أحدث الاكتشافات العلمية الخريطة التفاعلية لتاريخ الجينات البشرية

أخيرا وبعد طول انتظار، تم الكشف عن الخريطة الوراثية للعالم وتاريخها بالتفصيل، وهي تتشكل من 95 مجموعة بشرية مختلفة في جميع أنحاء العالم

أخيرا وبعد طول انتظار، تم الكشف عن الخريطة الوراثية للعالم وتاريخها بالتفصيل، وهي تتشكل من 95 مجموعة بشرية مختلفة في جميع أنحاء العالم

الجمعة - 28 فبراير 2014

Fri - 28 Feb 2014



أخيرا وبعد طول انتظار، تم الكشف عن الخريطة الوراثية للعالم وتاريخها بالتفصيل، وهي تتشكل من 95 مجموعة بشرية مختلفة في جميع أنحاء العالم.

وتظهر بوضوح التأثيرات الوراثية للاستعمار الأجنبي وتجارة الرقيق عند العرب والإمبراطورية المغولية والتجار وطريق الحرير بين أوروبا والصين، في الاختلاط بين البشر.





١٤٩٠شخصا يمثلون ٩٥مجموعة بشرية مختلفة أجريت عليهم دراسة ٤٠٠٠ سنة عمر الاختلاط بين سكان أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية



اختلاط وتمييز



الخريطة التفاعلية التي توصل إليها باحثون في جامعة أكسفورد وجامعة لندن، عرضت لتفاصيل هذا الاختلاط بين السكان في أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، على مدى 4 آلاف سنة.

وتم تمويل هذا العمل العلمي الضخم بصورة رئيسية من قبل “ويلكم ترست” و”الجمعية الملكية” البريطانية.

وخصص لها موقع على الانترات على الرابط التالي:



http://admixturemap.paintmychromosomes.com وتحدد الدراسة العلمية التي نشرتها Science Daily، بدقة تاريخ الاختلاط الوراثي والتمييز الوراثي بين شعوب العالم في الوقت نفسه.

واستخدم الباحثون في هذه الدراسة المهمة، الأساليب الإحصائية المتطورة لتحليل الحمض النووي (DNA) من 1490 شخصا يمثلون 95 مجموعة بشرية مختلفة في العالم.

لقد أصبح “الحمض النووي” قادرا اليوم على سرد القصص الكبرى والتفاصيل الدقيقة عن ماضي البشرية، على حد تعبير أستاذ الإحصاء في جامعة أكسفورد ومركز “ويلكم ترست” لعلوم الوراثة البروفيسور سيمون مايرز، والمؤلف المشارك في هذه الدراسة.

واستخدم الفريق العلمي شفرات الجينوم البشري لجميع الأفراد (1490) وتحديد أجزاء ومقاطع من الحمض النووي، التي يتقاسمها هؤلاء الأفراد من مختلف الأماكن والشعوب، للوصول إلى الأصل المشترك والكامن على طول شريط الكروموسمات.



التو والجنس الأبيض



ويقول مايرز: المنهج الذي استخدمناه لا يكتفي فقط بالمعلومات الجينية، وهذا هو الجديد في الأمر، إنما يعتمد على المعلومات المستقلة من مصادر أخرى، لذا تمكنا من الكشف عن كثير من المعلومات الوراثية التي تتطابق مع الأحداث التاريخية، كما توصلنا إلى أدلة قوية على الاختلاط الجيني والوراثي بين الشعوب المختلفة والتي لم يسجلها المؤرخون في الماضي.

ويضيف: على سبيل المثال، وجدنا أن الحمض النووي لشعب التو (Tu) وهو من الأقليات الصينية الرسمية نحو سنة 1200، مختلط مع جينات الشعوب الأوروبية خاصة اليونان الحديث، وربما انتقل الحمض النووي لشعب التو من أوروبا إلى الصين عن طريق التجار أثناء السفر عبر طريق الحرير، كما اكتشفنا أن التشابه بين شعب التو وسكان الصين ظاهري أما مصدره الجيني فهو الجنس الأبيض في أوروبا.



الجينات المغولية



وتابع مايرز: الشيء نفسه في باكستان وتركيا، حيث كشفت الخريطة الجينية للمغول في أثناء الإمبراطورية المغولية - وكذا سجل الأحداث التاريخية - أن جزءا من الشعب الباكستاني (قبائل الهزارة) ورث بعض الجينات المغولية في نفس الوقت الذي وجدت فيه هذه الجينات في أقصي تركيا مختلطة مع الأتراك أثناء الامبراطورية المغولية أيضا.



مساهمة العرب في اختلاط الجينات



يؤكد الأستاذ في معهد علوم الوراثة في أوروبا والمؤلف الرئيس للدراسة، البروفيسور جاريت هلينثال، أن الطفرات الجينية الفردية قد تحمل إشارات ضعيفة حول المكان الذي عاش فيه الشخص، ولكن مع مزج تاريخ الجينوم البشري ببعض الأحداث السياسية والاجتماعية (التاريخية) نستطيع أن نصل إلى نتائج باهرة، فضلا عن أخذ عينات من أفراد ينتمون إلى المناطق القريبة، وتلك هي ميزة الرجوع إلي مصادر مختلفة للمعلومات لفهم الجينات عموما.

ويضيف: المثال الأبرز على ذلك هو أننا تمكنا من تحديد الأحداث التاريخية الكبرى التي جرت في أوقات مختلفة، وأخذنا عينات من الحمض النووي الوراثي، لمجموعات مختلفة داخل باكستان والصحراء الكبرى في إفريقيا وشرق آسيا وأوروبا القديمة، ووجدنا تقاربا مذهلا في هذه الجينات نتيجة اختلاط هذه الشعوب جميعا وقتئذ، واكتشفنا أن تجارة الرقيق العربية قد ساهمت في هذا الاختلاط، وهو أمر شائع يحفل به التاريخ الحديث والمعاصر، حيث يهاجر الناس إلى اليوم لمسافات بعيدة ويتزوجون ويختلطون بأجناس أخرى.



