صافية سعيد

انسحاب تكتيكي

السبت - 13 يونيو 2020

Sat - 13 Jun 2020

يملؤني كثير من الاستغراب والدهشة حينما أرى كثيرا من الناس ينتقلون إلى أشياء أخرى أو يتركون ما هم عليه ويسلكون طريقا آخر، وأقول إن ما كانوا عليه ربما هو الأفضل، واتضح لي فيما بعد أن اختياراتهم هي الأنسب لهم.

مصطفى محمود، أديب ترك مهنة الطب بعد ممارستها 6 سنوات، فقد لاحظ أنه يفعل ما يفعله الأطباء: المرضى يعانون من مرض ثم يعالجهم ثم يعودون مرة أخرى يعانون من المرض، فرأى أن لا فائدة ولا جدوى من ذلك، وكان القرار أن يتفرغ للأدب والصحافة. فكان الإبداع واضحا فيما اختاره.

لذلك اتبع شغفك واعمل من أجله وابحث عما يسعدك وينفع غيرك، أينما كانت رغبتك لاحقها واصنع لنفسك شيئا يذكر.

وكما علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ميدانكم نفوسكم)، تقدم وغير ما تستطيع أن تغيره، وكن على يقين أنك تشبه ما تحب، وانسحب عندما لا يليق المكان أو الشيء بك، وابحث عما يناسبك.

الانسحاب لا يعني الهروب، وإنما اختيار شيء يليق بك ويرفع من همتك ويجعلك تملك الكثير والكثير ويفتح مسارات ممهدة لك ومختلفة.

غير ما تريد أن تغيره بطريقة إيجابية وانسحب انسحابا تكتيكيا يقودك إلى شغفك الحقيقي.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال