عمار براهمية

انفجار بيروت.. بشارة سيئة أم تحذيرات مسبقة

الخميس - 06 أغسطس 2020

Thu - 06 Aug 2020

كارثة تصيب لبنان إثر الانفجار العنيف الذي هز بيروت، يحدث ذلك في ظل أزمة اقتصادية خانقة لا انفراج لها على الأقل في المدى المنظور، بل والأكثر تعقيدا غياب آليات تثبت قدرة الدولة اللبنانية على تنفيذ برامج عاجلة لحلحلة واقع مضطرب في بعديه الاجتماعي والاقتصادي.

ليصبح الحذر مطلوبا بقوة في الساحة اللبنانية لتمكين بيروت من استدراك ضروريات تقيها تدهورا متعاظما قد يأتي على توافقات سياسية غير مستقرة كما أنه سيزيد من حدة التجاذبات المعهودة التي تتأثر بشكل أكبر بمحيط إقليمي له مآرب قديمة ومتجددة في الساحة اللبنانية،.

لتؤكد الأحداث المفتعلة في أغلبها وبشكل متسارع أن التحديات كانت ومازالت موجهة لتهييج المنطقة العربية بشكل يستدعي مراجعة سريعة للأوضاع من بوابة الجامعة العربية باستحداث منافذ تنسيق عربي عربي يواكب طموحات دول عربية محورية لها القدرة على إثبات وجودها بجدارة لتجعل من الاستقرار عنوانا للمنطقة بتوظيف أكبر لطاقاتها فتساهم في إخراج ربوع عربية من شبح الهرج المخيم على مناطق عزيزة من الوطن العربي ولا يتأتى ذلك إلا بإشراك الشعوب قبل الحكومات في مساعي البحث العاجل عن سبل الانسجام الداخلي الذي يذلل عراقيل وعقبات تقوض استقرارا غائبا حال دون تجاوز مشاكل حياة المواطن العربي والتي في غالبها بسيطة لكن عقدتها كثرة التنفير السياسي المبني على تناكف واستكبار المعارضة التي غالبا ما تستقوي بالخارج.

وليصبح القبول بتضحيات أكبر واجبا وطنيا إلزاميا وبتنازلات محفزة للجميع في سبيل شعوب تستحق الأفضل خاصة إذا كان أعداء الخارج يستعينون بمن هم في الداخل لزيادة حدة الأزمات وحتى افتعالها لتكون متاجرتهم بهدف بخس وبمقابل زهيد لتتعاظم معهم الخيانة وتتواصل بهم المهانة المعيقة لبزوغ فجر الأمة العربية الضاربة في عمق تاريخ لا يعرف وزنه إلا من أحب وطنه.

ودون تفصيل أكثر حول وتيرة الأحداث في لبنان تجدر الإشارة والتنويه بتتابع وتزامن الأزمة السياسية ثم الاقتصادية لتستفحل التناقضات السياسية لتختم باستقالة وزير الخارجية اللبناني بخطاب فيه إشارات ضمنية عن استحالة الاستمرار، وليشتكي قائلا «غياب رؤية لإدارة البلاد وغياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الشامل»، بحسب ما ورد في بيان صادر عنه بعد الاستقالة.

وليحذر من أن «لبنان ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة»، داعيا الحكومة والمسؤولين عن إدارة البلاد إلى «إعادة النظر في العديد من السياسات والممارسات». ليكون السؤال ضروريا عن تأكد البشارة السيئة من عدمها وعن مدى تطابق التحذيرات المسبقة للبنان مع تزامن الأحداث الأخيرة؟ فما هو عنوان هذا الانفجار العنيف؟ وإلى أي مدى سيعقد وضعا معقدا بالأساس؟ رحم الله الضحايا وشفى الله المصابين وعوض عن المتضررين، وما عسانا من واقع العرب إلا الدعاء رغم اقتراب الشرور.. وهنا الدعاء واجب لكن التسريع في التضامن والتوافق فذلك أمر أوجب.