عبدالحليم البراك

كوميديا سوداء وتعليق أبيض!

يمين الماء
يمين الماء

الثلاثاء - 05 يوليو 2016

Tue - 05 Jul 2016

التناقض ما يجعلك تضحك بكاء أحيانا، هذه مجموعة قصص لكوميديا التناقضات السوداء في مجتمعنا:

- كوميديا سوداء (الأولى): برغم قانون إقفال المتاجر بعد الأذان مباشرة، ويغلف هذا القانون باعتقاد ديني بذلك، تعلن مطاعم متعددة أنها تقدم وجبة الإفطار مع أذان المغرب، وهذا يعني أنها تفتح وقت الأذان والصلاة أيضا، ومن المفترض إن كان التجريم بالافتتاح وقت الصلاة (دينا) فلا فرق في رمضان أو غيره.

تعليق أبيض: (إما أن نقول عنه قانونا وليس دينا، وبهذا يكون سهل النقاش فيه، أو يكون دينا وليس قانونا، فيكون قاعدة في رمضان أو غيره، لكن بهذه الطريقة لا نعرف إلى أين!).

- كوميديا سوداء (الثانية): الذين يحاربون أن تتخصص بناتنا في التخصصات الطبية كالطب والتمريض، هم أنفسهم الذين يرفضون أن يكشف طبيب من الرجال على سيداتهم، ويقولون نريد سيدات تكشف على نسائنا لكن غير سعوديات.

تعليق أبيض: (هل الجنسية لها علاقة بالحلال والحرام).

- كوميديا سوداء (الثالثة): بعد النيل من خلق الله ذما وشتما، وغيبة ونميمة يقرؤون «سبحانك اللهم وبحمدك».

تعليق أبيض: لو لم يتعرضوا لخلق الله لما احتاجوا لهذا الذكر الذي يكفر عنهم سيئاتهم، فالوقاية من الذنوب خير من علاجها، لأن بعضها قد لا يغفره الله إن كان افتراء!

- كوميديا سوداء (الرابعة): يقف عشرات الرجال ضد الرياضة النسائية في المدارس، وإن جاء يخطب لنفسه أو لابنه، طالب أن تكون البنت رشيقة القوام!

تعليق أبيض: من أين رشيقة القوام بلا رياضة وحركة أو تريدونها لا تأكل مطلقا لتكون رشيقة لابنكم العزيز!

- كوميديا سوداء (الخامسة): الذين يحرمون عمل المرأة، واختلاط المرأة بالرجال، هم أنفسهم الذين تعج بيوتهم بالخادمات، وتختلط المرأة الخادمة برجال البيت، والمبرر أنها غير سعودية!

تعليق أبيض: ما يقع محرما على عاتق المرأة لا يقع محرما على عاتق الرجل، هل فهمي صحيح؟!

- كوميديا سوداء (السادسة): التيار الذي وقف أمام تأنيث المتاجر الخاصة بالسيدات، هو نفس التيار الذي يطالب بمستشفيات وأسواق ومدارس خاصة بالمرأة ويرفض الاختلاط، والسبب أن المبادرة في تأنيث المتاجر النسائية أن الذي دعا إليها من التيار الآخر (رحمه الله).

تعليق أبيض: هذا الهجوم والمعارضة بناء على تيار المبادِر، وليس على قاعدة وخلفية شرعية (معقولة؟)

- كوميديا سوداء (السابعة): قيادة المرأة للسيارة محرمة، بينما خلوتها مع سائق أجنبي، وهذا السائق يدخل لداخل البيت ليضع المشتريات، وينظف (حوش) البيت، وربما سافر بها، ولعب دور المحرم أحيانا، فإن هذا له ما يبرره لديهم!

تعليق أبيض: بلا تناقضات أرحم من هذه الفوضى في التصور والمفاهيم!

[email protected]