«واتس اب» يورط إيران في مقتل الهاشمي

مخطط التصفية بدأ بتلفيق الإشاعات.. ورسائل تهديد انتهت بوابل رصاص
مخطط التصفية بدأ بتلفيق الإشاعات.. ورسائل تهديد انتهت بوابل رصاص

الأربعاء - 08 يوليو 2020

Wed - 08 Jul 2020





هشام الهاشمي
هشام الهاشمي
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي محادثات «واتس اب» تكشف تورط حزب الله العراقي الإرهابي الموالي لإيران، في اغتيال الباحث والخبير الأمني هشام الهاشمي، بعدما قتل أمام منزله في بغداد قبل يومين.

ونشر زعيم «تيار مواطنيون» العراقي غيث التميمي، عبر حسابه الرسمي في موقع «تويتر»، محادثة جرت بينه وبين الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، تكشف تلقي الأخير تهديدات بالقتل من ميليشيات «حزب الله» العراقي.

وأوضحت المحادثة التي تمت على تطبيق «واتس اب» تلقي الهاشمي تهديدات بالقتل من قبل ميليشيات «حزب الله» العراقي، وطلب الخبير الراحل النصح من غيث التميمي بشأن التعامل مع تلك التهديدات.

وقال التميمي، المقيم في لندن، عبر تغريدته «كما وعدت وفاء لك يا هشام، لن أسكت وأشترك في قتلك عن طريق إخفاء الأدلة عن الرأي العام». وأضاف «دم هشام مسؤوليتنا يا شباب يجب أن لا نسكت على جرائمهم، يجب أن لا ينام القتلة آمنين».

سياسة المافيا

وتوعد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بملاحقة القتلة، مشددا على أنه لن يسمح بـ«سياسة المافيا» في البلاد، فيما أعلن في العراق عن تشكيل هيئة تحقيقية تختص بجرائم الاغتيالات في بغداد وبقية المحافظات.

وقال الكاظمي خلال جلسة لمجلس الوزراء، إن «العراق لن ينام قبل أن يخضع القتلة للقضاء»، مشددا على أن «من تورط بالدم العراقي ستلاحقه العدالة ولن نسمح بالفوضى وسياسة المافيا أبدا». وأضاف «لن نسمح لأحد أن يحول العراق إلى دولة للعصابات، غصة اغتيال هشام الهاشمي لم تفارقنا، إلا أن واجبنا كقادة للدولة أن نحول الحزن والأسى إلى إنتاج وإنجاز مباشر». وتابع «إننا مسؤولون، والإجابة الوحيدة التي يتقبلها منا الشعب هي الإنجاز، والإنجاز فقط، العمل والإنجاز هو طريقنا، والدولة هي مرشدنا ومعيارنا، وقانون الدولة سقفنا ولا أحد فوق القانون»، وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أنه وجه بإطلاق اسم الهاشمي على أحد شوارع العاصمة بغداد.

مطالب بالقصاص

وفيما شيع عراقيون أمس الأول، جثمان الهاشمي، تعالت الأصوات المطالبة بالقصاص والكشف عن منفذي العملية، وحمل أصدقاء الهاشمي وأفراد عائلته نعشه على الأكتاف وساروا به نحو مثواه الأخير، وسط دموع الحزن والأسى على مقتله.

وأعلنت الحكومة العراقية عن تشكيل هيئة تحقيقية تختص بجرائم الاغتيالات. وذكر مجلس القضاء الأعلى في العراق أنه تم «تشكيل هيئة تحقيقية قضائية من ثلاثة قضاة وعضو ادعاء عام تختص بالتحقيق في جرائم الاغتيالات في العاصمة بغداد وفي بقية المحافظات». وأوضح المجلس، في بيان، أن الهيئة التحقيقية ستعمل بالتنسيق مع وزارة الداخلية.

ولاقت جريمة اغتيال الهاشمي على يد مسلحين مجهولين مساء أمس الأول، تنديدا عربيا ودوليا واسعا، وسط مطالبات بالكشف عن مرتكبي حوادث الاغتيالات وحصر السلاح بيد الدولة فقط.

محاسبة القتلة

ودعا ستيفين هيكي السفير البريطاني في بغداد، المجتمع الدولي لدعم الدولة العراقية ومؤسساتها، ومحاسبة قتلة الخبير الأمني هشام الهاشمي، وقال «أعلم أن هناك إرادة قوية من المجتمع الدولي لدعم العراق لمحاسبة المتورطين في اغتيال هشام الهاشمي».

وكشف السفير البريطاني في بغداد عن محادثات مع مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي، تناولت أهمية الاستمرار في التصدي لكتائب حزب الله (المنضوية تحت راية ميليشيات الحشد الشعبي) وغيرها من التنظيمات الإرهابية.

وشدد على أنه «لن يستطيع التحالف الدولي إنجاز مهامه دون مساعدة الحكومة العراقية ومؤسساتها المختلفة».مخطط التصفية

وتعرض الهاشمي قبل مقتله لحملة انتقادات شرسة من قبل حسابات الكترونية تابعة لميليشيات إيران في العراق، تتهمه بمعاداة مشروعها، وقبل أيام فقط من اغتياله، تداولت حسابات الميليشيات مقطع فيديو يتهم الخبير الأمني بالتحول عن مذهبه الشيعي من أجل أن يصبح قياديا سنيا، في تهم أكد مراقبون أنها أوضحت بالكاشف وجود مخطط لتصفية الهاشمي.

ويعد الهاشمي خبيرا أمنيا وكاتبا مختصا في شؤون الجماعات الإرهابية استفزت تحليلاته الأمنية التنظيمات المتطرفة والميليشيات الموالية لإيران، وتعرض للقتل بعد أن تحول إلى خطر على النمط الظلامي المتطرف للإرهابيين والموالين لطهران من الرابضين بمفاصل الدولة العراقية أو على هامشها.