عبدالله العلمي

الأسوأ أصبح خلفنا

الأربعاء - 15 يوليو 2020

Wed - 15 Jul 2020

ليس من عادتي الانضمام للمتشائمين أو المُطبلين، فالمبالغة في رسم صورة وردية لا تختلف عن افتعال نظرة تشاؤمية. لا شك أن السعودية تأثرت، كما تأثرت جميع دول العالم، بتداعيات فيروس كورونا، ولكن علينا أيضا إبراز تجاربنا الناجحة رغم كل الظروف الصعبة.

شهدت الأسواق السعودية تراجعا في إنفاق المستهلكين خلال الأشهر القليلة الماضية، تزامنا مع انخفاض أسعار النفط وارتفاع تكاليف إدارة أزمة كورونا. هذه وقائع اعترفنا بها، إلا أن مؤسسة النقد «ساما» أعلنت بوضوح عن ضخ 50 مليار ريال لتمكين القطاع المصرفي من تقديم تسهيلات للقطاع الخاص. أما السوق المالية السعودية فهي تتوسع بأدوات المشتقات والعقود المستقبلية.

من الحقائق على الأرض رفع الضريبة المضافة وتأثير أزمة الفيروس على الأفراد والاقتصاد، إلا أننا للأسف نهمل خبر تسديد الدولة مستحقات القطاع الخاص، وأن بعض السلع والخدمات معفاة من الضريبة مثل قطاع الإيجار السكني والخدمات التعليمية والصحية.

نعم، لدينا قطاعات تأثرت مثل العقارات وبعض الأعمال التجارية، إلا أن القليل منا ذكر أن السعودية اتخذت 142 مبادرة بإجمالي 214 مليار ريال، لدعم المستثمرين والأفراد.

لا شك أن الجائحة تسببت في تباطؤ الحركة الاقتصادية في جميع دول العالم. نحن أجلنا علانية بعض مشاريع التمويل والاستثمار، ولكن علينا أيضا تشجيع ثقافة الإنتاج محل الاستهلاك، والالتزام بالتعهدات عوضا عن الانزلاق والانفلات.

لعلي أذكر مثالين على نجاح السعودية في كبح جماح تراجع أسعار النفط خلال فترة أزمة كورونا. أولا، تم الالتزام - ولو جزئيا - بتطبيق اتفاقية خفض إنتاج دول «أوبك بلس» لتحقيق توازن الأسواق العالمية. ثانيا، نجحت أرامكو السعودية في تسويق إنتاجها بسواعد موظفيها، إضافة للملاءة المالية القوية للشركة وقدراتها التسويقية.

لعلي أحدثكم عن أمثلة وحقائق إيجابية أخرى. السعودية أنجزت 60% من المرحلة الأولى من مدينة الملك سلمان للطاقة، ونحن عازمون على استكمال أكبر المجمعات الصناعية بالشرق الأوسط التي تستهدف نحو 100 ألف وظيفة جديدة.

كذلك حققت المملكة قفزة نوعية في تطوير الحكومة الالكترونية وفي قطاع الاتصالات على مستوى دول مجموعة العشرين. هذا ليس كل شيء، بل تمت إعادة جدولة بعض المشاريع وتأجيل سداد أقساط القروض المستحقة لعام 2020 للحد من الآثار المالية على القطاع الخاص.

التعامل مع الظروف الحرجة الراهنة بتشنج واحتراب يُغيّب رحابة الرؤية. ما زلت أجد بصيص أمل في قول رئيس شركة أرامكو أمين الناصر - على مسؤوليته طبعا - أن «الأسوأ في الجائحة أصبح خلفنا وأننا سنخرج بشكل أقوى».

AbdullaAlami1@