عبدالعزيز الساحلي

«الإنترا نت» في زمن كورونا

الخميس - 11 يونيو 2020

Thu - 11 Jun 2020

مع جائحة كورونا التي فاجأت العالم على حين غرة، أجبر الجميع على البعد والتباعد، حيث حضر الإنترنت والتواصل عبر التقنية الحديثة في العالم على أعلى مستوى ونطاق ممكنين، وساهمت التطبيقات الالكترونية في خدمت البشرية بشكل لم يسبق له مثيل، وعملت على خدمة الإنسان تحديدا مع وباء مستجد وحدث تاريخي لم يسبق أن سبب هذا الاضطراب.

أسهم الإنترنت في التجارة الالكترونية بشكل فعال، وازدهرت عملية البيع والشراء من المواقع الالكترونية الموثوقة التي لها تجربة سابقة في خدمة العملاء ولديها توجه مستقبلي نحو التجارة الالكترونية لما توفره لها من خدمة، خاصة في نطاق المصروفات والتكاليف على التاجر، إذ لا يكلف الأمر سوى موقع الكتروني مناسب يساعد في التنقل بين الصفحات بشكل سلس ويعرض البضاعة في عدد غير متناه من الصفحات الالكترونية التي تمثل رفوفا غير متناهية للعرض، وهو أمر يحلم به كل تاجر.

هذا ما وفر كثيرا من المصروفات والتكاليف المالية، إذ إن عرض البضاعة في محل يتطلب مصاريف إضافية من استهلاك للكهرباء وإيجار للمحل ورسوم مستحقة ورواتب للعمال والموظفين، وهذا ما يفسر في بعض الأحيان رخص البضاعة في المعروضة على الإنترنت عن مثيلتها في السوق، أو أن التكاليف تكون أقل بالنسبة للتجار، ويسهم ذلك في خلق سوق جديدة وعملاء جدد من خلال تجربة الكترونية حديثة.

ولكن مع هذه المميزات تظل أيضا قضية التضليل واردة، وبيئة مناسبة وفرصة سانحة للقراصنة، وفي أحيان كثيرة تكون أبعاد البضاعة المعروضة في الموقع غير الواقع والجودة أقل، وهو ما يجعل التسوق الالكتروني تجربة فاشلة لدى بعض المتسوقين، وكذلك لا ننسى قضية الأمن السيبراني وحماية المعلومات الشخصية الالكترونية من سرقة بيانات العملاء أو حتى السطو على الحسابات البنكية، فهي قضية حساسة جدا وتمثل هاجسا كبيرا في التجارة الالكترونية على مستوى العالم.

وكذلك تسهم التجارة الالكترونية في فتح فرص عمل مؤقتة ومرنة من خلال التوصيل، الذي يعد تحديا كبيرا للتاجر والعملاء أيضا، سواء في التوقيت وسرعة إيصال الطلبات أو حتى المحافظة على البضاعة وسلامتها من خلال النقل بطرق آمنة تحافظ على جودة البضاعة.

أسهمت التقنية الحديثة في مجال التعليم في توفير بديل مؤقت في ظل الجائحة، إلا أنها لم تكن مفصلية في أداء الاختبارات النهائية، مما اضطر وزارة التعليم إلى البحث عن حلول أخرى وسبل مناسبة وفعالة لتقييم الطلاب.

ومن الأمور المستجدة فتح الباب والمجال لغير المختصين للحديث، مع وجود أرض خصبة لذلك حيث الإعلانات الجاذبة في عالم خفي لا يعرف الطرف الآخر من أين يتحدث أو مدى مصداقية تخصصه، مما يزيد خطر التضليل وبث معلومات غير صحيحة، وأحيانا تكون مغرضة في ظل وجود أدوات فعالة للتواصل. نجحت التنقية الحديثة في التواصل بشكل فعال إلا أن لها جوانب أخرى ما تزال تحتاج إلى تطبيقات أكثر فعالية، وتوفير مزيد من الأمن والتواصل الفعال، إذ يغيب التواصل الشخصي عن إدارة الاجتماعات ويعطي واقعا افتراضيا آخر.

واليوم الحاجة كبيرة وماسة لوجود شبكة اتصال داخلي «إنترا نت» للربط بين الإدارات الحكومية والمناطق المختلفة والتواصل الداخلي، حيث إن لدينا مجتمعا شابا لديه طاقات إبداعية مختلفة، ويرتاد مواقع التواصل بشكل كبير، ويشكل السوق المحلي سوقا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط، وهي عوامل تساعد على نجاح وجود تجربة شبكة الربط المحلية «إنترا نت» تساهم في ربط أكثر أمنا، وتخلق سوقا ذات موثوقية عالية، تجعل الجهات الرقابية فعالة في ضبط المنتجات المغشوشة وغير المطابقة للمواصفات بكل يسر وسهولة.

ومع كل هذه الابتكارات والتطبيقات وسباق العالم المحموم، تبرز الحاجة المحلية الآن لوجود تطبيقات ذات موثوقية عالية ومصداقية كبيرة في عالم الإنترنت.