لعبة حزب الله بين الدقيق والصواريخ
الحزب اتجه بعد انتخابات 2018 إلى تجارة المخدرات والماريجوانا لتوفير التمويل
احتجاجات في السويداء على عمليات تهريب الحزب وارتفاع الأسعار الجنوني
«مودرن دبلوماسي»: احتجاجات بيروت جمعت كل الطوائف ضد إرهاب وكيل إيران
الحزب اتجه بعد انتخابات 2018 إلى تجارة المخدرات والماريجوانا لتوفير التمويل
احتجاجات في السويداء على عمليات تهريب الحزب وارتفاع الأسعار الجنوني
«مودرن دبلوماسي»: احتجاجات بيروت جمعت كل الطوائف ضد إرهاب وكيل إيران
الاثنين - 10 أغسطس 2020
Mon - 10 Aug 2020
أصبح إطلاق النار من أنصار حزب الله الإرهابي وحركة أمل المسلحة مسموعا في شوارع بيروت منذ الصباح الباكر، بعد أن دعا المحتجون إلى تطبيق قرار الأمم المتحدة 1559 لعام 2004 الذي يستلزم نزع سلاح جميع الميليشيات، حيث أصيب أشخاص عدة بجروح.
وفي الواقع حملت الاحتجاجات التي اندلعت على مستوى البلاد، والتي بدأت في أكتوبر 2019 نتيجة الفساد والوضع الاقتصادي المتردي، سابقة خطيرة، حيث حظيت بدعم جميع الطوائف التي تزدحم بها لبنان.
وبات واضحا أن المظاهرات التي خرجت في السادس من يونيو الماضي تعارض النفوذ القوي لحزب الله داخل البلد الصغير واستيلاءه على مفاصل الدولة؛ بعدما ذكر المتظاهرون مباشرة الميليشيات المسلحة التي تشكل صداعا لا يندمل في رأس لبنان، وأدت المطالب المشروعة إلى انقسام بين المتظاهرين؛ حيث كان الهدف الأصلي للاحتجاجات التغلب على النظام الطائفي، وعندما تعلق الأمر بمطالبهم باستقالة السياسيين، وبقيامهم بذلك فإنهم تجنبوا استهداف أي جماعات طائفية معينة.. وفقا لتقرير موقع «مودرن دبلوماسي».
كارثة لبنان
تشير أصابع الاتهام نحو ميليشيات حزب الله الإرهابية والأحزاب المسيحية المتحالفة معه، والتي كانت وراء الكارثة الاقتصادية التي تمر بها حاليا الدولة متعددة الأديان، وتمثل الأزمة أحد أكبر التهديدات لاستقرار لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990 وتعرض استقراره للخطر.
وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من نصف قيمتها مقابل الدولار الأمريكي، وارتفع معدل البطالة إلى ما يقارب 35% ويعيش حوالي 45% من السكان الآن تحت خط الفقر، وارتفع عجز ميزانية الدولة إلى أكثر من 150% من إجمالي الناتج المحلي. وفي حين لا تزال العملة اللبنانية في حالة سقوط حر، استمرت المظاهرات ضد الفساد والطائفية بعد الاشتباكات العنيفة في 7 يونيو 2020.
لعبة حزب الله
يتصاعد الضغط في لعبة حزب الله الإرهابي داخل لبنان، حيث بدأت تحالفات الحزب طويلة المدى، والتي أتاحت للميليشيات الهيمنة على النظام السياسي اللبناني بعد 2008، وخاصة بعد انتخابات 2018، ويتزايد الضغط الداخلي بسبب نقص إمدادات الكهرباء والغذاء، وبدأت لعبة تبادل إلقاء اللوم بشأن المسؤوليات، مثلما يحدث في قطاع الكهرباء.
في بعض الأحيان تلجأ الأحزاب إلى عروض غريبة نوعا ما من أجل تلبية التوقعات داخل النظام القائم على المحسوبية، وفي أحيان أخرى حملت أحزاب المعارضة من الكتلة المسيحية، التي كانت جزءا من التمثيل النسبي السياسي اللبناني الحالي، حزب الله مسؤولية الوضع الاقتصادي البائس، وشككت في أفعاله في سوريا.
