عبدالله المزهر

مختصر الأسبوع (3.7.20)

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

السبت - 04 يوليو 2020

Sat - 04 Jul 2020

في هذا الأسبوع بدأ تطبيق ضريبة القيمة المضافة في حلتها الجديدة، ولا زالت حالات كورونا تحافظ على نفس المستوى التصاعدي، صحيح أني كنت أتمنى أن تبقى الضريبة على وضعها السابق أو أن تلغى، وصحيح أني كنت أتمنى أن يكون الارتفاع في مؤشر السوق المالية وأسعار النفط وليس في عدد حالات كورونا، ولكن وكما قيل «ما كل ما يتمنّى المرء يُدرِكه.. رُبَّ امرئ حَتْفُه فيما تمناه» أو كما قال الشاعر الذي كان من الواضح أن أمنياته تشبه أمنياتي وحاول أن يسلي نفسه بهذا البيت.

وعلى أي حال..

فهذا ملخص ما قلته في مقالات الأسبوع الماضي:

· ما يستفاد من قصة خيمة القذافي هو أنك لا بد أن تختار أحد طريقين في الحياة، الطريق الأول أن تكون واضحا ومواقفك في الخفاء هي ذات مواقفك في العلن من الأشياء والناس والحياة، وهذا الطريق الأجمل دون شك، والأنفع في الدنيا وفيما بعد الدنيا. أما الطريق الآخر إن كان لا بد أن يكون لك أكثر من وجه فهو تجنب الفضفضة في خيمة القذافي. والقذافي - كما تعلم - فكرة والفكرة لا تموت.

· عاد ليفربول لينبش الذاكرة ويقول إن كانت السنوات العجاف قد أنستك لماذا أحببتني في الماضي فهذه هي الأسباب، كنت شيئا يشبه ما أنا عليه اليوم، فرحت بفوزه كمن يعثر على صورة قديمة تجمعه بأصدقاء الطفولة الذين لم يعد يتذكر ملامحهم، ولا زلت أنتظر أن يساعدني الاتفاق في العثور على صورة أخرى.

· المنتظر من الإعلام والفاهمين في الاقتصاد أن يبينوا للناس الأسباب التي دعت إلى فرض الضريبة، وإلى الأذى الذي تم تجنبه بإقرارها، ومقارنته بالأذى الذي تسبب فيه وجودها. وزرع الأمل في نفوس الناس بأن الغد أجمل، وأن هذه المرحلة هي مرحلة التشافي التي لا بد فيها من تقبل «مرارة الدواء». أما تزيين الواقع المر، وتصوير الضريبة على أنها نهر الكوثر، فهو خداع للناس لا ينتظرونه، ونفاق للمسؤولين لا يحتاجونه.

· أكره أن ينتهي راتبي قبل أن أصل للثلث الأخير من الشهر، ويؤلمني كثيرا أن يهوي مؤشر أحلامي ويرتفع مؤشر السلع والخدمات، ولكني متفائل بأن الغد أفضل، وأن الدولة قبل غيرها تعلم أن سعادة الناس وراحتهم هي أقوى أسلحتها، وواثق أنها تسعى لذلك.. وستصل.

· يقال إن الشيء إذا زاد عن حده ينقلب إلى ضده، ولذلك أصبح الإجرام الإيراني يأخذ طابعا كوميديا لا يخلو من عبط يوزع مجانا على الشعب الإيراني الذي لا أشك أنه يحتقره، ويهتم لأمر حياته ومستقبله أكثر مما يهتم للعنتريات الساخرة، لكن الذين يطيرون بمثل هذه الأخبار ويجعلون منها انتصارات عظمى هم قطعان الأتباع العرب، وهم دون شك أسوأ أنواع الأتباع في هذا العالم، لأنهم يذبحون المنطق قربانا للتبعية الضارة المؤذية البلهاء.

· من أصعب ما يواجهه الكاتب بشكل عام أو الكاتب اليومي بشكل خاص هو أن يكتب شيئا يحترم فيه القراء بمن فيهم القارئ الذي يختلف معه، أما الأكثر صعوبة فهو أن يحترم الكاتب نفسه، وأن يكتب ما لا يخجل من أن ينسب إليه، سواء في الدنيا أو في الآخرة، وأن يحاول، إن لم يجد فكرة تحترم عقل المتلقي، أن يحترم اللغة حتى لو كتب فكرة تافهة بشكل أنيق، فالكتابة من أجل الكتابة فحسب والقراءة من أجل القراءة فحسب ليستا منقصة للكاتب ولا للقارئ.

agrni@