برجس حمود البرجس

استعادة الدور المأمول لمنظمة التجارة العالمية

الخميس - 16 يوليو 2020

Thu - 16 Jul 2020

ترشيح المملكة العربية السعودية لمحمد بن مزيد التويجري لمنصب المدير العام لمنظمة التجارة الدولية يأتي تأكيدا على دور المملكة في تعزيز التجارة الدولية، خاصة أن المملكة هي اللاعب الرئيس الأكبر في التبادل التجاري بين دول العالم للسلعة الأكثر أهمية والأكبر حجما - النفط، إضافة إلى أن المملكة أحد أعضاء مجموعة العشرين وهي أكبر الدول بحجم الاقتصاد.

دول العالم مترابطة كثيرا ومتداخلة في تجارتها واستثماراتها، أصبحت كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد. النقاشات بين بعض دول العالم على شروط وقيود واستثناءات للتصدير والاستيراد، كالخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، تؤرق التجارة الدولية بأجمعها، وتزيد من تقلبات الأسواق المالية وترفع من المخاطر للاستثمارات، هذا يزيد من أهمية فرض أنظمة منظمة التجارة العالمية وحرصها على الاستقرار ونمو الاستثمارات ومصلحة الجميع.

الدور الرئيسي الذي يجب أن تلعبه منظمة التجارة العالمية هو المساعدة في سريان وتدفق التجارة بين الدول بسلاسة من خلال إدارة الاتفاقيات الخاصة بالتجارة، والتواجد كمنتدى للمفاوضات المتعلقة بالتجارة أيضا، وفض المنازعات المتعلقة بالتجارة، ومراجعة السياسيات القومية المتعلقة بالتجارة، والتعاون مع المنظمات الدولية الأخرى. يتضح من الوضع الحالي غياب لفاعلية هذه الأدوار.

أتى حرص المملكة على ترشيح محمد التويجري وزير الاقتصاد والتخطيط السابق والمستشار بالديوان الملكي في مجال الاستراتيجيات الاقتصادية في الداخل والخارج، أتى للمشاركة بالاستقرار والمساهمة بفعالية في تطوير أنظمة التجارة العالمية، وضمان استعادة التدفق الطبيعي للسلع والخدمات لاستعادة الثقة في الاقتصاد العالمي، كما ورد في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - خلال رئاسته قمة مجموعة العشرين لهذا العام.

تجربة المملكة العربية السعودية في إعادة التوازن في أسواق النفط العالمية في الربع السابق لهذه السنة كانت ناجحة لضمان حقوق المنتجين والمصدرين والمستهلكين، واستعادت أسواق النفط استقرارها الجزئي وفي طريقها للاستقرار الكامل، كانت التجربة مختلفة حيث اختلفت آراء الدول لإعادة تصحيح مسار إمدادات النفط العالمية فتدهورت أسعار النفط خلال أسابيع قليلة، ثم عادت الدول لتطبق توصية المملكة من خلال دورها الفاعل في منظمة أوبك، وخلال أسابيع قليلة عاد الجزء الأكبر من الاستقرار.

حرص المملكة على ترشيح التويجري يأتي من الحرص على إعادة الدور الفاعل لمنظمة التجارة العالمية من خلال إدارة المنظمة وإخراجها من دورها الروتيني القاتل الذي يفقدها كثيرا من مزاياها والأدوار التي تسطيع أن تقوم بها.

لو نظرنا للمرشحين من الدول الأخرى سنجدهم من دول كوريا والمملكة المتحدة ونيجيريا ومصر وكينيا والمكسيك ومولدوفا، وفي غالبها ينُظر إليها كمناصب تشريفية وأعمال روتينية، وهذا تمادٍ في إضعاف دور المنظمة. المملكة تحرص من خلال مرشحها إعادة وتجديد وفاعلية الدور المأمول لمنظمة التجارة الدولية.

Barjasbh@