ومن خلال الاستفادة من الصراعات الطائفية الداخلية في الطائفة الدرزية، أو إعادة استنهاض مشاعر الوحدة ضد إسرائيل بين المسيحيين، أو ببساطة من خلال دفع رواتب أفضل للمقاتلين المتحولين، سعى حزب الله إلى توسيع نفوذه خارج الطائفة الشيعية في الماضي.
تجارة الماريجوانا
بعد انتخابات 2018 تمكنت الميليشيات الشيعية من اكتساب دور مهيمن مع الأحزاب المتحالفة معها، وعلى الرغم من أن حزب الله أظهر على الأقل بعض الموارد خلال أزمة كورونا، إلا أن العقوبات الأمريكية ضد طهران تستمر في التأثير على ميزانية الميليشيات المدعومة من إيران، ولذلك كان لا بد من قطع الخدمات الاجتماعية التي يوفرها حزب الله، مثل الطعام الإضافي، أو الإعانات الإضافية الأخرى للمقاتلين، وسط جائحة كورونا.
يقول بعض المحللين بحسب «مودرن دبلوماسي»، إن حزب الله يحاول تجاوز الأزمة المتشعبة في لبنان من خلال أنظمته الموازية، مثل نظام «القرض» شبه المصرفي، وتوفير مولدات كهربائية، والاتجاه إلى تجارة المخدرات والماريجوانا.
علاوة على ذلك، وبحسب حنين غدار الباحثة بمعهد واشنطن، فالجماعات الشيعية تسعى للتخلص من نبيه بري، رئيس حركة أمل الشيعية التي تعد جزئيا من المنافسين، ولكنها شريك في الوقت نفسه، ويشير التقرير في هذا السياق إلى الاحتجاجات التي خرجت في مدن يسيطر عليها الشيعة، وكذلك أجزاء من بيروت.
توسيع التهريب
يعتمد لبنان بشكل أساس على الواردات الغذائية، لأنه على الرغم من وجود وادي البقاع الخصيب، إلا أن البلد يعجزعن تلبية احتياجات مواطنيه واللاجئين السوريين الذين يعيشون في الخيام، واستمر لبنان في استضافة أكبر عدد من اللاجئين قياسا على عدد سكانه، فبحسب إحصائية من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فهناك لاجئ من كل ستة أشخاص.
ومع ذلك، فإن استيراد المواد الغذائية بعملة محلية ضعيفة ينطوي على عدد من العقبات، أهمها تضاعف بعض الأسعار بالفعل، حيث يفكر بعض المستوردين في التوقف عن الاتجار في منتجات مستوردة بعينها ما لم تكن هناك إمكانية لاستخلاص ربح منها.
حاول حزب الله أن يستغل هذه الفجوة من خلال توسيع أنشطة التهريب بين سوريا ولبنان، واستبدال واردات أرخص معفاة من الضرائب من إيران ببعض الواردات الحالية، لكن الميليشيات توفر البنزين والدقيق لحلفائها السوريين الذين يواجهون مشاكل اقتصادية خطيرة بسبب العقوبات الناجمة عن تطبيق قانون قيصر لحماية المدنيين على سوريا.
خطة إنقاذ
اندلعت احتجاجات جديدة حتى في مدينة السويداء التي يسيطر عليها بشار الأسد بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، وانتقد زعيم حزب الله الإرهابي حسن نصرالله الولايات المتحدة بسبب العقوبات، مع العلم أن الدولة اللبنانية تدعم البنزين والدقيق، ولكن على الرغم من ذلك بحسب التقرير تجري عمليات التهريب الآن بطريقة علنية أكثر من ذي قبل، إذ باتت قوافل الشاحنات تستخدم الطرق الرئيسة في وضح النهار.
وعلى شفا الهاوية الاقتصادية التي يقترب منها اقتصاد الدولة اللبنانية، تعد الخسائر الناجمة عن التهريب هائلة، بحسب التقرير، ففي الآونة الأخيرة، بدأت المحادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة إنقاذ محتملة للبنان، ودعم حزب الله رسميا بدء المحادثات كعضو في الحكومة المركزية، لكنه حذر في الوقت نفسه من الشروط التي تنتهك السيادة اللبنانية.
