غضب شعبي.. ورئيس بلدية يمزق صور إردوغان

أوغلو يصف حليفه السابق بالديكتاتور.. ومواطن يعده قاتلا للشعب
أوغلو يصف حليفه السابق بالديكتاتور.. ومواطن يعده قاتلا للشعب

الاحد - 19 يوليو 2020

Sun - 19 Jul 2020

تصاعد الغضب الشعبي التركي ضد الرئيس رجب طيب إردوغان، قام رئيس بلدية منطقة هافيق التابعة لولاية سيفاس التركية ويدعى صلاح الدين تشوهادار أوغلو، بتمزيق صورة الرئيس التركي ثم رماها، على خلفية قيام إدارة حزب الحركة القومية الحليف لحزب إردوغان بطرد تشوهادار أوغلو من الحزب بحجة «مواقف وسلوك يتعارض مع مبادئ الحزب في وقت سابق».

وأظهرت سجلات الكاميرات الأمنية قيام رئيس البلدية بقطع صورة إردوغان من إحدى الأجندات وتمزيقها ورميها.

ديكتاتورية وقمع

وهاجم رئيس وزراء تركيا الأسبق ورئيس حزب المستقبل أحمد داوود أوغلو مجددا، الرئيس رجب طيب إردوغان وحزبه العدالة والتنمية، وأكد أن نظامه قائم على الديكتاتورية والقمع والرأي الواحد.

وأشار إلى سعي الحزب الحاكم للانتقام منه، وقال في مؤتمر لحزب المستقبل في مسقط رأسه بولاية قونيا أمس «لم يجيبوا عن تساؤلاتي، ولم يستطيعوا القول إنني على حق، فردوا علي بالقول اخرج من هذا الحزب، وطردونا، فللمرة الأولى في تاريخنا أرسلوا زعيم حزب إلى لجنة التأديب مع طلب الإقالة لمجرد أنه قال الحقيقة ودعا إلى بناء دولة جديدة».

وردا على الأقاويل التي أثيرت بشكل متكرر على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه تخلى عن القضية، قال أحمد داوود أوغلو «قلتها ذات مرة، وأقولها مرة أخرى، لم نتخل عن القضية، لقد تخلينا عن أولئك الذين تخلوا عن القضية، تخلينا عن أولئك الذين صنعوا الأغنياء، والذين جلبوا أقاربهم إلى السلطة».

إقصاء المعارضين

انتقد الحليف السابق لإردوغان، السياسة الإقصائية للحزب الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية قائلا «عندما حصلوا على 50 % زائد واحد من أصوات الناخبين (حزبا العدالة والتنمية والحركة القومية)، أصبحوا ممثلين لفهم استبدادي وإقصائي لـ 49%من الشعب، وتخوين أي شخص يفكر بشكل مختلف عنهم».

يذكر أنه منذ تأسيس داوود أغلو حزبه الجديد قبل أشهر لم يتوقف عن انتقاد الحليف السابق بشكل لاذع، وسط توقعات بأن يستقطب حزب المستقبل جزءا من أعضاء الحزب الحاكم.

وشهدت الفترة الماضية تراجعا مستمرا لشعبية إردوغان وحزبه بالتزامن مع انتقادات حادة شنها معارضون لسياسة الرئيس، واتهامه بقمع كل صوت يخالفه الرأي، فضلا عن ضرب النقابات، ومحاولة تكميم الأفواه عبر السيطرة أيضا على مواقع التواصل.

حوار مع شهيد

إلى ذلك ارتكبت قناة «تى آر تى» التركية الموالية لنظام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطأ فادحا في الذكرى الرابعة لتحرك الجيش التركي في 15 يوليو، حيث استضافت مواطنا تركيا وكتبت في الشريط التعريفي: أحد شهداء 15 يوليو «الشهيد بلال أوزديل دريم»، وهنا تساءل الأتراك كيف يظهر في بث مباشر بعد 4 سنوات من الموت.

وذكر موقع «تركيا الآن» أن مواقع التواصل الاجتماعي تداولت هذه الصورة التي تمثل فضيحة لأكثر القنوات الموالية للرئيس التركي لإردوغان، مما يؤكد للشعب ضياع حقوق ضحايا ومصابي 15 يوليو، حيث وجهت أصابع الاتهام للحكومة التركية بسرقة أموال التبرعات للضحايا والمصابين.

قاتل الأتراك

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمواطن تركي يهاجم الرئيس التركي إردوغان، في الذكرى الرابعة لإحياء ذكرى انقلاب 15 يوليو المزعوم، قائلا «تستطيعون أن تحتفلوا بذكرى 15 يوليو كما لو أنها عيد، ولكن نحن لا نصدق هذه المسرحية مطلقا»، وأضاف «هذا الديكتاتور تسبب في قتل العساكر الذين لا حول ولا قوة لهم، فبكت من خلفهم الأمهات وزوجاتهم، وبقي الأطفال بلا أب»، مضيفا «لم يعط حتى هذه اللحظة أسر الشهداء حقوقهم، لأن هذا الرجل الذي يتربع فوق رؤوسنا سرق الأموال».

وتعيش تركيا ذكرى انقلاب 15 يوليو المزعوم، وتقول تركيا إن أنصار فتح الله جولن الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ 1999 مسؤولون عن محاولة الانقلاب التي قتل خلالها 251 شخصا، وينفي جولن ضلوعه في المحاولة.

وذكرت مصادر أن الجنود الذين صدرت بحقهم مذكرات الاعتقال كانوا على تواصل عبر الهاتف مع مسؤولين كبار من حركة جولن بين 2010 و15 يوليو 2016 عندما وقعت محاولة الانقلاب، ومنذ ذلك الحين سجن عشرات الآلاف في انتظار محاكمتهم بسبب صلات بجولن، بينما أقيل أكثر 150 ألفا أو أوقفوا عن العمل من وظائف في القطاعين العام والخاص للسبب ذاته.

فاقد الشرعية

من جهته، قال الباحث في الشأن التركي محمد الديهي، إن النظام التركي ينهب أموال الشعب منذ فترة كبيرة، ويتصدر على هذا النهج لصالح الجماعات الإرهابية والمسلحة في العالم العربي.

وأشار إلى أن دعم الجماعات الإرهابية يكون من قوت المواطنين الأتراك، سواء من خلال التبرعات أو الضرائب أو غيرها، وخاصة أن النظام التركي ما زال يصدر إرهابيين ومسلحين لليبيا ويدفع لهم رواتب كبيرة.

وأكد أن الرئيس التركي الحالي أصبح فاقدا لشرعيته بهذه الجرائم التي تثبت يوما بعد يوم أنه ونظامه مشتركان بها، وخاصة أن أحمد داوود أوغلو، أثبت أن النظام التركي ضالع في عمليات إرهابية.

وأضاف الباحث في الشأن التركي، أن إردوغان يسجن كل من ينشر تدوينات معارضة للنظام التركي، وخاصة أن النظام التركي يسعى للتستر على من يرتكب الأعمال الإرهابية لأهداف سياسية خاصة بهم.