آلاء لبني

كورونا وطلاب 2020.. التعليم وتكافؤ الفرص

الاثنين - 13 يوليو 2020

Mon - 13 Jul 2020

هذا العام طلاب الثانوية العامة واجهوا عددا من الضغوط والقلق والمخاوف من الحاضر والمستقبل.

الظروف الاستثنائية بسبب كورونا تسببت بإغلاق المدارس وأثرت على المستوى التحصيلي، الذي يختلف حسب الإمكانات والبدائل التعليمية المتاحة التي يتفاوت أداؤها وآثارها.

تسابق المسؤولون بوزارة التعليم للإشادة بنجاح التعليم عن بُعد نتائج وأرقاما، وغابت معها بعض الوقائع والسلبيات! كفاقد نواتج التعلم ومستوى التحصيلي، ولن يقاس مدى النجاح بعدد دخول البوابة أو المشاهدات! هذا ليس معيارا لقياس العملية التعلييمة والمستوى التحصيلي ووجود شروح للدروس لا يعنيان عدم وجود فاقد تعليمي ولا الجاهزية لكل الخيارات!

هناك تفاوت في قطاع التعليم بين الحكومي والخاص، وبين المدارس وتواصل الطلاب بالمعلمين، وقدرات المعلمين متباينة في إدارة الدروس عن بعد، والفجوة الرقمية بين طلاب المدن وأقرانهم في القرى حيث تشحّ وسائل الاتصال الحديثة، واختلاف الجوانب الاقتصادية بين الأسر،وغيرها، مما يؤثر على الناتج التعليمي، مما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في المستقبل للتخطيط للعملية التعليمية عن بعد.

القلق والانتظار والتأخر في إيضاح الخيارات المطروحة من قبل التعليم! وترديد تصريحات الاستعداد لكل الخيارات للاختبارات! وإغفال أهمية وضوح الإجراءات لكي يتسنى للطالب التهيئة النفسية، وبعد هواجس الانتظار تم اعتماد النجاح وفق درجات الفصل الأول الدراسي، كان من الممكن إدارة الأزمة وتخفيف الضغوط واستغلال الأوقات في الاستعداد للتحصيلي.

هل سمعتم ببرنامج التهيئة والتدريب لطلاب الثانوي الذي يهدف إلى رفع الاستعداد النفسي والمعرفي؟ يبدو أنه سقط سهوا هذا العام!

بسبب كورونا هيئة التقويم قلصت عدد فرص اختبار القدرات التي كانت متاحة سابقا للاختبارات، أحبط كثير من الطلاب! فبدل أن تتحسن فرصتهم في النسبة الموزونة فقدوا الأمل، لماذا لم تتح القدرات عن بعد لاستكمال الفرص المتاحة؟

قرأت يوم السبت البيان الصحفي لهيئة التقويم لنتائج التحصيلي لـ 334 ألف طالب، واستوقفني انخفاض نسبة المتميزين 6.4% فقط. الإشادة بالمنجزات ونجاح تجربة الاختبار عن بعد تغلب تناول معالجة نقاط الضعف والخلل! وذكر البيان أن «هدف اختبار التحصيلي لتحقيق العدالة والمساواة بين جميع المختبرين وتكافؤ الفرص بين الطلبة ويخدم الجامعات في عمليات الاختيار لرفع كفاءة التعليم، خاصة في التخصصات النوعية».

التساؤلات المنبثقة من البيان عديدة، والتعقيب على أداء الهيئة خلال الفترة الماضية يحتاج لمزيد من المقالات، لماذا نسبة المتميزين منخفضة؟ أمر يجب أن يخضع للدراسة ولكل العوامل المؤثرة من المدارس والظروف الطارئة لكورونا إلى أدوات التقييم المستخدمة.

لماذا تأخرت النتائج؟ ما الحكمة من ذلك؟ لماذا لم تتح للطلاب فرصة ثانية لأداء الاختبار

أسوة بالمتبع في السنوات السابقة من اختيار الدرجة الأعلى؟ التجربة الأولى دوما هي الأضعف في النتائج.

أسئلة التحصيلي بلغت 44 سؤالا، أقل مما يوضع في العادة، بمعنى أن توزيع قيمتها أخذ قيمة أعلى، عن أي عدالة نتحدث! بهذا الاختبار لم يتح للطالب مراجعة الأقسام التي تم الانتهاء من حلها.

دفعة 2020 ظلمت بسبب الارتجالية والخيارات المنبثقة من الإطار الضيق، سيترتب على ذلك آثار تمتد للمستقبل كالخيار التخصصي والوظيفي.

ما دور التقويم الحالي وأدوات القياس التي أعطيت على التنبؤ بالمستقبل المهني والعملي للطالب لتحقيق ما يسمى بالعدالة وتكافؤ الفرص؟! الاختبارات التقويمية تحكم على مستوى الطلاب والمدارس، ولا بد أن تعكس الجهد الحقيقي المبذول من الطالب خلال المرحلة الثانوية، وإلا فسوف تكون كل القرارات التي تبنى عليها غير دقيقة في مجال القبول الجامعي.

منذ عشر سنوات والقبول يعتمد بنسبة كبيرة على نتيجة القياس (القدرات -التحصيلي) هل جرت دراسة أثر الارتباط بين المستوى الأكاديمي للطالب بالجامعة ونتيجة اختبار قياس؟

في ظل رؤية المملكة 2030 والتغير المتسارع في جميع المجالات ما هو الجديد في معايير قبول الطلاب في الجامعات؟

هناك آلاف من الخريجين غير راضين بعملهم لعدم رغبتهم في تخصصهم الجامعي، وبالتالي لم يتميزوا بمجال العمل الحالي، ماذا عن معايير القبول ورغبات الطلاب؟

الحديث ليس لنتائج هذا العام فحسب، هناك فجوة بين نتائج اختبارات الثانوية العامة ونتائج القدرات والتحصيلي، وذلك لصالح نتائج اختبار الثانوية، ما هي أسباب الفجوة؟ سعة الفجوة تعني وجود خلل في الأداء التعليمي بين متوسط نتائج الثانوية ومتوسط نتائج اختباري القدرات والتحصيلي. ولهذا أسباب عديدة، منها: عدم الإلمام بالمهارات الحسابية في المقررات الدراسية، عدم التدريب الكافي للقدرات والتحصيلي بالمدارس سواء لارتفاع نصاب المعلم أو غير ذلك، عدم وجود خطة طوال العام وتخصيص حصص للقدرات والتحصيلي.

مستوى الطلاب والفروقات بين طلاب المدن والقرى، حتى ما يتعلق بالطلاب الذين يعانون صعوبات التعلم، ماذا عنهم؟

ختاما، نعلم جميعا أن من يترأس المشهد اليوم لم يعرف سابقا اختبارات قياس، ووجد الطريق ممهدا لاستكمال دراسته العليا خارج المملكة دون أن يقدم أي قياس داخلها!

ومنهم من رسب مرارا كما ورد على ألسنتهم، لكنه نجح عمليا وإداريا بعد ذلك.

لكل مسؤول: رفقا بالطلاب فمهما امتدح البعض الجيل السابق من الناجحين، فالتحدي وسبل النجاح أصعب لهذا الجيل كالقبول الجامعي والوظيفي، في ظل تشديد الإجراءات مع وجود آلاف الملهيات.

AlaLabani_1@