صواريخ إيران
يؤكد التقرير أن الجهود الإيرانية الرامية إلى تزويد حزب الله بصواريخ موجهة بدقة تشكل تهديدا كبيرا في المنطقة، وذلك لأنه حتى لو تمكنت المنظومة الدفاعية من صد 99% من الصواريخ، فإن المتبقي منها سوف يضرب هدفا مع احتمالات مرتفعة، وأدى ذلك إلى وضع خطير قريب من المواجهات الشبيهة بالحرب.
وبما أن بعض الأهداف وطرق التسليم من إيران إلى حزب الله تمر عبر سوريا، اضطرت روسيا إلى الدخول إلى الساحة لتهدئة الأجواء الملتهبة، وعلى الرغم من أن التوترات هدأت مقارنة بالصيف الماضي، فإن عددا من الأحداث التي تقع على الحدود أو الغارات الجوية لا تزال تحدث بين الفينة والأخرى، ولكن كلا الجانبين يحاول تجنب وقوع خسائر بشرية، وبالتالي تجنب حرب واسعة النطاق.
تهديدات نصرالله
ويوضح الكاتب أن العداء بين حزب الله ودول الجوار هو أكثر من مجرد صراع حدودي، والحقيقة أن تصور نصرالله للولايات المتحدة وإسرائيل كعملاء متبادلين يخدم كل منهما الآخر، ويؤكد أن معركة المقاومة تشكل القاعدة المؤسسة للميليشيات، ويصطدم تحالفان إقليميان ببعضهما البعض في سوريا، وهو ما يطرح السؤال التالي: هل ستتمكن المخابرات الإسرائيلية من تمييز الدقيق عن الأسلحة المارة بسوريا؟
«إن الحرب ضد إيران حرب على كل محور المقاومة، والحرب على الجمهورية الإسلامية تعني اشتعال النار في كل المنطقة»، هكذا أطلق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله هذا التوعد الرادع، وتسعى إسرائيل والولايات المتحدة إلى الحد من نفوذ إيران في سوريا، وتريد تركيا تأمين منطقة نفوذها ضد الأسد.
حرب كبرى
ويشير المقال إلى أن حسن نصرالله لوح مهددا بشن حرب كبرى، أثناء الخطاب الذي ألقاه في الذكرى السنوية العشرين لانسحاب إسرائيل من لبنان، ولكنه أعطى الأولوية أيضا للجماعات المسلحة التي لا تزال تحارب في سوريا، ومن الممكن تفسير الموافقة الرسمية على المحادثات مع صندوق النقد الدولي على هذا النحو، إذ يفتقد حزب الله وإيران الإمكانات المالية اللازمة لتقديم بديل للتمويل الحكومي في لبنان.
وفي الإعلان المتلفز نفسه تناول نصرالله المشاكل الداخلية داخل لبنان مثل مكافحة الفساد، ولكن من المهم أن نجمل الأنشطة الداخلية لحزب الله في لبنان استنادا إلى هياكل موازية تتنافس جزئيا مع الدولة اللبنانية، والتي تتضمن التهريب أو المحسوبية المسببة للفساد.
إن هذه الشبكات تواجه تحديات بسبب أزمة كورونا والوضع الاقتصادي المتداعي، ولكن هل من المستغرب أن يعود حزب الله إلى أيديولوجيته التأسيسية المتمثلة في المقاومة من خلال تمثيل المقاومة خارج لبنان بدلا عن محاولة حل المشاكل البنيوية داخل البلاد، والتي يعد حزب الله نفسه أحد أركانها؟ تهدف هذه الميليشيات إلى الحفاظ على الوضع الراهن الذي يضمن شرعيتها، ولهذا السبب أصبحت الجماعة معادية للاحتجاجات.
التهديد الأكبر
ووفقا للتقرير فإن عددا من الجهات الفاعلة الإقليمية والخارجية الموجودة على الساحة اللبنانية تحاول تأكيد تأثيرها في السياسة اللبنانية، وعلى هذا فإن الصراع شبه المستمر على موازين القوى بين الجماعات الطائفية يشكل علامة بارزة في التاريخ اللبناني.
