ريفي: حزب الله قاد لبنان للخراب

نريد الانطلاق بسلطة وطنية دون الانبطاح للمشروع الإيراني رفض نصرالله وأعوانه التحقيق الدولي دليل على تورطهم الميليشيات الإرهابية وراء إسالة دماء اللبنانيين بالشوارع التيار العوني يلفظ أنفاسه ولا بوادر لوجود مشروع تركي الحزب الموالي لإيران صار عبئا على الشيعة قبل لبنان المشنوق باع القضية وبات جزءا من أبواق الإرهاب
نريد الانطلاق بسلطة وطنية دون الانبطاح للمشروع الإيراني رفض نصرالله وأعوانه التحقيق الدولي دليل على تورطهم الميليشيات الإرهابية وراء إسالة دماء اللبنانيين بالشوارع التيار العوني يلفظ أنفاسه ولا بوادر لوجود مشروع تركي الحزب الموالي لإيران صار عبئا على الشيعة قبل لبنان المشنوق باع القضية وبات جزءا من أبواق الإرهاب

الأربعاء - 12 أغسطس 2020

Wed - 12 Aug 2020

أكد وزير العدل اللبناني السابق اللواء أشرف ريفي أن مطالب المحتجين بإسقاط الطبقة السياسية برمتها، وعدم الاكتفاء باستقالة الحكومة «مطالب مشروعة»، في ظل فداحة الدمار والخسائر التي خلفها انفجار مرفأ بيروت.

وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية «نحن مع إسقاط كل الطبقة السياسية وإعادة تشكيل السلطة من جديد، وندعو لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة».

ويطالب بعض المحتجين في لبنان باستقالة الرئيس العماد ميشال عون، ومجلس النواب برئاسة نبيه بري، إلى جانب إقالة كبار مسؤولي الدولة الذين يرون أنهم مسؤولون عن وقوع الكارثة.

ولا ينكر ريفي، السياسي السني البارز أن «هدف أغلب خصوم حزب الله هو إنهاء السلطة الحالية، كونها محسوبة على الحزب، وإعادة تشكيلها من جديد»، وأرجع هذا إلى أن السلطة الحالية «قادت لبنان للخراب والانهيار الاقتصادي، وأخيرا تسببت في إسالة دماء اللبنانيين بالشوارع».

لا لأنصاف الحلول

وأضاف «الناس لن يقبلوا بأنصاف الحلول ... الحكومة سقطت، والآن مطلوب تقصير مدة ولاية مجلس النواب وتقصير ولاية رئيس الجمهورية، ومن ثم الانطلاق مجددا بسلطة لبنانية وطنية غير منبطحة للمشروع الإيراني ولا لحزب الله».

ويعارض ريفي الأطروحات التي تذهب إلى أنه لو تم إجراء انتخابات مبكرة فلربما يحصل كل من حزب الله وحلفائه، وفي مقدمتهم التيار الوطني الحر، على نفس الأغلبية التي يتمتعون بها حاليا، ولفت إلى أن «المزاج اللبناني تغير عند كل الطوائف ... وحتى الإخوة الشيعة الذين كانوا ينظرون لحزب الله على أنه صاحب مشروع عزة وكرامة ودفاع عن البلاد، أعتقد أنهم ينظرون له اليوم كعبء ثقيل».

تخريب وإرباك

وأضاف ريفي «لقد صار الحزب عبئا ثقيلا عليهم قبل أن يكون عبئا ثقيلا ومربكا للدولة اللبنانية ومخربا لعلاقاتها مع محيطها العربي وعلاقاتها الدولية، فالبعض من الأخوة الشيعة لم يعد يستطيع السفر أو العمل بدول معينة لارتباطه بالحزب المكبل بالعقوبات الدولية، أما التيار الوطني الحر فهو الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة وهناك تراجع كبير بشعبيته وعدد منتسبيه جراء تمثيله للغطاء المسيحي للمشروع الإيراني الذي دمر لبنان».

واستطرد «بالطبع نتوقع تراجعا بنتائج التيار، أما حزب الله فله وضعية خاصة، وأتصور أن انعكاس حالة الامتعاض على نتائجه قد يحتاج فترة زمنية».

وفي هذا الإطار أعرب الوزير السابق عن تمنياته بأن تتكلل بالنجاح جهود رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في إقناع كتلة نيابية بارزة بضرورة العمل المشترك من أجل الوصول إلى انتخابات نيابية مبكرة.

مخاوف داخلية

ويرى مراقبون للشأن اللبناني أن خصوما لحزب الله، ومن بينهم جعجع، يهدفون من الأساس لتغيير تشكيل البرلمان الحالي، والذي يحتل حزب الله وحلفاؤه السياسيون وفي مقدمتهم التيار الوطني الحر ونواب مستقلون موالون له على ما يقرب من 70 من مقاعده البالغ عددها 128 منذ الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2018 إلا أن علاقة الصداقة التي تربط قيادات كتل وازنة كتيار المستقبل اللبناني بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع رئيس البرلمان نبيه بري قد تعوق التوجه لحل البرلمان، فضلا عن التخوف الداخلي والخارجي من الذهاب للفراغ إذا ما تم حل البرلمان في الوقت الراهن.

