فورن بوليسي: شباب تركيا يكرهون إردوغان

الجمعة - 17 يوليو 2020

Fri - 17 Jul 2020

ذكر تقرير لموقع «فورن بوليسي» الأمريكي أن الآلاف من الشباب الأتراك اليافعين الذين انضموا إلى يوتيوب لمشاهدة إردوغان، أرادوا توجيه الرسائل مباشرة إلى الرئيس، فاستخدموا خانة التعليقات لانتقاده، وضغط الآلاف منهم على زر «استياء» بدلا من زر «لايك»، ليخبروه أنهم يكرهونه، ولن يحصل على أصواتهم في الدورة المقبلة.

وبحسب التقرير، فإن عددا من الشباب الغاضبين هم طلاب مدارس وجامعات، وعانى عدد منهم من تغيير الحكومة مواعيد الامتحانات وبدء السنوات الدراسية مرات عدة خلال الأشهر الماضية، نتيجة لسوء التخطيط المرتبط بجائحة كورونا، وفقا لموقع «24» الإماراتي.

وما حصل عبر يوتيوب لم يكن سوى طرف الجبل الجليدي للغضب الشعبي ضد إردوغان، والذي تكشف لاحقا عبر تويتر من خلال هاشتاغ #OyMoyYok (لا أصوات لك)، والذي تحول إلى العبارة الأشهر على تويتر التركي.

وما الحل الذي اتخذه فريق إردوغان؟ تعطيل خدمة التعليقات على يوتيوب، ودفع الرئيس التركي إلى إعلان خطط للتحكم بمنصات التواصل الاجتماعي، وحتى الذهاب إلى إغلاقها بشكل تام.

وترى المجلة الأمريكية أن رفض الشباب للصورة المحافظة التي يحاول إردوغان فرضها على المتجمع التركي متعلق بسوء نوعية التعليم، حيث باتت المواد التعليمية المتعلقة بالدين تحل مكان المواد التعليمية الاعتيادية. ويعد أولياء الأمور من أكثر المنتقدين للجرعة الثقيلة من التعليم الديني في المدارس التي باتت اليوم تمنع الحصول على ما يكفي من دروس الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا التي تعد ركيزة النجاح في الامتحانات الجامعية.

القلق المتزايد حول جودة التعليم أوسع من الإطار الديني، إذ إن له علاقة بتدخل إردوغان المستمر والمتزايد في النظام الجامعي. إذ بات الرئيس التركي، بعد التعديلات التي حدثت على دستور البلاد في 2018، صاحب السلطة الوحيدة لتعيين رؤساء جميع الجامعات العامة والخاصة، وأغلب من وصل اليوم إلى سدة المسؤولية في الجامعات يوصمون بأنهم موالون سياسيون ذوو مؤهلات أكاديمية ضعيفة.

ويرى التقرير أن جودة التعليم أصبحت واحدة من أكبر المخاوف بين الشباب الأتراك، حيث يعتقد عدد منهم أنه يمكنهم الحصول على تعليم جيد فقط في بلد غربي. وحتى مع زيادة حصة خريجي المدارس الثانوية الذين يتوجهون إلى التعليم العالي، يشك عدد من الشباب في أن شهادتهم ستوفر لهم وظيفة لائقة.

ومع بلوغ البطالة بين الشباب 27% العام الماضي، يزيد من مخاوف الشباب انتشار منطق المحسوبية في عهد إردوغان. إذ تعتقد الغالبية العظمى من الأتراك أن القاعدة الفعالة الآن لا تتعلق بمستوى العلم الذي حصلت عليه، ولكن بمستوى الأشخاص الذين بإمكانهم أن يؤمنوا لك الوظيفة، ويشكو من هذا المنطق حتى أولئك الذين يدعمون إردوغان والذين يشكون من عدم وجود توظيف قائم على الجدارة في كل من القطاعين العام والخاص.