لا يبدو الأمر بالجديد، فحزب الله يمارس لعبة داخلية – خارجية مع لبنان، ويراهن مع الجماعات الإرهابية الأخرى على مدنيين داخل لبنان في الحكومة، وخارج لبنان في معارك ضد دول الجوار، وغيرها في مواجهة خطر الحرب الذي يلوح في الأفق بسبب خطأ واحد.
وتظهر استطلاعات عام 2019 كيف ينظر الشعب اللبنانى للوضع، فمن ناحية تعتبر الغالبية العظمى من اللبنانيين إسرائيل أكبر تهديد، ومن ناحية أخرى، فإن أهم ثلاثة تحديات في نظر اللبنانيين هي الاقتصاد والفساد والخدمات العامة، وليس التدخل الأجنبي.
وفي الواقع حملت الاحتجاجات التي اندلعت على مستوى البلاد، والتي بدأت في أكتوبر 2019 نتيجة الفساد والوضع الاقتصادي المتردي، سابقة خطيرة، حيث حظيت بدعم جميع الطوائف التي تزدحم بها لبنان.
وبات واضحا أن المظاهرات التي خرجت في السادس من يونيو الماضي تعارض النفوذ القوي لحزب الله داخل البلد الصغير واستيلاءه على مفاصل الدولة؛ بعدما ذكر المتظاهرون مباشرة الميليشيات المسلحة التي تشكل صداعا لا يندمل في رأس لبنان، وأدت المطالب المشروعة إلى انقسام بين المتظاهرين؛ حيث كان الهدف الأصلي للاحتجاجات التغلب على النظام الطائفي، وعندما تعلق الأمر بمطالبهم باستقالة السياسيين، وبقيامهم بذلك فإنهم تجنبوا استهداف أي جماعات طائفية معينة.. وفقا لتقرير موقع «مودرن دبلوماسي».
كارثة لبنان
تشير أصابع الاتهام نحو ميليشيات حزب الله الإرهابية والأحزاب المسيحية المتحالفة معه، والتي كانت وراء الكارثة الاقتصادية التي تمر بها حاليا الدولة متعددة الأديان، وتمثل الأزمة أحد أكبر التهديدات لاستقرار لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990 وتعرض استقراره للخطر.
وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من نصف قيمتها مقابل الدولار الأمريكي، وارتفع معدل البطالة إلى ما يقارب 35% ويعيش حوالي 45% من السكان الآن تحت خط الفقر، وارتفع عجز ميزانية الدولة إلى أكثر من 150% من إجمالي الناتج المحلي. وفي حين لا تزال العملة اللبنانية في حالة سقوط حر، استمرت المظاهرات ضد الفساد والطائفية بعد الاشتباكات العنيفة في 7 يونيو 2020.
لعبة حزب الله
يتصاعد الضغط في لعبة حزب الله الإرهابي داخل لبنان، حيث بدأت تحالفات الحزب طويلة المدى، والتي أتاحت للميليشيات الهيمنة على النظام السياسي اللبناني بعد 2008، وخاصة بعد انتخابات 2018، ويتزايد الضغط الداخلي بسبب نقص إمدادات الكهرباء والغذاء، وبدأت لعبة تبادل إلقاء اللوم بشأن المسؤوليات، مثلما يحدث في قطاع الكهرباء.
في بعض الأحيان تلجأ الأحزاب إلى عروض غريبة نوعا ما من أجل تلبية التوقعات داخل النظام القائم على المحسوبية، وفي أحيان أخرى حملت أحزاب المعارضة من الكتلة المسيحية، التي كانت جزءا من التمثيل النسبي السياسي اللبناني الحالي، حزب الله مسؤولية الوضع الاقتصادي البائس، وشككت في أفعاله في سوريا.
ومن خلال الاستفادة من الصراعات الطائفية الداخلية في الطائفة الدرزية، أو إعادة استنهاض مشاعر الوحدة ضد إسرائيل بين المسيحيين، أو ببساطة من خلال دفع رواتب أفضل للمقاتلين المتحولين، سعى حزب الله إلى توسيع نفوذه خارج الطائفة الشيعية في الماضي.