مجرد تهويل

وفي رده على تصريح نائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي بأن «إسقاط الرئيس عون يعني إما حروبا أهلية أو تمترسا مناطقيا»، قال ريفي «ثورة 17 أكتوبر التي ننتمي لها تنادي بالعمل الديمقراطي السلمي ... فمن أين جاؤوا بالحديث عن حرب أهلية. وبالنهاية السلاح مع الفريق المقابل لا مع فريق الثورة».

وأضاف «الحرب الأهلية تتطلب وجود سلاح عند فريقين متقابلين، وثورة 17 أكتوبر هي ثورة سلمية حضارية تلتزم بالقانون والدستور، وهذا الحديث (الصادر عن نائب رئيس البرلمان) مجرد تهويل لقطع الطريق على خطوة جدية تقوم بها الثورة في محاولة لوضع حد لحالة الانهيار الذي يستنزف لبنان بكل مقوماته».

الموت الجماعي

وعلى الرغم من إقراره بأن لبنان قد يواجه بعض الصعوبات، قلل ريفي من الحديث حول أن لبنان يتجه لنفق مظلم بعد استقالة حكومة رئيس الوزراء حسان دياب، خاصة في ظل وجود توقعات بطول أمد الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة الجديدة جراء صعوبة وجود من يقبل بالمهمة الشائكة في ظل استمرار الغضب الشعبي.

وأوضح ريفي «لا يوجد ظلام أو سواد أكثر مما يعيشه اللبنانيون في ظل السلطة الحالية، لقد استبيحت دماؤهم وأمنهم. ومنذ شهور يعانون ضائقة مالية حادة وانعداما لفرص العمل فضلا عن عدم توافر الكهرباء وسلال الغذاء. لقد كنا أمام أحد خيارين، إما الهجرة الجماعية أو الموت الجماعي، وبالتالي فإن أي تغيير بالوضعية القائمة سيكون إلى الأفضل أيا كانت الصعوبات، فلا يوجد ما هو أسوأ مما هو قائم الآن».

أخطاء المجرم

ودافع ريفي عن موقفه وموقف باقي خصوم حزب الله الذين بادروا لاتهام الحزب بالمسؤولية عن انفجار المرفأ حتى قبل مباشرة التحقيقات الأولية، وقال «الاتهام جاء على خلفية معرفة وإدراك الجميع لا الخصوم فقط بأن الحزب هو صاحب السلطة التي تتحكم بكل مفاصل الدولة اللبنانية، والاتهام لا يعد باطلا كونه مبنيا على معطيات، وهي تاريخ سياسات الحزب التي تتحكم بالدولة، كما أن مسارعة الحزب لرفض إجراء تحقيق دولي ستجعل الاتهام يظل قائما».

وأضاف «نعم، البعض يقولون إن حزب الله قد تضرر من الانفجار كونه تسبب في إسقاط حكومة محسوبة عليه، وهو ما قد يقود لانتخابات تقلص حصصه وحصص حلفائه وبالتالي فإن اتهامه بالمسؤولية يفتقر للمنطق، ولكن نحن نقول لهؤلاء إن المجرم لا ينجح دائما في تنفيذ جرائمه وقد يخطئ بحساباته».

تغلغل استخباراتي

وألمح الوزير السابق إلى أن «المحققين اللبنانيين، ورغم كفاءتهم العالية، قد لا يتمكنون من التوصل للحقائق بحادث تفجير المرفأ نظرا لتخوفهم من أن يلقوا وأسرهم ذات المصير الذي واجهه أقرانهم ممن تولوا مهمة التحقيق بمقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005 من اعتداءات ومحاولات اغتيال.

والكل يعرف أن المتهمين باغتيال الحريري هم مجموعة منتمية لحزب الله».

وقلل ريفي من المخاوف المتزايدة من وجود تغلغل استخباراتي وسياسي تركي بلبنان عبر بوابة الجمعيات الإنسانية والخيرية في منطقة نفوذه بشمال البلاد، وقال «لا توجد مشاريع للهيمنة، وتركيا كأي دولة، تحاول أن تقدم مساعدات إنسانية لأهالي المنطقة، ولكن أبواق حزب الله تحاول شيطنة طرابلس (شمال لبنان) ووصمها بالتطرف وبأنها معقل داعش تارة، وتارة أخرى بكونها مدخلا للتدخل العربي والآن التدخل التركي، وهذا أمر نرفضه بشدة كونه يمس سيادة لبنان وهويتنا اللبنانية».

باع القضية

وتعليقا على وجود أصوات منددة في هذا الشأن من المعسكر السني نفسه، وتحديدا من شخص وزير الداخلية الأسبق نهاد المشنوق، أجاب ريفي «المشنوق هو إجمالا جزء من أبواق حزب الله والتيار الحر الوطني وعميل لهما، لقد باع القضية والطائفة ليصل لموقعه وصار مكشوفا للجميع».

وأضاف «لقد حاولوا شيطنتي بالحديث عن قبولي لدعم تركي لصالح بعض الجمعيات، هدفهم إرباكي وخفض صوتي وهذا لن يحدث».

وجدد التأكيد «لا مشروع سياسي تركي لاجتياح لبنان. وأهل الشمال هم جزء من لبنان ومتمسكون بهويتهم اللبنانية، ولا يمكن لأي سلطة سياسية أو عسكرية تغيير ذلك».