15 استقالة تكشف الانشقاق على إردوغان

تسريبات ابنة الرئيس ومظاهر البذخ تحرج الحزب الحاكم مع تصاعد معدلات الفقر
تسريبات ابنة الرئيس ومظاهر البذخ تحرج الحزب الحاكم مع تصاعد معدلات الفقر

السبت - 18 يوليو 2020

Sat - 18 Jul 2020

تلقى حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بزعامة رجب طيب إردوغان ضربة جديدة، باستقالة 15 عضوا من أعضائه في موجة انشقاقات جديدة تنضم لموجات سابقة جاءت اعتراضا على السياسات التي ينتهجها النظام حيال عدد من القضايا.

وأشار موقع صحيفة «سوزجو» المعارضة، إلى استقالة أمينة غوكطاش، رئيسة أمانة المرأة في فرع الحزب بمقاطعة «قيزيل تبه» التابعة لمدينة ماردين، عاصمة ولاية تحمل الاسم نفسه، جنوب شرقي البلاد، كما استقال 14 من الأعضاء المرافقين لرئيسة أمانة المرأة، حيث أعلنوا جميعا انضمامهم لحزب «المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق، والقيادي المنشق عن الحزب الحاكم.

تساقط الأوراق

وأكدت وسائل إعلام تركية أن هذه الاستقالات تعد «استمرارا لتساقط أوراق الحزب الحاكم»، الذي يعاني منذ فترة من اضطرابات وانشقاقات في صفوفه، شملت قياديين ورفقاء سابقين لإردوغان قرروا التخلي عنه بعد استئثاره بحكم البلاد، والدخول بها في نفق مظلم.

وضربت الانشقاقات حزب الحركة القومية، حليف العدالة والتنمية، حيث أعلن عدد من أعضائه انشقاقهم، يونيو الماضي، بسبب رفضهم التحالف مع الحزب الحاكم، وهناك تحالف بين الحزبين يسمى بتحالف «الجمهور» اضطر الحزب الحاكم لإبرامه، قبل الانتخابات المحلية التي شهدتها البلاد مارس 2019، بسبب تهاوي شعبيته، ورغم ذلك تعرض التحالف لخسائر فادحة تمثلت في فقده عددا من البلديات الكبرى ومن بينها بلدية إسطنبول التي كانت معقل العدالة والتنمية على مدار عقدين من الزمان.

مظاهر البذخ

على صعيد متصل، تسببت مظاهر البذخ التي يتباهى بها مقربون من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في إثارة حفيظة الشارع التركي، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعيشها البلاد من ارتفاع في معدلات البطالة والفقر.

ونقلت «العربية نت» مشاهد نشرها مقربون من الرئيس التركي وعائلته، وأبناء مسؤولين في حزب العدالة والتنمية، سلطت الضوء على التناقضات التي يعيشها الحزب الحاكم، بين الوعود بالتنمية والوصول إلى مرحلة غير مسبوقة من إهدار المال في أقل من 20 عاما من وصوله إلى سدة الحكم.

وظهر رئيس جناح الشباب في فرع حزب العدالة والتنمية في شانلي أورفا، محمد صالح ساراتش، في مقطع فيديو وهو يسترخي في حوض استحمام ساخن، مطالبا «الفقراء» بعدم إزعاجه، وفق ما ذكر موقع «أحوال» التركي، قبل أيام، وفي 2013، وبينما كانت تركيا غارقة في الفساد، نشرت مكالمات هاتفية مسربة على وسائل التواصل الاجتماعي يسأل فيها نجل إردوغان أباه عما يجب فعله بآخر 30 مليون يورو (34 مليون دولار) لم يستطع التصرف فيها.

تسريبات ابنة الرئيس

وتسببت تسريبات في إحراج سمية ابنة الرئيس إردوغان، عندما أشارت إلى مطالبتها بمنازل فاخرة على شاطئ البحر في غرب تركيا، في مكالمة هاتفية جرت بينها وبين رجل الأعمال لطيف توبباش.

وظهرت صور لأركان يلدريم، نجل بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي السابق، وهو على طاولة للمقامرة في سنغافورة، مما وضع نخب حزب العدالة والتنمية في مأزق كبير، ونشر عدنان سلجوق ميزراكلي، عمدة ديار بكر الذي اعتقل في 2019 بتهم تتعلق بالإرهاب، فيديو يظهر حماما فاخرا، مصحوبا بعبارة «كل هذا بني بثروات الشعب».

وصورت وكيل وزارة الصحة أحمد أمين سليمان، حفلا لانتظار مولودها في أحد قصور «أهلامور» العثمانية في منطقة بشكتاش في إسطنبول، مما أثار جدلا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب هذا البذخ.

وشاركت مرشحة برلمانية عن حزب العدالة والتنمية أهو كالفا، مقطع فيديو للقاء مع أقربائها العام الماضي، وأظهر مزيدا من البذخ والترف.

معاناة الفقراء

وفيما تنتشر فيديوهات البذخ لأقارب إردوغان، تصاعدت معدلات الجوع والبطالة ومعاناة الفقراء في البلاد، واستمرار تهاوي العملة المحلية، وكشف تقرير تركي حكومي مطلع العام الحالي، أن الحد الأدنى لمعيشة عائلة تتكون من 4 أفراد قد وصل إلى نحو 7 آلاف ليرة تركية، فيما وصل حد الجوع إلى 3 آلاف و408 ليرات بدءا من ديسمبر 2019.

وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي في عام 2018، أن أكثر من 14% من الأتراك يعانون من الفقر، و28.8 % يعانون فقرا شديدا.

ولفت التقرير إلى أن 69.2% من الشعب التركي لديه ديون أو مدفوعات تقسيط، فضلا عن مصروفات المنزل وشراء الوحدات السكنية، وأن 60.8% لا يستطيعون توفير مصروفات قضاء عطلة أسبوعية بعيدا عن المنزل، و13.4% من المواطنين تعد مصروفات المنزل عبئا كبيرا عليهم.