 



الطفرات الوراثية تروي الأحداث التاريخية



يوضح البروفيسور دانيال فالش من معهد “ماكس بلانك” للأنثروبولوجيا التطورية في لايبزج، والمؤلف المشارك في الدراسة، أن لكل إنسان شفرة وراثية معينة، وتبين أنه نحو سنة 1670 حدث اختلاط في الجينات الوراثية في إسبانيا وغرب أفريقيا وسكان أمريكا الأصليين، بما يتفق مع الروايات التاريخية التي تصف دخول الشعوب الإسبانية والأفريقية والغربية الأمريكيتين، الشمالية والجنوبية، في ذلك الوقت تقريبا.

ويقول: على الرغم من أننا لا يمكننا أخذ عينات من الحمض النووي (DNA) من المجموعات البشرية التي اختلطت في الماضي بشكل مباشر، فإننا يمكننا التقاط كثير من المعلومات عن هذا الحمض النووي لهذه الجماعات الأصلية مثلما هي الحال لاختلاط الناس في العصر الحديث، وهذا تطور علمي مثير للغاية، للأسباب التالية:



1 تقديم رؤى جديدة للأحداث التاريخية، فقد تساعدنا البحوث العملية الجديدة في مجال الجينات على تتبع مسيرة الحمض النووي ومدى تأثيره في الصحة والمرض للمجموعات السكانية المختلفة.

2 إن فهم أوجه التشابه والاختلاف الجيني بين البشر أمر أساسي اليوم بالنسبة إلى الصحة العامة، وكما يقول البروفيسور سيمون مايرز، فإن ذلك قد يجيب على سؤال مهم وهو: لماذا بعض الناس هم عرضة لأمراض معينة أكثر من غيرهم؟ وكما هو معروف فإن نجاعة أدوية معينة في علاج بعض الأمراض قد تختلف بشكل كبير من شخص إلى شخص آخر، والسبب يكون جينيا غالبا، ما يعني أن تعميم نوع معين من الدواء على كل من يحمل نفس المرض هو خطأ علمي فادح، ما لم يؤخذ في الحسبان التركيب الجيني لكل مريض على حدة.

3 إن الطفرات الجينية النادرة بين البشر، وهي أي تغير يحدث في المعلومات الجينية (الوراثية) المشفرة في تسلسلات الحمض النووي (DNA)، وهي ثلاثة أنواع: طفرات جينية ضارة ونافعة ومحايدة.

ومن المرجح أن تظهر الاختلافات الشديدة بين الناس، ومن ثم أصبح الهم الشاغل للبحوث الجينية الحالية هو فهم كيفية حدوثها وتأثيرها على الصحة العامة، ذلك لأن الأمل في المستقبل يكمن في فهم تسلسل الطفرات الجينية بالتفصيل، وكيف انتشرت عالميا وما هو تأثيرها على الصحة والمرض.



 



جدول زمني للـ D N A



١٨٦٩‬ ‫: نيوكلين الآن يعرف باسم الدنا أو الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين تم عزله عن نوى خلايا الدم البيضاء.

١٨٧٩‫‬ : اكتشفت الكروموسومات داخل نواة الخلية.

١٩٠٠‬ ‫: تحديد المكونات الأساسية التي تشكل جزيء الحمض النووي، وهي: الفوسفات والسكر (ديوكسي ريبوز)، وأربع قواعد: الأدينين (آي)، السيتوزين (سي)، جوانين (جي)، الثايمين - تي



١٩٣٣‬ ‫: يتبين أن الكروموسومات تحتوي على الحمض النووي.

١٩٤١‬ ‫: ظهور فرضية جين واحد، بروتين واحد.

١٩٤٤‬ ‫: اكتشاف أن الحمض النووي، وليس جزيئات البروتين، هو المادة تحمل الخصائص الوراثية.

١٩٥٣‫‬: جيمس واتسون وفرانسيس كريك استعانا بصور الأشعة السينية التي التقطها موريس ويلكنز وروزاليند فرانكلين لاكتشاف اللولب المزدوج لبنية الحمض النووي.

١٩٦١‫‬ : مارشال نيرنبرج يتمكن من حل رموز الشفرة الجينية، كاشفاً تسلسل الأحماض الأمينية في جزيئات البروتين.

١٩٧٧‬ ‫: والتر جيلبرت وفريدريك سانجر يضعا تقنيات لتسلسل ترتيب أزواج القواعد الكيميائية في الحمض النووي.

١٩٨٦‬ ‫: ليروي هود يطور أول منظم آلي فائق السرعة.

١٩٩٠‫‬ : يبدأ العمل على مشروع الجينوم البشري الذي يهدف إلى تسجيل تسلسل النيوكليوتيدات ورسم خريطة الجينات في الحمض النووي للإنسان.

٢٠٠٠‬ ‫: يعلن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أنه تم حل ٨٥% من رموز شيفرة الجينوم.

الأبحاث تتجه إلى محاولة اكتشاف كيف تختلف الجينات داخل الكروموسومات عن بعضها البعض.

٢٠٠٦‫‬ : مجلة نيتشر تنشر سلسلة الكروموسوم الأخير للإنسان. الصبغي أحد أكبر الجينات الـ ٤٣١٦ ويتكون من أزواج قواعد يبلغ عددها نحو ٢٤٩ مليونا



* المصدر: جرافيك نيوز