لماذا إرهاب رمضان؟

الأربعاء - 06 يوليو 2016

Wed - 06 Jul 2016

حدد الخبير في الجماعات الإرهابية أحمد الموكلي أربعة أسباب تقف خلف استهداف تنظيم داعش الإرهابي لصغار السن في تنفيذ عملياتها الانتحارية، على الرغم من عدم اعتراف التنظيم الوحشي بالإنسان عموما والأطفال خصوصا في قواميسه.

وقال الموكلي لـ»مكة» إن الفئة المراهقة تعد الفئة الذهبية للتجنيد لدى التنظيم الوحشي، لكون أعمارهم الصغيرة تجعل من السهولة التلاعب بمشاعرهم، وإدارة سلوكهم من خلال بعض أدوات الإقناع المتنوعة، لتصبح قيمتهم بالنسبة لهذه الجماعات لا تتجاوز قيمة الحزام أو القنبلة المتفجرة التي ينفذون بها عملياتهم لمصلحة هذه التنظيمات.

وأشار إلى أن تنظيمات الدمار انتهجت أسلوب صناعة القائد لتجنيد المراهقين الصغار، وذلك نظرا لعدم ثقتها في بعض العناصر الكبيرة في السن، إذ تستطيع الفئة الأخيرة كشف زيف ادعاءات التنظيم في أي لحظة ما دفعها لتجنيد الصغار.

جانبان لحماية الصغار

وحول الوسائل المثلى لحماية صغار السن من براثن التطرف، أوضح الموكلي أن حماية صغار السن لها جانبان، فكري وأمني، وأن حمايتهم من الناحية الفكرية لن تأتي إلا من خلال مواجهة الفكر بالفكر، ونشر منهج الاعتدال، ونبذ التطرف، وأن هذا الأمر بحاجة إلى تكاتف الجميع والوقوف جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة ذات العلاقة.

وقال إنه من ناحية حمايتهم الأمنية فإن جهات الاختصاص تؤدي الدور المطلوب منها ولن تتوانى في الضرب بيد من حديد لكل من يحاول زعزعة الأمن، إلا أن العمل الأمني وحده لا يكفي فنحن بحاجة إلى اقتلاع هذا الفكر من جذوره.

3 أسباب لعمليات رمضان

وحول أسباب تنفيذ عمليات إرهابية في أواخر رمضان، لفت أن تنظيم داعش وقبله القاعدة كانوا يركزون على مكان وزمان العملية خصوصا الزمان، فمن جهة يربطونها بانتصارات المسلمين التاريخية في رمضان مثل غزوة بدر الكبرى وفتح مكة ومعركة حطين، إذ يعتقد الإرهابيون أنهم هم المجاهدون الحق وامتداد لأولئك الأبطال.

وأضاف أن استغلال تنفيذ عمليات في رمضان له جوانب تكتيكية لدى التنظيم الوحشي، إذ قدرت التنظيمات ثلاثة أسباب لاستغلال رمضان في تنفيذ عملياتها منها اعتقادهم بانشغال القوات الأمنية بخدمة المعتمرين وزوار المملكة، وظنهم بأن الجهات الأمنية تستبعد أي عمل جبان، إضافة إلى الزحام الشديد الذي يسهل حركتهم وتنقلهم بين هذه الحشود دون لفت انتباه الجهات الأمنية لهم.

نوعان لأنشطة داعش

وأوضح الموكلي أن نشاط تنظيم داعش ينقسم إلى قسمين، نشاط نوعي ونشاط رمزي، إذ يتضمن النشاط النوعي وينفذه عادة قادة التنظيم من الصف الثاني والثالث ويتم التحضير لهذا النوع من العمليات من قبل قيادات التنظيم في سوريا ويمكن أن يتم توفير المواد الخاصة بالعملية من الخارج أيضا، فيما هناك عمليات القصد منها الحضور الإعلامي وهذا النوع من العمليات ينفذه مجندو التنظيم الجدد، خصوصا المبتدئين منهم والمتحمسين حيث تكون أهدافهم في الغالب أقاربهم أو أهدافا صغيرة.

وقال إن الهدف من العمليات الرمزية الإيحاء بأن هناك تنظيما لـ«داعش» داخل السعودية، وهذا التنظيم متماسك وقوي، وأنه قادر على الاستمرار في عملياته، كما أن لديه الإمكانيات على زعزعة الأمن وإحداث الفوضى.