تجارة الماريجوانا
بعد انتخابات 2018 تمكنت الميليشيات الشيعية من اكتساب دور مهيمن مع الأحزاب المتحالفة معها، وعلى الرغم من أن حزب الله أظهر على الأقل بعض الموارد خلال أزمة كورونا، إلا أن العقوبات الأمريكية ضد طهران تستمر في التأثير على ميزانية الميليشيات المدعومة من إيران، ولذلك كان لا بد من قطع الخدمات الاجتماعية التي يوفرها حزب الله، مثل الطعام الإضافي، أو الإعانات الإضافية الأخرى للمقاتلين، وسط جائحة كورونا.
يقول بعض المحللين بحسب «مودرن دبلوماسي»، إن حزب الله يحاول تجاوز الأزمة المتشعبة في لبنان من خلال أنظمته الموازية، مثل نظام «القرض» شبه المصرفي، وتوفير مولدات كهربائية، والاتجاه إلى تجارة المخدرات والماريجوانا.
علاوة على ذلك، وبحسب حنين غدار الباحثة بمعهد واشنطن، فالجماعات الشيعية تسعى للتخلص من نبيه بري، رئيس حركة أمل الشيعية التي تعد جزئيا من المنافسين، ولكنها شريك في الوقت نفسه، ويشير التقرير في هذا السياق إلى الاحتجاجات التي خرجت في مدن يسيطر عليها الشيعة، وكذلك أجزاء من بيروت.
توسيع التهريب
يعتمد لبنان بشكل أساس على الواردات الغذائية، لأنه على الرغم من وجود وادي البقاع الخصيب، إلا أن البلد يعجزعن تلبية احتياجات مواطنيه واللاجئين السوريين الذين يعيشون في الخيام، واستمر لبنان في استضافة أكبر عدد من اللاجئين قياسا على عدد سكانه، فبحسب إحصائية من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فهناك لاجئ من كل ستة أشخاص.
ومع ذلك، فإن استيراد المواد الغذائية بعملة محلية ضعيفة ينطوي على عدد من العقبات، أهمها تضاعف بعض الأسعار بالفعل، حيث يفكر بعض المستوردين في التوقف عن الاتجار في منتجات مستوردة بعينها ما لم تكن هناك إمكانية لاستخلاص ربح منها.
حاول حزب الله أن يستغل هذه الفجوة من خلال توسيع أنشطة التهريب بين سوريا ولبنان، واستبدال واردات أرخص معفاة من الضرائب من إيران ببعض الواردات الحالية، لكن الميليشيات توفر البنزين والدقيق لحلفائها السوريين الذين يواجهون مشاكل اقتصادية خطيرة بسبب العقوبات الناجمة عن تطبيق قانون قيصر لحماية المدنيين على سوريا.
خطة إنقاذ
اندلعت احتجاجات جديدة حتى في مدينة السويداء التي يسيطر عليها بشار الأسد بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، وانتقد زعيم حزب الله الإرهابي حسن نصرالله الولايات المتحدة بسبب العقوبات، مع العلم أن الدولة اللبنانية تدعم البنزين والدقيق، ولكن على الرغم من ذلك بحسب التقرير تجري عمليات التهريب الآن بطريقة علنية أكثر من ذي قبل، إذ باتت قوافل الشاحنات تستخدم الطرق الرئيسة في وضح النهار.
وعلى شفا الهاوية الاقتصادية التي يقترب منها اقتصاد الدولة اللبنانية، تعد الخسائر الناجمة عن التهريب هائلة، بحسب التقرير، ففي الآونة الأخيرة، بدأت المحادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة إنقاذ محتملة للبنان، ودعم حزب الله رسميا بدء المحادثات كعضو في الحكومة المركزية، لكنه حذر في الوقت نفسه من الشروط التي تنتهك السيادة اللبنانية.
صواريخ إيران
يؤكد التقرير أن الجهود الإيرانية الرامية إلى تزويد حزب الله بصواريخ موجهة بدقة تشكل تهديدا كبيرا في المنطقة، وذلك لأنه حتى لو تمكنت المنظومة الدفاعية من صد 99% من الصواريخ، فإن المتبقي منها سوف يضرب هدفا مع احتمالات مرتفعة، وأدى ذلك إلى وضع خطير قريب من المواجهات الشبيهة بالحرب.
