كيف يخزن حزب الله المتفجرات في بيروت؟

سفينة مشبوهة نقلت 2750 طنا من نترات الأمونيوم إلى بيروت قبل 6 سنوات
سفينة مشبوهة نقلت 2750 طنا من نترات الأمونيوم إلى بيروت قبل 6 سنوات

الخميس - 06 أغسطس 2020

Thu - 06 Aug 2020

الخراب والدمار الذي خلفه تخزين أسلحة حزب الله (د ب أ)
الخراب والدمار الذي خلفه تخزين أسلحة حزب الله (د ب أ)
توقع محللون ومراقبون أن يكون حزب الله الإرهابي الموالي لإيران قام بتخزين أطنان من مادة نترات الأمونيوم، في قلب الكتل السكنية بمنطقة مرفأ لبنان التي شهدت الانفجارات المدوية الثلاثاء الماضي، والتي راح ضحيتها نحو 150 قتيلا و5 آلاف مصاب.

وأكد تقرير نشره موقع (24) الإماراتي أن الحزب لم يعلن ولا مرة واحدة سبب حاجته لجمع أطنان من مادة نترات الأمونيوم، في ألمانيا أو بريطانيا، وحتى في دول بجنوب أمريكا وكذلك في جزيرة قبرص، كونها المادة السحرية الرخيصة الثمن، والتي تستعمل عادة لتقوية التربة الزراعية، وفي الوقت نفسه يعلم المتخصصون بإمكانية تحويلها إلى عبوات ناسفة أو لوقود الصواريخ.

وقال «عام 2015 كشفت الشرطة السرية البريطانية عن مخزن سري في لندن لثلاثة أطنان من نترات الأمونيوم، يملكه أحد عناصر حزب الله، وهو يسكن المدينة منذ أعوام، وساهم التدخل المبكر للشرطة في منع تهريب المادة إلى أماكن أخرى مثل لبنان، أو حتى استعمالها في تفجير عبوات بالعاصمة البريطانية».

وقال التقرير إن شهر أبريل من العام الحالي شهد مداهمة الشرطة الألمانية لعدد من المواقع والمساجد بإدارة حزب الله في ألمانيا، والكشف عن أطنان من المادة التي تعد شرعية لدى استخدامها في الزراعة، ولكنها ليست كذلك حين تستخدم بالعمليات الإرهابية، وهو ما كانت تخطط له الميليشيات اللبنانية.

السفينة المشبوهة

وقبل ستة 6 أعوام وصلت سفينة مشبوهة إلى بيروت تحمل على متنها 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم، وكان من الغريب أن تمر السفينة المتجهة من أوروبا إلى أفريقيا في مرفأ بيروت، فلا هي طريقها ولا هي لبنانية الملكية أو تحمل مواد لتنزلها في مرفأ العاصمة اللبنانية، ولكن بحسب مصادر مخابراتية، فإن المواد هي ملك لحزب الله وكان يجب تفريغها في بيروت، لا في دولة أفريقية ما.

ووضعت السلطات اللبنانية يدها على الباخرة وحمولتها بشكل استغربته المصادر، فمخطط عبور السفينة لم يكن باتجاه بيروت، ولكن فجأة اكتشفت سلطات بيروت «التابعة لحزب الله» أن هناك مشكلة في السفينة، فصادرتها بانتظار وصول سفينة جديدة تنقل البضائع، وهو ما لم يحصل، فيما وضعت شحنة نترات الأمونيوم داخل مرفأ بيروت في المنطقة التي يشرف عليها حزب الله، حيث كان يتم التحضير لاستعمالها في حشوات الصواريخ الذكية التي كانت تخطط الميليشيات لإنتاجها.

عمليات تمويه

ووفقا للتقرير، تأخر مشروع إنتاج الصواريخ، بسبب الضربات المتواصلة لمعداته التي كان الحرس الثوري يقوم بتهريبها عبر العراق وسوريا، فتأخر سحب المواد «المتفجرة» التي جرى تخزينها في مرفأ لبنان، حيث تركت لسنوات، تحت إشراف عناصر حزب الله الإرهابي، غير عابئ بوجودها بين السكان الآمنين في منطقة تعج بالمدنيين.

وتشير التوقعات إلى أن هذه المواد «المتفجرة» يقوم حزب الله بجمعها من أنحاء العالم، ويضعها عناصره بأكياس ثلج، في مواقع مختلفة للتمويه على نوعيتها، وهو ما كشفته أجهزة مخابرات شرق أوسطية، وأبلغت به كلا من قبرص وألمانيا وبريطانيا.

أنشطة إجرامية

ويشير التقرير إلى أن عملية الإغارة على المساجد والسكان المرتبطين بحزب الله في جميع أنحاء ألمانيا في أبريل بالتزامن مع حظر أنشطة الجماعة الإرهابية.

وفي الأسبوع الماضي، نبهت مجموعة من البرلمانيين البريطانيين إلى ضرورة فرض الحظر بشكل فعال على حزب الله، بسبب المواد «المتفجرة» التي تحويها مخازنه في لندن، وطالبوا بجمع بيانات كافية عن عدد الأشخاص في المملكة المتحدة الذين تم التحقيق معهم أو اتهموا بدعم حزب الله.

وشدد التقرير على أن حزب الله لم يستعمل المتفجرات كلها في صناعة صواريخه التي يهدد بها دول المنطقة، وبدل أن يتوقف عن «صناعة الموت»، تركها في أهم منطقة حيوية للبنانيين، أي في مرفأ عاصمتهم، حيث انفجرت وقتلت العشرات، وأصابت الآلاف في أسوأ انفجار شهده العالم منذ انفجار القنبلة الذرية في اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية.