لماذا قتلت إيران الهاشمي؟

واشنطن بوست: الميليشيات التابعة لطهران اغتالت الباحث العراقي أمام منزله
واشنطن بوست: الميليشيات التابعة لطهران اغتالت الباحث العراقي أمام منزله

الثلاثاء - 07 يوليو 2020

Tue - 07 Jul 2020

اتهمت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الميليشيات الإرهابية التابعة لإيران باغتيال المحلل السياسي العراقي هاشم الهاشمي، بعدما كرر انتقادها في مناسبات عديدة وخلال تحليلاته الفضائية.

وقال تقرير الصحيفة الأمريكية الذي نقلته «العربية نت»، إن الهاشمي كان هدفا بارزا للميليشيات التابعة لإيران منذ فترة رئاسة عادل عبدالمهدي، وتعرض لتهديدات عديدة منها،

ونقلت عن مسؤول أمني، إن الباحث البارز قتل بالرصاص مساء أمس الأول أمام منزله في بغداد، وإن المسلحين انتظروه على دراجة نارية ثم هاجموه وبعدها فروا هاربين من مكان الحادث، ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن القتل.

ووصفت الصحيفة الأمريكية مقتل الهاشمي بالخسارة الجسيمة في الحرب على الإرهاب، ووصفت ما حدث بأنه مخطط اغتيال يسير ببطء، ويستهدف كل من ينتقد طهران أو يتجرأ على نفوذها في العراق.

محاكمة القتلة

ورأت «واشنطن بوست» أن الهاشمي كان هدفا متكررا للدعاية التي تقوم بها جماعات الميليشيات المدعومة من إيران، وقال أصدقاؤه وزملاؤه إنه واجه موجة متزايدة من التهديدات، وكان الباحث من بين كبار الخبراء في العالم بشؤون تنظيم داعش الإرهابي، حيث قدم تفاصيل أعماله الداخلية إلى وسائل الإعلام الدولية، وقدم المشورة للحكومة العراقية بشأن ردها، وتحدث في الفترة الأخيرة عن «الإفلات من العقاب الذي تتمتع به الميليشيات المدعومة من إيران في العراق».

وفيما ألقى رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي باللوم على مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، متعهدا في بيان «بتعقبهم ومحاكمتهم»، حثت السفارة الأمريكية في بغداد الكاظمي على الوفاء بوعده. وقالت في بيان «ندعو الحكومة العراقية إلى تقديم المسؤولين عن مقتله إلى العدالة السريعة».

موجة غضب

وتسبب اغتيال الهاشمي في موجة من الغضب والحزن عبر قنوات الإعلام الرسمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، ونقلت «العربية نت» عن لهيب هيغل، كبير محللي مجموعة الأزمات في العراق «إن مشاهدة زملاء الدكتور هشام ينفجرون في البكاء وهم يحاولون التعليق على اغتياله، أمر يكشف من هو، وفي كل مرة التقيت به كان يشجعني على بذل المزيد من العمل، والبحث عن فرص جديدة للخدمة، أنا لا أعرف كيف جعل الوقت للجميع».

و أعلنت وزارة الداخلية العراقية أن القائد العام للقوات المسلحة السيد مصطفى الكاظمي، أمر بإعفاء قائد الفرقة الأولى بالشرطة الاتحادية من منصبه» التي تتمركز في العاصمة بغداد، وذكر مصدر أمني أن الإقالة تأتي على خلفية اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي في العاصمة بغداد، وأضاف أن قائد الفرقة الأولى بالشرطة الاتحادية هو العميد الركن محمد قاسم وهو مسؤول عن قاطع الرصافة بالكامل.

معركة شرسة

ويرى المراقبون أن رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي سيواجه معركة شرسة لكبح جماح الميليشيات الموالية لإيران المنتشرة في العراق، في ظل تغلغلها الكبير داخل الكثير من المدن العراقية.

وقال المغدور هاشم الهاشمي في منشور على فيس بوك يوم الأحد الماضي، إن التغيير الأخير في القيادة السياسية العراقية أثر على سلطة الحركة المرتبطة بإيران في العراق.

وكتب أن هجماتهم الأخيرة كانت مدفوعة بـ»الانتقام والعبث».


  • 47 عاما

  • يعد أحد أبرز الخبراء الدوليين المحللين لتنظيم داعش

  • يملك العديد من الأبحاث المهمة

  • عرف بجرأته في مناقشة القضايا الأمنية والسياسية

  • كان قريبا من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي

  • أدار برنامج الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب بمركز “آكد”

  • عضو بفريق مستشاري لجنة تنفيذ ومتابعة المصالحة الوطنية

  • نشر كتابات عن دور الفصائل المدعومة من إيران في العراق

  • عمل مستشارا للحكومة العراقية بشكل غير رسمي


تهديدات حزب الله

وتشير أصابع الاتهام للصحيفة الأمريكية بشكل كبير نحو كتائب حزب الله، وتقول «عندما أمر الكاظمي بشن غارة غير مسبوقة على حزب الله الأسبوع الماضي، بعد وجود أدلة على أنهم كانوا يخططون لهجمات جديدة، كان الهاشمي من بين أوائل الذين شاركوا التفاصيل الكاملة على وسائل التواصل الاجتماعي».

وتضيف «تضمنت الردود على تلك التفاصيل تهديدات من أنصار الميليشيات قالوا فيها إنه يستحق الاعتقال بدلا من ذلك، وأطلق سراح جميع أفراد الميليشيات، فيما عدا واحدا، وبعد ذلك بوقت قصير، استؤنفت الهجمات الصاروخية».

نكسات طهران

ويؤكد التقرير أنه على الرغم من قوة الميليشيات الموالية لإيران، إلا أنها تعرضت لسلسلة من النكسات في العراق منذ نهاية العام الماضي، بعد مقتل زعيمها أبومهدي المهندس في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار، أسفرت أيضا عن مقتل القائد الإيراني قاسم سليماني في يناير الماضي.

وتعهد الكاظمي بإنهاء هجمات الميليشيات على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من المنشآت العسكرية والدبلوماسية الغربية، على عكس سلفه عادل عبدالمهدي، الذي لم يكن قادرا، أو غير راغب، في مواجهة الجماعات المسلحة، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وتعرض الهاشمي لتهديد واسع في نوفمبر الماضي، عندما كان عبدالمهدي في السلطة وفي ظل الاحتجاجات الجماهيرية التي تهاجم نفوذ الميليشيات المدعومة من إيران، وقال لمعارفه إنه تعرض للتخويف من قبل جماعة كتائب حزب الله، وفي الآونة الأخيرة، أصبح أكثر عرضة للخطر.

هاشم الهاشمي: