دخيل سليمان المحمدي

استمروا باختصار حفلات الزواج

الاحد - 05 يوليو 2020

Sun - 05 Jul 2020

مع الألم الذي نعيشه هذه الأيام بسبب انتشار الوباء، إلا أن هناك بارقة أمل بدأت تلوح بالأفق ننتظر أن تهل بخيرها على مجتمعنا الذي ما زال يعيش متألما بين سندان العادات المستحدثة ومطرقة متطلبات الحياة، والأمل المنتظر هو استمرار اختصار حفلات الزواج التي أثقلت كاهل الشباب وأهاليهم كونها ترمي الشاب ببحر الديون المتلاطمة أمواجه تتقاذفه من كل جانب.

شكرا لكل من نادى وطالب وصرح بذلك، لقد تم تعليق الجرس وبدأ البعض كسر حاجز العادات المتعلقة بحفلات الزواج بسبب تداعيات واحترازات الخوف من انتشار فيروس كورونا، مما يتطلب منا الآن دعم هذا التقليص والاختصار ومباركته حتى يتشجع كثيرون في تنفيذه كون الجميع لديه القبول لهذا التوجه.

لقد ذكر لي والد أحد العرسان الذي أقام حفل زواج ابنه مختصرا قبل أيام توفير بين 75% و80% من ميزانية إقامة الحفل المحسوبة مسبقا، وذلك بعدما اختصره بحضور أقل من 50 شخصا من الأقارب، وكان سعيدا بالحفل الذي وصفه بأنه كان جميلا خفيفا مباركا.

رسالة إلى كل أب وأم خاصة أم العروس: هل تعلم أن المبلغ الذي يتم توفيره من ميزانية إقامة الحفل سيعود إلى ابنك أو ابنتك سواء كان مبلغا ورصيد بالبنك أو عدم تحمله كدينٍ يثقل كاهله ويشتت فكره وربما يكون سببا في مشاكله الزوجية والنفسية مستقبلا.

هناك من تحمل الديون الكبيرة لإقامة حفل زواجه وعندما تتحدث معه ناصحا لماذا؟ يقول لك: هي ليلة العمر سأدفع لها وأقترض من أجلها، نعم صحيح هي ليلة العمر، لكنك لن تعيش هذه الليلة فقط، بل هي بداية لمرحلة جديدة تتطلب منك المسؤولية والنفقة.

بالمختصر إن ما تدفعه بليلة العمر سيكون دينا وخصما وقهرا في آخر الشهر.

لقد شاهدنا كثيرا من أبناء الأثرياء اختصروا حفلات زواجات أبنائهم، فعلينا دعم هذه الظاهرة حتى لا تتلاشى مع انتهاء الاحترازات وأن نجعلها الانطلاقة الحقيقية، قد تبدو غريبة لدى البعض لكنها ستصبح مقبولة عندما يشعرون بالسعادة التي يتمتع بها الزوجان وأسرتاهما على الأمد البعيد، دون إرهاق الديون ومتطلبات الحياة.

في استبيان تشرفت بعمله قبل سنوات عن مدى رضا الأهالي والأسر بالتكاليف المصطنعة على حفلات الزواج وجدت أكثر من 97% غير راضين عن ذلك، لكن أجبرتهم التقاليد الاجتماعية.

همسة: المقال يتحدث عن السواد الأعظم في مجتمعاتنا، وشكرا لمن نعرف أنهم ما زالوا متمسكين بإقامة الحفلات المختصرة، وهم من نرفع لهم العقال تشجيعا لفكرهم وعدم انجرافهم خوفا على أبنائهم من التيار المؤدي إلى بحر الديون.