذي لاريب فيه هو أن هناك أماكن فرضت مكانتها التاريخية أو الجغرافية، ولربما كلتا الحالتين كبير الحضور في بناء شخصية المنطقة أو المدينة. ووادي نجران بصراحة علامة بارزة تعمق مفهوم هوية المكان.

والثابت في السياق أن للإنسان النجراني عبر العصور علاقة وجدانية بالوادي المبارك المميز بعمقه الحضاري وذاكرته التاريخية، ومن هنا تأتي الأهمية ومن الطبيعي أن يتصاعد اهتمام الإنسان بمحددات الهوية المكانية والاعتزاز بكل معلم يشكلها».

وكما قلت سابقا في هذا المكان، الراصد لن يتعب في تحديد تفاصيل العلاقة التي تربط الناس بهذا المعلم البارز. وهذا الارتباط الوجداني بامتياز يفرض ضرورة تكاتف الجهود لحماية الوادي من أي عبث يجر الضرر ويتطاول على المنفعة العامة.

الشاهد أن الإهمال الذي طال وادي نجران فيما مضى ولد مبادرة التطوير والحماية على يد أمير المنطقة وبمباركة المجتمع هذه الأيام.

وقد أخذت المبادرة مكانها وتحركت أدواتها التنفيذية وأصبح الوادي في أحسن حالاته وتوسعت سعادة سكان المنطقة عامة، وحضر الوادي الذي أطلق عليه اسم الوادي الكريم بكامل أناقته في مواقع التواصل الاجتماعي يرافقه حديث كثير، غالبه يعكس البهجة ويشجع على شد الرحال إلى وادي نجران. والحديث هنا يطول.

في الختام يمكن قراءة مبادرة الأمير جلوي في الإطار التنموي وتجويد الحياة إلى ذلك الحفاظ على هوية المكان. أيضا يمكن قراءتها من باب إنصاف الجغرافيا والتاريخ، وفي الإطار الأمني لن تخطئ القراءة انعكاسات المبادرة إيجابا على سلامة الناس والممتلكات. هكذا هي المبادرات العادلة الموزونة على تحقيق الصالح العام، وهذا فعلها الذي لا بد له إلا أن يكون حميدا مجيدا. للإنصاف مبادرة الأمير جلوي صنعت الفرق وستبقى في ذاكرة الإنسان والمكان معززة مكرمة. انتهي هنا، وبكم يتجدد اللقاء.