عبدالله العلمي

لا شيك على بياض للبنان

الأربعاء - 12 أغسطس 2020

Wed - 12 Aug 2020

استقالة رئيس الوزراء اللبناني لن تقدم أو تؤخر، فالأحداث والفضائح تتسارع منذ انفجار مرفأ الموت التابع لحزب الله.

أصابع الاتهام تتجه نحو حسن نصرالله، المصنف كإرهابي في الولايات المتحدة وعدة دول في أمريكا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط واليابان والخليج العربي.

السؤال الهام لماذا صمت الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المستقيل حسان دياب، رغم تلقيهما تحذيرا قبل وقوع كارثة انفجار المرفأ بأسبوعين حسب وكالة رويترز؟

خطاب نصرالله جاء هزيلا وكاد يلصق تهمة الفاجعة الكبرى بوسائل الإعلام. نعم هو نفسه رئيس العصابة الذي عطل الانتخابات حتى يرضخ الجميع لتعيين مرشحه. هو نفسه الذي شجع على العنف والإرهاب، فضاع الأمن، وضاعت الودائع المصرفية، وتدهور الاقتصاد. هو نفسه الحزب الذي تسبب في نشر مكبات النفايات والمياه الملوثة واهتراء مؤسسات الدولة والبطالة وانقطاع الكهرباء.

عبث حزب الله باستقرار لبنان، فانهارت خزينة الدولة ودفنت بيروت تحت المتفجرات والأحقاد. امتد عصف اللهب كالوحش؛ فاغتال ألكساندرا الصغيرة ذات الـ3 أعوام. حرقت النار قلوب آباء يحملون أشلاء أطفالهم المضرجة بالدماء. حزب الله هو العصابة التي كان يجب أن يقتلعها الانفجار.

سبب الكارثة ليس سرا؛ السيرة الذاتية لحزب نصرالله تشمل استخدام نترات الأمونيوم الحارقة في عملياته الإجرامية في قبرص والكويت وبوليفيا وألمانيا. كالعادة، أنكر نصرالله علاقته بهذه الجرائم، تماما كما أنكر (وهو يضحك باستهزاء) تورطه بانفجار بيروت. نصرالله هو من أوصل لبنان إلى دولة بلا سيادة أو مقومات بقاء، ولهذا يعارض استضافة هيئة تحقيق دولية لتقييم أسباب الحادث.

بعد حصول (السيد) على شهادة حسن سيرة وسلوك من طهران، اختطف لبنان من عروبته نحو المتاهات. قفز حزب الله على إرادة الدولة لإخضاع اللبنانيين لإملاءات فكرية متطرفة. العالم كله شاهد انهيار لبنان بعد تسلق حزب الله على عنق المواطن اللبناني، فنهب الأموال، واستباح القانون، وحطم المؤسسات.

بالمقابل، انفتحت السعودية على جميع الأشقاء في لبنان، وقدمت من عام 1990 إلى 2015 أكثر من 70 مليار دولار منح وهبات. هذا ليس وقت الحساب، ولكن أين ذهبت كل هذه المليارات؟

من أهم استنتاجات المؤتمر الدولي لدعم لبنان هذا الأسبوع «لا شيك على بياض للحكومة اللبنانية». المواطن اللبناني يطالب بالتحقيق الدولي وخاصة الأنفاق المؤدية من الميناء للضاحية الجنوبية، وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، واقتلاع الفاسدين المسؤولين عن هذه الكارثة.

أما بيروت مدينة المدائن، فقد اغتيلت وتم بيعها وشراؤها عشرات المرات، وتحولت بفضل حزب الله إلى مقابر وأشلاء على أرصفة الطرقات.

AbdullaAlami1@