شاكر أبوطالب

السعودية الأجدر لقيادة منظمة التجارة العالمية

الخميس - 16 يوليو 2020

Thu - 16 Jul 2020

يؤكد إعلان المملكة العربية السعودية ترشيح المستشار في الديوان الملكي محمد بن مزيد التويجري، لتولي منصب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، إيمان القيادة بأهمية تطوير النظام التجاري العالمي متعدد الأطراف، ليصبح أكثر قوة ومرونة لمواجهة التحديات المتنامية والمتغيرة التي يشهدها العالم، من خلال قيادة منظمة التجارة العالمية للنهوض بها وتمكينها من القيام بدورها الحيوي في صياغة وإنفاذ قواعد التجارة الدولية، ورعاية وتطوير الاقتصاد والتجارة الدولية، وصياغة رؤية استراتيجية للدول الأعضاء بمجموعة العشرين لتعزيز دور التجارة المهم في دفع النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.

ولدينا العديد من عوامل النجاح لخوض هذا السباق الانتخابي، فمرشحنا محمد التويجري جدير بالمنصب، فهو كفاءة وطنية تملك سجلا حافلا من الخبرات الإدارية والتجارب العملية والمناصب القيادية، وخير ممثل لوطنه، وخير قائد لمنظمة التجارة العالمية لتوثيق التعاون الدولي متعدد الأطراف.

وتتفوق المملكة على جميع الدول الأعضاء بالمنظمة في نسبة تجارتها الدولية لناتجها المحلي التي فاقت 70%، وحازت مراتب متقدمة عالميا في التنافسية وإصلاح بيئات الأعمال وجذب الاستثمارات، وتستحق أن تتبوأ مثل هذا المنصب، خاصة أن المملكة تتمتع بعمق عربي وإسلامي، وموقع جغرافي استراتيجي، وقدرات استثمارية ضخمة.

وقبل ذلك كله، فإن المملكة ليست طرفا في الصراعات التجارية الحاصلة بين بعض الدول، وتتمتع بعلاقات مميزة مع معظم دول العالم، مما يجعلها الدولة الأمثل لتولي قيادة المنظمة في مرحلة حرجة يمر بها الاقتصاد العالمي، إضافة إلى حجم إسهامات المملكة في دعم التعاون الدولي والمنظمات الدولية، وتشديد قيادتها على ضرورة استعادة التدفق الطبيعي للسلع والخدمات في أسرع وقت لاستعادة الثقة في الاقتصاد العالمي، ومساعدة الدول الأقل نموا لتحقيق أهدافها التنموية.

ومن أبرز العوامل المساندة أن المملكة ترأس هذا العام قمة مجموعة العشرين، ونظمت حتى اليوم سلسلة ناجحة وفاعلة من الاجتماعات الواقعية والافتراضية في مختلف مجالات التركيز ذات العلاقة بجدول أعمال القمة، الأمر الذي يسهل على المملكة عملية التواصل مع ممثلي مجموعة دول العشرين والمنظمات الدولية المشاركة.

وينبغي إدارة المعركة الانتخابية باقتدار، وأن نحدد جيدا مصالح كل دولة على حدة، ثم نحدد وبوضوح المصالح المشتركة بين معظم الدول، خاصة الدول ذات التأثير القوي.

ويجب الاستفادة من دروس الماضي، فقد أرجع الراحل غازي القصيبي فوز المرشح الياباني بمنصب المدير العام لمنظمة اليونيسكو إلى ستة عوامل أساسية: التخطيط الاستراتيجي طويل المدى، واستخدام كل الأسلحة المتاحة في المعركة الانتخابية، والقراءة السليمة للواقع الدولي، والحيلولة دون ظهور مرشح قوي واحد، والاعتماد على مصادر معلومات دقيقة، والتركيز على الهدف الرئيس وحده دون أي أهداف جانبية أخرى.

ويجب أن ندرك تماما أهمية الوقوف بكل قوة نملكها خلف مرشحنا في الانتخابات، وأنه من الضروري جدا تحرك جميع البعثات الدبلوماسية السعودية في العالم لتسويق رؤية مرشحنا لقيادة منظمة التجارة العالمية، واستثمار جميع العلاقات التجارية من قبل الشركات السعودية العالمية ورجال الأعمال السعوديين لدعم حظوظ مرشحنا في التنافس الانتخابي، لأن الفوز برئاسة منظمة التجارة العالمية يسهم في تعزيز هوية المملكة ومكانتها في المشهد العالمي.

وينبغي النظر إلى ترشح السعودية لأي منصب دولي أو قاري أو إقليمي بأنه حرب حقيقية يجب أن لا نخسرها بأي حال من الأحوال، لانعكاساتها العديدة على سمعة المملكة وصورتها الذهنية لدى الدول والمجتمعات حول العالم.

shakerabutaleb@