وبما أن بعض الأهداف وطرق التسليم من إيران إلى حزب الله تمر عبر سوريا، اضطرت روسيا إلى الدخول إلى الساحة لتهدئة الأجواء الملتهبة، وعلى الرغم من أن التوترات هدأت مقارنة بالصيف الماضي، فإن عددا من الأحداث التي تقع على الحدود أو الغارات الجوية لا تزال تحدث بين الفينة والأخرى، ولكن كلا الجانبين يحاول تجنب وقوع خسائر بشرية، وبالتالي تجنب حرب واسعة النطاق.
تهديدات نصرالله
ويوضح الكاتب أن العداء بين حزب الله ودول الجوار هو أكثر من مجرد صراع حدودي، والحقيقة أن تصور نصرالله للولايات المتحدة وإسرائيل كعملاء متبادلين يخدم كل منهما الآخر، ويؤكد أن معركة المقاومة تشكل القاعدة المؤسسة للميليشيات، ويصطدم تحالفان إقليميان ببعضهما البعض في سوريا، وهو ما يطرح السؤال التالي: هل ستتمكن المخابرات الإسرائيلية من تمييز الدقيق عن الأسلحة المارة بسوريا؟
«إن الحرب ضد إيران حرب على كل محور المقاومة، والحرب على الجمهورية الإسلامية تعني اشتعال النار في كل المنطقة»، هكذا أطلق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله هذا التوعد الرادع، وتسعى إسرائيل والولايات المتحدة إلى الحد من نفوذ إيران في سوريا، وتريد تركيا تأمين منطقة نفوذها ضد الأسد.
حرب كبرى
ويشير المقال إلى أن حسن نصرالله لوح مهددا بشن حرب كبرى، أثناء الخطاب الذي ألقاه في الذكرى السنوية العشرين لانسحاب إسرائيل من لبنان، ولكنه أعطى الأولوية أيضا للجماعات المسلحة التي لا تزال تحارب في سوريا، ومن الممكن تفسير الموافقة الرسمية على المحادثات مع صندوق النقد الدولي على هذا النحو، إذ يفتقد حزب الله وإيران الإمكانات المالية اللازمة لتقديم بديل للتمويل الحكومي في لبنان.
وفي الإعلان المتلفز نفسه تناول نصرالله المشاكل الداخلية داخل لبنان مثل مكافحة الفساد، ولكن من المهم أن نجمل الأنشطة الداخلية لحزب الله في لبنان استنادا إلى هياكل موازية تتنافس جزئيا مع الدولة اللبنانية، والتي تتضمن التهريب أو المحسوبية المسببة للفساد.
إن هذه الشبكات تواجه تحديات بسبب أزمة كورونا والوضع الاقتصادي المتداعي، ولكن هل من المستغرب أن يعود حزب الله إلى أيديولوجيته التأسيسية المتمثلة في المقاومة من خلال تمثيل المقاومة خارج لبنان بدلا عن محاولة حل المشاكل البنيوية داخل البلاد، والتي يعد حزب الله نفسه أحد أركانها؟ تهدف هذه الميليشيات إلى الحفاظ على الوضع الراهن الذي يضمن شرعيتها، ولهذا السبب أصبحت الجماعة معادية للاحتجاجات.
التهديد الأكبر
ووفقا للتقرير فإن عددا من الجهات الفاعلة الإقليمية والخارجية الموجودة على الساحة اللبنانية تحاول تأكيد تأثيرها في السياسة اللبنانية، وعلى هذا فإن الصراع شبه المستمر على موازين القوى بين الجماعات الطائفية يشكل علامة بارزة في التاريخ اللبناني.
لا يبدو الأمر بالجديد، فحزب الله يمارس لعبة داخلية – خارجية مع لبنان، ويراهن مع الجماعات الإرهابية الأخرى على مدنيين داخل لبنان في الحكومة، وخارج لبنان في معارك ضد دول الجوار، وغيرها في مواجهة خطر الحرب الذي يلوح في الأفق بسبب خطأ واحد.
وتظهر استطلاعات عام 2019 كيف ينظر الشعب اللبنانى للوضع، فمن ناحية تعتبر الغالبية العظمى من اللبنانيين إسرائيل أكبر تهديد، ومن ناحية أخرى، فإن أهم ثلاثة تحديات في نظر اللبنانيين هي الاقتصاد والفساد والخدمات العامة، وليس التدخل الأجنبي.